حنان شومان تكتب: الرسالة الأولى لمحرر القراء

انطلاقاً من إدراك مؤسسة "انفراد" -كواحدة من أهم الصحف فى مصر وأهم موقع إخبارى فى منطقة الشرق الأوسط- بمسئوليتها تجاه المجتمع، وإقراراً بحق القارئ فى الحصول على المعلومة الصحيحة، وتكوين الرأى المبنى على وقائع حقيقية والقدرة على تقييم السياسات العامة، فقد قررت إدارة الجريدة استحداث مهنة لم تعرفها الصحافة المصرية -إن لم تكن العربية أيضاً- من قبل وإنما هى جزء أصيل فى الصحافة الغربية، وهى مهنة محرر القراء الذى يضطلع بمهمة تلقى شكاوى القراء من محتوى الصحيفة ذاتها. وسيكون لى شرف القيام بهذه المهمة التى تحتاج لطرفين: أولهما صحفى مدرك لقيمة المهنة وصحيح مقوماتها ويعرف أن الاعتراف بالخطأ إذا حدث فضيلة.

وثانيهما قارئ فطن مدرك لحقه فى المعرفة والخبر الصحيح، قادر على أن يفرق بين مقال رأى من حق كاتبه أن يقول فيه رأيه حتى لو اختلف مع الجميع، وبين خبر أو تحقيق أو تقرير يشوبه الهوى أو المعلومة المغلوطة أو حتى الأخطاء المطبعية.

وإن كان هناك كثير مما يمكن أن أرصده من صعوبات فى مهنتنا إلا إننى على الطرف الآخر لا أستطيع أن أهوّن من شأن المشكلات التى تتصل بأداء الصحفيين أنفسهم، وتنتج عنها أخطاء مهنية وبعضها خطايا، يرتكبونها بقصد أو غير قصد، ولكنها فى المحصلة تؤثر فى جودة المنتج المقدم للقارئ والمتلقى بشكل عام فتحرمه من حقه فى المعرفة والتزود بالمعلومات الصحيحة التى يبنى من خلالها وجهة نظره. إن الأخبار المجهلة وعدم الدقة فى نشرها أو بث أخبار تحض على الكراهية وإثارة الفتنة، وكذلك التشهير بالشخصيات وعدم احترام الخصوصية، إضافة إلى مزج التحرير بالإعلان، هى بعض من خطايا كثيرة تطال الصحافة والإعلام عامة فى مصر وكلها من شأنها صناعة مجتمع إما جاهل بالحقيقة أو مُوَجّه بقصد الضلال.

و"انفراد" كمؤسسة صحفية رائدة حمّلتنى تلك المهمة التى تستدعى تعاونا فى المقام الأول من القارئ واجتهادا ليرسل لى بكل ما يراه من خطأ على البريد الإلكترونى الخاص بمحرر القراء وهو [email protected]، وسيتم الرد على القارئ بعد التحقق من الشكوى أو خطأ الجريدة، وتحقيقاً للشفافية سيتم نشر هذه الأخطاء وتصحيحها فى زاوية خاصة على الموقع والصحيفة المطبوعة، وسيكون التواصل بينى وبين القارئ فيما هو أكثر من تحديد الأخطاء، حيث سألتقى بالقراء الأكثر التزاماً برصد أخطائنا فى لقاء شهرى يتم إعلانه، كما أن هناك كثيرا من الأفكار الأخرى للتفاعل مع القراء التى سيتم إعلانها فى حينها.

حين خط قلمى أول كلمة عرفت أنها ستُنشر لآخرين ويقرؤها غيرى منذ سنين، آليت على نفسى أن أدعو الله سبحانه أن أكون كلمة حق تُحسب لى ولا تكون علىَّ يوم أن نقف بين يدى الخالق وأمامنا ميزان عملنا، واليوم ما أحوجنى لهذا الدعاء وفى يدى ميزان عدل مصغر، فادعوا لى أن أكون كلمة حق من أجل صحافة أرقى وبلد أقوى وقارئ أكثر فطنة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;