قضية واحدة وأساليب مختلفة للاعتراض جمعت العرب والمسلمين، لمواجهة القرارات الأمريكية التى تمس مدينة القدس المحتلة، بسوءٍ أبلغ مما لحق بها إثر الاحتلال الإسرائيلى الغاشم، فعلى مدار 3 أسابيع متتالية من قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، باعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثارت ثورة الأمة العربية، بل والعالم أجمع، اعتراضًا على هذا القرار الأحادى الجانب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وفى الوقت الذى اتخذت فيه واشنطن قراراها بشأن القدس غير عابئة برد الفعل العربى والدولى، تكتلت وتوحدت الجهود على غير توقعاتها على المستوى الرسمى والشعبى للتعبير عن رفض ذلك القرار بشتى الطرق الدبلوماسية من خلال القنوات الدولية ممثلة فى منظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولى، إلى جانب الاحتجاجات الشعبية متجسدة فى المظاهرات الحاشدة والدعوات الساخرة من القرار.
وفى إطار الطرق المتعددة لمواجهة القرار الأمريكى سواء بالمقاومة أو السخرية، دشن فلسطينيون، مبادرة للسخرية من قرار ترامب بشأن القدس، حيث طبعوا "تيشرتات" مكتوب عليها "ترامب مش أحسن منا.. واشنطن عاصمة الخليل"، وروج الفلسطينيين، فكرتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى تحت شعار "أهل الخليل يردون على ترامب بعد إعلانه القدس عاصمة للكيان المحتل بطريقة ساخرة ويعلنون واشنطن عاصمة للخليل".
وتأتى تلك المبادرة فى خضم المواجهات العنيفة التى تجرى داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة، بين الشباب والنساء والأطفال الفلسطينيين - الرافضين للقرار الأمريكى - وقوات الاحتلال الإسرائيلى، التى تلجأ للعنف الغاشم فى مواجهتهم، وتكمن قوة المبادرة الشبابية فى كونها مبادرة ساخرة من الرئيس الأمريكى، وقراره، وذلك لما للسخرية من دور هام إلى جانب المقاومة فى تهوين الكارثة على النفوس المكلومة، إلى جانب أنها طريقة تصاحب بصدى وانتشار سريع.