بالصور..مصانع الإسكندرية تلقى المخلفات بمياه المكس..والصيادون:بيوتنا اتخربت

منطقة خندق المكس أو ما يطلق عليها الكثير بـ"فينيسيا الشرق" لتشابهها بمياه فينيسيا الإيطالية، فهى مصدر لإلهام الفنانين ومحبى الفنون والتصوير وقبلة لمخرجى الأفلام السينمائية، لتميزها بالبساطة والجمال، منها فيلم "بلطية العايمة" الذى رصد مشاكل أهالى المكس وآخرها فيلم رسائل البحر للفنان "آسر ياسين".

ولكن رغم تمتع المنطقة بالجمال والهدوء، إلا أنها محاطة بعدة مصانع، منها مصانع للأسمنت والبترول والكيماويات، منطقة صناعية بالكامل تطل على نهاية الخندق من الجهة الشمالية تلقى مخلافاتها فى المياه، مما تسبب فى طفو رواسب تشبه بالصابون تكسو مياه الخندق التى تصب فى البحر وتزداد فى أوقات الليل وتتراكم على السطح وتختفى قليلاً فى ضوء النهار خاصة فى درجات الحرارة المرتفعة التى تسبب تفاعل المواد الكيميائية بمياه الخندق.

وعلى حواف الخندق ترى الأطفال يلعبون ببقايا الشباك ويقفزون على الزوارق الخاصة بأبائهم، ويحاولون التقاط المخلفات التى تطفو على السطح، وهم لا يعلمون مدى ضررها عليهم كنوع من الألعاب التى ابتكروها للترويح عن أنفسهم، يتراوح أعمارهم من العامين وحتى الـ 10 سنوات، يعيشون حياة بسيطة ولكن مليئة بالمشاكل، تحتاج إلى نظر المسئولين لمستقبل هؤلاء الأطفال حتى لا يتحولوا إلى عبء على المجتمع.

رصد "انفراد" فى جولة داخل مياه المكس لرصد مشاكل الصيادين وتلوث مياه الخندق بمخلفات المصانع الكيماوية، اصطحبنا محمد حمدى، أحد الصيادين، إلى جولة بزورقه الخاص داخل مياه الخندق، وسرد معاناة الصيادين من المخلفات التى تلقيها المصانع طوال اليوم، والتى أثرت على صحة عدد كبير من الصيادين وجعلتهم غير قادرين على العمل.

وقال:"أنا بكالريوس تجارة وبشتغل فى الصيد مع والدى وأنا عندى 7 سنين علمنى الصيد وحبيت المهنة بس مش بتأكل عيش بسبب موت السمك من الكيماويات اللى قللت الرزق اللى خربت بيتنا".

وقال محمد عبد العال، أحد الصيادين، إن منطقة خندق المكس من أفضل المناطق بالإسكندرية التى تشعر بأنها الإسكندرية القديمة التى لم تتغير، كما حدث لطريق الكورنيش، ويلجأ إليها الفنانون ومحبو الرسم والسينمائيون لتجسيد شخصيات الصيادين فى أعمالهم، ولكن فى الفترة الأخيرة أصبحت المنطقة مستنقعا للتلوث والأمراض.

وأضاف أن مخلفات المصانع ظهرت خلال الفترة الأخيرة ولم تكن موجودة من قبل، خاصة بعد 2011 وعدم وجود رقابة على المصانع؛ ولكن زيادة المخلفات وتراكم مواد أشبه بـ"الصابون" فى مياه الخندق ازدادت خلال الشهر الأخير، مما أثر على الصيادين الذين يعيشون على حافة الخندق.

وفى طريقنا لمنبع خروج المخلفات الكيماوية من خلال زورق أحد الصيادين، شاهدنا صيادا يتجاوز عمره الـ 60 عاما يلوح لنا من بعيد ويقول "تعالوا شوفوا مياه الخندق عامله إزاى، كنت باصطاد منها قروش وسمك زمان دلوقتى بتجبلنا الأمراض وبنخاف تلمس إيدينا".

ورصد عبد الحى كامل، أحد الصيادين، ذكرياته مع بداية تعلمه الصيد فى منطقة المكس بالإسكندرية ومدى حبه لمهنة الصيد التى تعلمها على يد والده وجده قائلا: "أنا صياد ابن صياد اتعلمت الصنعة وأنا عندى 5 سنوات ونزلت البحر وعمرى لا يتجاوز الـ 10 سنوات، وعملت قرشين بس صرفتهم على العلاج بسبب الأمراض اللى جاتلى من حساسية فى الصدر وأزمة قلبية بسبب الحياة الصعبة اللى بنعيشها على أطراف الخندق".

وأضاف "بيوتنا اتخربت بسبب عدم وجود سمك فى الميه زى الأول وتحول لون مياه الخندق من أزرق إلى أسود، وزاد عليها مخلفات المصانع اللى بترمى فى الميه ومفيش حاكم ولا مفتش بيجيى يرصد التلوث..إحنا غلابة ومش لاقيين حد ينقذنا".

وفى نهاية حديثه نظر إلى شباكه وقال "ياريتكوا تعملوا حاجة نفسنا نشتغل زى الأول ونجيب سمك وقرش حلو يستر عيالنا ومنتحوجش للصيد فى البلاد الأجنبية اللى بترجعنا جثث أو مرحلين".


















































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;