تعد التجربة السياسية الألمانية من بين التجارب المهلمة فى صناعة البديل وتكوين جيل جديد من القادة، ولعل القرار الأخير للمستشارة الألمانية ميركل باختيار كرامب كارينباور، رئيس حكومة سارلاند الصغرى، لمنصب أمين عام الحزب المسيحى أكثر تجسيدا لفكرة تجهيز البديل سياسيا.
هذه الفكرة إذا ما تم اسقاطها على الحياة الحزبية المصرية فنجد فرقا شاسعا بين إدراك النخبة السياسية وبين آلية التنفيذ والتطبيق للفكرة نفسها، وهو ما دفعنا لتوجيه السؤال لعدد من اساتذة الجامعة والباحثين فى الشأن السياسى المصرى عن كيفية أعداد القيادة البديلة بالاحزاب السياسية، أو ما يمكن أن نطلق عليه "روشتة تجهيز القيادة بالأحزاب السياسية".
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يقترح أنشاء مركز تثقيفى بكل حزب
قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أن أعداد كوادر من الأحزاب ليكون مؤهل للقيادة يتطلب إتخاذ القرارات الجريئة والإصرار من الأحزاب على ذلك، من خلال أن يكون لدى كل الأحزاب المصرية التنشأة السياسية الصحيحة، حيث يقوم كل حزب فى مصر بإنشاء مركز تثقفيى سياسى داخل كل حزب، يكون متخصصا فى التثقيف السياسى والبرلمانى.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية فى تصريح لـ"انفراد" أن الهدف من التنشأة السياسية المطلوبة، هى أساس أعداد أى كادر داخل أى حزب من الأحزاب المصرية، ويكون هناك تولى مناصب من الشباب فى الأحزاب،وذلك بعد التدريب الجيد من خلال المراكز، التى يتم إنشاءها داخل كل حزب سياسى، ويكون الهدف من تولى المناصب القيادية بالداخل هو إحداث حالة من الحراك، حتى يشعر الشاب فى الحزب أنه أمام مسئولية قيادية".
وتابع أن أسباب تراجع الأحزاب المصرية أنه لا يوجد أساليب التغيير داخل المناصب القيادية، فنجد أنه من 2011 لم يحدث تغيير فى المناصب ورؤساء الأحزاب المصرية، وأنه لا يوحد مراكز صناعة القرارات فى الأحزاب فلابد أن يكون هناك مراكز لصناعة القرار فى كل حزب، وأن يكون هناك مبدأ الاستعانة والأفكار من الكوادر فى الأحزاب الخارجية، ليكون هناك صناعة الكوادر على مراحل داخل كل حزب من الأحزاب المصرية.
الخبير بمركز الأهرام يطالب بفتح الباب أمام مشاركات أكبر للشباب بالأحزاب
ومن جانبه قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن أعداد الكوادر يتم من خلال أن يكون هناك انتعاشة فى الحياة الحزبية فى مصر، وذلك عبر عدد من الطرق، هو أن يكون هناك دعم لموارد الأحزاب بشكل جيد، وأن تستغل هذه المواردباستثمار فى مجالات أقرب لعملها، كالتثقيف،والتدريب المهنى، وخاصة لفئة الشباب الموجودة داخل كل حزب.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن يكون هناك إعادة عمل الأحزاب مرة أخرى بالتواصل مع الشارع المصرى، وأن يتم إعداد الكوادر من خلال هذه المراكز التى يتم فى الأحزاب، والعمل بالتعريف الناس بالأحزاب ودورها فى المجتمع".
وتابع: "أن أعداد الكادر يحتاج تفعيل الهيكلة التنظيمية من داخل كل الأحزاب، وذلك من خلال أن يكون هناك وجود فعلى للشباب داخل كل حزب سياسى فى مصر، بالإضافة إلى الدفع بهم فى المناصب القيادية، وأن يكون هناك اقرار النظام الانتخابى النسبى الحزبى، من خلال الدفع لمجلس النواب لتشريع انتخابى جديد، وبذلك يتم البعد بشكل كامل عن النظام النسبى غير الحزبى، حتى يتيح لشباب الأحزاب الترشح فى انتخابات المحليات أو البرلمانات المقبلة وتكون قادرة ومؤهلة على القيادة.
أستاذ بجامعة أسيوط: الزيارات للخارج عامل كبير فى بناء الكوادر
قال الدكتورعبد الخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، إنه لابد على الأحزاب أن تتعلم من تجارب الخارج فى إدارة العملية السياسية والحزبية، وذلك من خلال عدة طرق بدايتها هى أن يكون هناك تدريب وتثقيف واضح للأحزاب وكواردها، بالإضافة إلى الاستعانة بالأكاديميين وأصحاب الخبرات لتدريب الشباب داخل كل حزب فى مصر.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية فى تصريح لـ"انفراد" أنه لابد من الاستفادة من خبرات الأحزاب وتبادل الخبرات من خلال الزيارات المتبادلة من أجل الاستفادة من النقاط غير الموجودة فى كل حزب، بالإضافة إلى أن هناك دور مهم وهو العمل على توسيع المشاركة السياسية للأحزاب المصرية.
وتابع أن الأحزاب فى مصر لا يوجد بها برامج واضحة، فلذا على كل حزب أن يكون له برنامج سياسى واضح، وأن يكون كل كوادره مطلعة على البرنامج بشكل أساسى، وذلك لتطبيقه بشكل على أرض الواقع.