توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الاثنين، إلى مقر رئاسة الوزراء اليابانية، حيث كان فى استقباله رئيس وزراء اليابان "شينزو آبى"، وقد أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى، واستعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين لمصر واليابان.
وعُقِدت جلسة مباحثات موسعة بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليابان بحضور وفدى البلدين، حيث رحب رئيس الوزراء اليابانى بالرئيس السيسي فى زيارته الأولى لليابان، والتى تعطى قوة دفع جديدة للعلاقات الممتدة بين البلدين، مشيداً بكلمة الرئيس فى البرلمان اليابانى صباح اليوم، مشيراً إلى أنها عكست مدى تقدير مصر لليابان، وتركت فى نفوس أبناء اليابان أطيب الأثر.
وأشار رئيس الوزراء اليابانى، إلى أن بلاده تولى لعلاقاتها مع مصر اهتماماً كبيراً، سواء على الصعيد الثنائى أو الإقليمى، باعتبارها محوراً للاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن زيارة الرئيس السيسى تمثل فرصة طيبة لتبادل وجهات النظر حول سبل تنمية وتطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز التنسيق فى المحافل الدولية.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أعرب عن سعادته البالغة بزيارته الأولى إلى اليابان، باعتبارها دولة ذات حضارة عريقة، ونجحت فى تحقيق تقدم كبير على كافة الأصعدة، جعل منها نموذجاً رائداً يحتذى به، مشيراً إلى اهتمام مصر بتطوير علاقاتها مع اليابان لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين.
وهنأ "آبى" الرئيس على نجاح الانتخابات البرلمانية وتشكيل مجلس النواب باعتبار ذلك يمثل الخطوة الأخيرة فى استحقاقات خارطة المستقبل، متمنياً لمصر التوفيق فى النهج الديمقراطى الذى يناسبها.
وأكد رئيس الوزراء اليابانى وقوف اليابان بجوار مصر من أجل دفع عملية التنمية الشاملة، مشيداً بإستراتيجية مصر للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، التى تم طرحها مؤخراً.
ورحب رئيس الوزراء اليابانى بتشكيل جمعية الصداقة البرلمانية المصرية – اليابانية؛ لتساهم فى إثراء البُعد البرلمانى فى العلاقات الثنائية.
وأوضح رئيس الوزراء اليابانى، أن بلاده ستواصل وتعزز تعاونها الاقتصادى مع مصر، من خلال مساعدات التنمية الرسمية ومساهمة البنك اليابانى للاستيراد والتصدير فى تمويل بعض المشروعات التى تنفذها اليابان فى مصر.
وفى هذا الصدد، أشار "آبى" إلى الاتفاقيات التى سيتم التوقيع عليها خلال الزيارة بشأن تنفيذ مشروعات بقيمة تريليونى ين فى مجالات البنية التحتية وإنتاج الطاقة الكهربائية، وتقديم قرض بقيمة 41 مليار ين؛ لتحسين نظام توزيع الكهرباء فى مصر، بالإضافة إلى المساهمة فى تطوير قطاع الصحة فى مجال مكافحة العدوى والارتقاء بصحة المرأة والطفل.
وأشار رئيس الوزراء اليابانى، إلى تأسيس شراكة مصرية يابانية للتعليم من أجل تطبيق نظام التعليم اليابانى فى المدارس المصرية، فضلاً عن تقديم 2500 منحة على مدار خمس سنوات للطلاب والمتدربين المصريين لإعداد الكوادر البشرية المصرية والمساهمة فى تنمية مهاراتهم.
وفى سياق متصل، أكد رئيس الوزراء اليابانى مواصلة بلاده دعمها للجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا.
واستعرض الرئيس السيسى مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية التى شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، والإجراءات التى تم اتخاذها لتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار.
وأكد الرئيس ترحيب مصر بالمستثمرين والشركات اليابانية، مشيراً إلى وجود العديد من الفرص الواعدة فى الكثير من المجالات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية، بالإضافة إلى قطاع الصحة، وعلاج مرضى فيروس سى، فضلاً عن استكمال مشروع المتحف المصرى الكبير.
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع الإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تم التباحث بشأن الأزمة السورية، وسبل مكافحة الإرهاب، وقد استأثرت القضية الفلسطينية بجزء هام من المباحثات بشأن الأوضاع الإقليمية، حيث أكد الرئيس أهمية تسوية تلك القضية لتوفير واقع إقليمى جديد يحقق الأمن والاستقرار للجميع، ويكفل حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما توافق الجانبان على أهمية تعزيز التنسيق فى مجلس الأمن، فى ضوء عضوية البلدين بالمجلس لعامى 2016-2017.
وعقب انتهاء المباحثات شهد الرئيس السيسى ورئيس الوزراء اليابانى توقيع اتفاق لقرض ميسر تقدمه وكالة الجايكا لتمويل ثلاثة مشروعات؛ هى توسيع مطار برج العرب، وإنشاء محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 20 ميجاوات فى الغردقة، فضلاً عن رفع كفاءة ثلاث شركات لإنتاج وتوزيع الكهرباء فى مصر، وعقد الجانبان مؤتمراً صحفياً ألقى فيه الرئيس السيسى كلمة.
كما أقام رئيس الوزراء اليابانى مأدبة عشاء تكريماً للرئيس السيسى والوفد المرافق له.