سجناء لكن ظرفاء.. "سجين": لو محبوس فى مارينا هتزهق بعد يومين

ثقافة الطمع والبحث عن المال السريع بشتى الطرق، حتى إن وصل الأمر للاتجار فى العملة والاضرار بسوق النقد، قاد البعض لخلف أسوار السجون، ليجدوا أحلامهم تحطمت على زنازين السجون، معلنين الندم والحسرة على ما اقترفت أيديهم فى حق أنفسهم وغيرهم. "شريف.ا"، مواطن يقيم فى محافظة الدقهلية، أحد الأشخاص الذين أغراهم المال، فسخر وقته وجهده وتفكيره فى الحصول عليه بشتى الطرق، وتحقيق مكاسب مادية كبيرة، حتى وإن كانت بطريقة غير مشروعة، ولا يدرى أن العواقب ستكون وخيمة، وأن أسوار السجون ستمنعه من أطفاله الذين هم فى مقتبل العمر. السجين الذي يقضى عقوبته في سجون جمصة سرد لـ"انفراد"، قصته، وكيف تحولت أحلام الثراء لكوابيس في السجن، وكيف قاده الطمع إلى زنازين السجون، فى لحظة استسلم فيها للشيطان وسلمه عقله وتفكيره. قال السجين بصوت ممزوج بالحزن والأسى: اسمى "شريف.ا" أبلغ من العمر 45 سنة، قضيت معظمها وأنا أحارب مع الزمن من أجل كسب لقمة عيش حلال، فأنا رجل جاد لا أعرف سوى العمل وأسرتى، وكانت أموري تسير على هذا المنوال، حتى تم اتهامى فى قضية "أموال عامة". وتابع "السجين"، تم القبض على وصدر ضدي حكم بالسجن لمدة 4 سنوات، حيث تركت بلدتى الهادئة في شربين بالمنصورة وتحركت للسجن، تاركاً خلفى 5 أولاد ووالدتهم، التي طالما وقفت بجوارى فى وقت الأزمات وطالبتنى بالسير على الطريق المستقيم، لكن أحياناً الشخص يضعف أمام وسوسة الشيطان، ولا يدرى أن هذه اللحظات حتى تقوده إلى السجن". وأضاف :"فكرة السجن كانت قاسية وصعبة بالنسبة لي ـ السجين يستكمل حديثه ـ خاصة فى الأيام الأولى من دخولى السجن، لكن تعرفت هنا على مجموعة كبيرة من الأشخاص، نتحدث سوياً ونأكل معاً، حتى صارت بيننا صداقة لا أتخيل يومى بدونهم، فقد أصبحوا جميعاً بمثابة أشقائى". وأردف السجين، :"أستقبل زوجتي وأطفالى الخمسة في الزيارات الرسمية، ويكون اللقاء صعب وقاسي، فلا أستطيع تحمل نظرات أطفالي الذين حُرموا من والدهم فجأة، وأنتظر بفارغ الصبر انتهاء مدة عقوبتى للخروج والاستمتاع بالحياة مع أطفالى مرة أخرى، فقد قضيت 7 أشهر من مدة العقوبة وأتمنى أن تمر باقى المدة بسلام وأمان". "غلطة.. ومش هأعمل كدا تانى"، هكذا تحدث السجين عن قضيته، مؤكداً أن تجربة السجن استفاد منها كثيراً، وستكون الأخيرة ولن تتكرر مرة ثانية، فقد تعلم الدرس، مضيفاً، :"تعلمت هنا دروساً كثيرة من خلال وجودي مع السجناء والحديث معهم، والتعرف على قصة كل سجين، فهنا أكبر مكان للتعلم وتجنب وتفادي الأخطاء لاحقاً، فالسجن أكبر مدرسة نتعلم بداخله أن الخطأ يجب ألا يتكرر، وأن لحظات ضعف للشخص قد تقوده لمصير مجهول ويقضي جزء من حياته خلف أسوار السجن، فى حين أنه لو استخدم العقل والمنطق لم جاء إلى هنا". وقال السجين، إنه تعلم فى السجن حرفة النجارة وأصبح بارعا فى صناعة الأثاث بشكل جيد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما أصبح يكسب أموالا من هذا العمل، وربما يفكر جدياً عقب الخروج من السجن فى افتتاح ورشة لممارسة هذه المهنة والكسب منها بـ"الحلال"، فلا أفضل منه، فيبارك المولى عز وجل فيه ويدوم مع الإنسان، أما الحرام فمصيره صعب. وتابع "السجين" أسمر الملامح متوسط الطول، أن مصلحة السجون توفر لهم كافة الاحتياجات وتحرص على تنظيم زيارة الأقارب لهم، فضلاً عن الاهتمام بمنظومة الأكل والتريض ووقت الترفيهية بشكل ثابت، ولا توجد أية شكاوى هنا، لكن حبس الحرية شىء قاسى وصعب وإحساس لا يوصف، مضيفاً : "تعرف يا أستاذ لو حبسوك في مارينا يومين هتزهق.. أى والله"، فالحرية لا يساويها شىء، وأتمنى من الجميع أن يأخذوا العبرة والعظة من قصتي وليسامحنا الله جميعاً.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;