أكد رئيس وزراء مالى السابق، شيخ ماديبو ديارا، أن الخطاب الذى ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى التجارة والاستثمار بشرم الشيخ حدد معالم الاندماج التجارى لدول، إفريقيا، مشيدا باستعادة مصر لدورها التاريخى والتنموى بالقارة الإفريقية.
وقال ديارا، فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم، الأحد: "إن لقاء الرئيس السيسى مع زعماء ومسئولى ورؤساء منظمات الأعمال الدول الإفريقية المشاركين فى منتدى التجارة والاستثمار جسد تصميم مصر على دفع العمل الإفريقى المشترك وتعزيز الشراكة التجارية بين القطاع الخاص بالدول الإفريقية".
وأضاف أن ممثلى الدول الإفريقية المشاركين فى المنتدى تولد لديهم انطباع إيجابى أن الرئيس السيسى، يتبنى سياسات مؤيدة للاندماج التجارى بين الدول الإفريقية، واصفا الرئيس السيسى بأنه "رجل أفعال لا أقوال"، مشددا على أن مصر قادرة على قيادة العمل الجماعى الأفريقى باتجاه تحرير التجارة وإرساء أسس التعاون الاقتصادى والتجارى بين الدول الإفريقية على أساس المصالح والمنفعة المتبادلة.
ونوه بأن مصر ساهمت بفاعلية فى نضال الشعوب الأفريقية من أجل التحرر من الاستعمار وبناء مؤسسات التنمية فى أفريقيا، لافتا إلى أن منتدى شرم الشيخ يعد خطوة مهمة على طريق الشراكة بين القطاع الخاص بالدول الإفريقية، مؤكدا أن القارة الإفريقية تمتلك إمكانيات اقتصادية وتجارية ضخمة علاوة على كونها سوقا تضم أكثر من مليار نسمة.
وأشار ديارا إلى أن القطاع الخاص مؤهل لقيادة التنمية بالدول الإفريقية حيث أنه يمتلك الأموال، موضحا أن الاعتماد على مؤسسات التمويل الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين غير كاف لتعزيز التنمية فى الدول الأفريقية التى عانت لعقود طويلة من التهميش على المستوى العالمى، كما أوضح أن دعم الشراكة التجارية بين الدول الأفريقية تستلزم تنفيذ مشروعات مشتركة فى مجال البنية التحتية كتشييد الطرق والموانئ والسكك الحديدية، منوها بأن مصر مؤهلة بقوة للعب دور مهم فى تلك الشراكة نظرا لإمكانياتها المادية والبشرية وامتلاكها للتكنولوجيا وموقعها الجغرافى المتميز.
وبين أن منطقة التجارة الحرة، التى أطلقتها الكيانات الإفريقية الثلاث (كوميسا، وسادك، وإياك) بشرم الشيخ فى يونيو الماضى، جسدت رغبة الدول الإفريقية فى الاستفادة من امكانياتها ومواردها الطبيعية والبشرية لتسريع النمو الاقتصادى وزيادة حجم التجارة البينية الإفريقية.
وتابع ديارا أن التطبيق الفعال لمنطقة التجارة الحرة بين دول التكتلات الإفريقية الثلاث سوف يتوقف على توافر الإرادة السياسية للتغلب على أية عقبات تعترض التجارة وتفعيل دور القطاع الخاص فى التنمية، وخاصة فى مجال تشييد مشروعات البنية التحتية كالطرق ومحطات الكهرباء والمياه وغيرها.
وحول العلاقات بين مصر ومالى، قال رئيس وزراء مالى السابق "إن العلاقات بين البلدين متميزة فى كافة المجالات، منوها بأن القطاع الخاص المصرى تتوافر لديه مجالات عديدة للاستثمار فى مالى من بينها البنية التحتية والطاقة والزراعة والثروة الحيوانية والتصنيع الغذائى".
وأشار إلى أن حكومته تشجع رجال الأعمال الماليين على بحث فرص الاستثمار المتاحة فى مصر، التى وصفها بأنها "دولة عظمى بإفريقيا"، مشددا على أن مصر بإمكانياتها الطبيعية والبشرية مؤهلة لكى تكون قاطرة النمو الاقتصادى بالقارة الإفريقية.