"ساعة شيطان".. السجن يحرم "عم سامح" من أسرته بسبب "خناقة"

ربما لا تشعر أنك تجلس مع متهم، أو تحاور سجين، فوجهه بشوش مبتسماً طوال الحديث معه، يتحدث بنبرة صوت هادئة، غير مشحونة بأجواء التوتر، وبالرغم من تقدم عمره إلا أنه متفائل بغدٍ، ويطمح فى سرعة الخروج من محبسه حتى يستمتع بما تبقى مع العمر مع الأولاد والأحفاد والجيران والأصدقاء. هنا.. داخل سجن "جمصة"، يقبع "عم سامح" كما يناديه زملاؤه السجناء، فيرد: "أيون يا ابنى"، يتحدثون معه، فجيب بصوت منخفض، تكاد لا تسمعه، يتحدث كثيراً عن الأمل والتفاؤل، وضرورة التعلم من الأخطاء، وما يجب أن يتحلى به الرجل من صفات حميدة أبرزها التحكم فى النفس ساعة الغضب، والحلم فى التعامل مع الغير. "أنا مش مسجل خطر ولا بلطجى ولا رد سجون.. أنا جيت هنا بسبب ساعة شيطان".. هكذا بدأ السجين العجوز حديثه لـ"انفراد"، بصوت منخفض، سرد كواليس قصته، وكيف تحول فى لحظة ما، إلى رقم صحيح فى دفتر السجناء. قال "السجين": اسمى "سامح.ص" أقيم فى محافظة الشرقية، فى منطقة هادئة وجيران "طيبين"، ينتهى اليوم كما بدأ، دون مشاكل أو عراك، فالجميع هنا أهل وأخوة وأحباب بمنطقة الزقازيق الهادئة، لا يتدخل غريب بيننا، ولا تعرف الجريمة طريقها إلينا. وعن حياته الشخصية يقول السجين: تزوجت من سيدة فاضلة منذ عشرات السنوات وأنجبت منها بنتًا، وكانت هى كل شىء بالنسبة لنا، الفرحة التى طالما ملأت جنبات المنزل البسيط أملاً وسعادة، وتفاؤل بغدٍ. وتابع "السجين"، لم أتوقع يوماً أن شيئًا من الأشياء سيحرمنى من بنتى أو زوجتى، ولم أتخيل أن أدخل السجن، لكن القدر كان له كلمة أخرى، فدخلت فى مشاجرة على غير عادتى مع أحد الأشخاص تعديت عليه فيها بالضرب المبرح، وتم القبض علىَّ، وصدر ضدى حكم بالسجن لمدة عامين. ويضيف "السجين"، لم أدرِ بنفسى وقتها، ولم أتحكم فى أعصابى وقت الغضب، وفوجئت بنفسى خلف قضبان السنوات، وعشت صدمة ارتداء الملابس الزرقاء فى بداية الأمر، لكن الأيام بدأت تمر سريعاً، ولدى أمل فى الحصول على العفو والخروج لابنتى وزوجتى. وأردف "السجين"، تعلمت هنا صناعة الحلوى، وسط عدد من السجناء، حيث توفر لنا مصلحة السجون الخامات اللازمة من أجل صناعة الحلوى، ويتم عرض هذه المنتجات فى معارض السجون، ونحصل على جزء من الربح، وبالإضافة للمكسب والعائد المادى يساعدنى ذلك فى تخطى الوقت والتغلب عليه داخل أسوار السجن. بالتأكيد نادم على ما فعلت ـ السجين يكمل حديثه ـ لكن الندم الآن لا يفيد، وتعلمت الدرس جيداً، ولن أكرره مرة أخرى، هى للأسف لحظة ضعف "ربنا ما يكتبها عليك"، يتحول فيها الإنسان المسالم البسيط إلى مجرم، والقوى الذى يتحكم فى نفسه وقت الغضب ويسيطر على أعصابه، فلا شىء فى الدنيا يساوى أن ينام الشخص فى السجن خلف أسوار السجون بعيداً عن أسرته.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;