قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية، تعليقا على التقرير العالمى الجديد للحريات الصادر عن مؤسسة "فريدوم هاوس"، إن الحقوق السياسية والمدنية فى تركيا تراجعت بشدة فى عهد رجب طيب أردوغان، حتى أن الدولة لم تعد حرة.
وقالت "فريدوم هاوس" الأمريكية غير الحكومية، فى تقريرها عن الحريات فى العالم الصادر مؤخرا، إن تركيا "ليست حرة"، وذلك للمرة الأولى منذ بدء سلسلة التقارير فى العام 1999، أى ما يقرب من 20 سنة، إذ فقدت وضعها كـ"حرة جزئيا" فى السابق، بسبب الانزلاق باتجاه مصادرة الحقوق السياسية والمدنية.
وأشارت المنظمة فى تقريرها، إلى حملة أردوغان واسعة الانتشار عقب محاولة الانقلاب فى العام 2016 والاستفتاء المثير للجدل فى 2017، الذى أعطى الرئيس التركى صلاحيات جديدة واسعة، كما انتقدت أردوغان لإقالة رؤساء البلديات المنتخبين واستبدالهم بحلفاء سياسيين، فى الوقت الذى استمرت فيه "الملاحقات القضائية التعسفية للناشطين الحقوقيين وغيرهم ممن تراهم الدولة أعداء".
وبحسب تقرير صحيفة تليجراف البريطانية، المنشور اليوم الأربعاء، يقول مايكل أبرامويتز، رئيس مؤسسة فريدوم هاوس: "إن مرور تركيا من عتبة حرة جزئيا، إلى غير حرة، تتويج لتراجع متسارع للحرية حول العالم".
وأضاف أبرامويتز: "تراجعت درجة البلاد منذ 2014 بسبب تصاعد سلسلة الاعتداءات على الصحافة ومستخدمى وسائل الإعلام الاجتماعى والمتظاهرين والأحزاب السياسية والقضاء والنظام الانتخابى، إذ يحارب أردوغان لفرض سيطرة شخصية على الدولة والمجتمع، فى ظل تدهور البيئة الأمنية المحلية والإقليمية".
ورسمت "فريدوم هاوس" المعنية بأوضاع الحريات فى العالم، فى تقريرها الأخير، صورة قاتمة لهذه الأوضاع فى العالم خلال العام 2017، إذ قالت إن الأوضاع تتدهور بوتيرة متسارعة، مقارنة بالسنوات السابقة، إذ بدأت الديمقراطية تواجه أزمة حقيقة منذ العام الماضى، وتآكلت فرص إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتراجعت حقوق الأقليات وحرية الإعلام وسيادة القانون.