لأول مرة.. مصطفى الفقى يفضح أسرار القصر الرئاسى فى عهد مبارك

■ طلبت من الشيخ محمد سيد طنطاوى تأخير رمضان يومًا فقال لى: «لو أراد الرئيس لأجلناه أسبوعًا»
■ «البروتوكول» طلب من أحمد نظيف عدم الوقوف بجانب «مبارك» حتى لا يبدو الرئيس قصيرًا
■ «مبارك» شاهد «صناديق ويسكى» بداخلها كتب لـ«دار الشروق» وإبراهيم المعلم كان مقربًا من «سوزان»
■ ٥٠ مليون دولار منحة سنوية من السلطان قابوس استخدمها الرئيس الأسبق لتجديد القصور الملكية والجمهورية
■ طلبت من البابا شنودة أسماء مسيحيين للتعيين فى مجلس الشورى فقال : «فرج فودة»
■ محمد عبدالوهاب «فنان الشعب» طلب لقاء الرئيس وعندما خرج قال لى «عايز صورتى معاه فى الصفحة الأولى للجرائد»
■ «مبارك» لم يلتق فى حياته أيا من «الإخوان» سوى الشيخ محمد الغزالى ومطالب الجماعة من النظام تمثلت فى وقف تدخل الدولة فى «تقطير البيرة» وإنشاء دور للسينما
■ علاء مبارك قال لى يوم ١٠ يناير «أخويا هيودى البلد فى داهية».. وزكريا عزمى رفض التوريث نكاية فى «أمين الوطنى»
■ «مذبحة الأقصر» وراء صعود سامى عنان.. و«العصار» كان رجل المشير طنطاوى مع الأمريكان
■ سر صعود «طنطاوى» وخروج عمرو موسى من «الخارجية»


الوقفة هذه المرة مختلفة.
الرواية لشخص دخل المطبخ السياسى، سكرتيرًا لرئيس الجمهورية للمعلومات، عضو سابق بمجلس الشورى، مستشار للرئيس أحيانًا، ممثل خاص عنه فى أحيان أخرى.
الكلمات ليست قراءة أو محاكمة لعصر قيل فيه ما قيل بل هى محاولة لتسليط الأضواء على مواقف – قد يكون بعضها بسيطًا مضحكًا – لكنها تحمل كثيرًا من الدلالات.
الأبطال شخصيات كانت فى قمة المجد السياسى رؤساء حكومات، وزراء، عسكريون، كتاب، دبلوماسيون، ارتبط مجدهم بوجود الرئيس الأسبق وحينما سقط النظام كانوا فى مقدمة الضحايا.
يمكن أن تقول إن كلمات الدكتور مصطفى الفقى فى كتابه «سنوات الفرص الضائعة»، الصادر عن دار «نهضة مصر»، قراءة جديدة للتاريخ من باب الحكايات.
لم يعلق مصطفى الفقى الجرس فى رأس «مبارك» أو نجله أو أحد من رموز النظام.
سطر كتابه كمشاهد من قريب ثم مراقب من بعيد لسنوات امتدت نحو 30 عامًا لا يمكن الحكم عليها فى إطار المعاصرة وحدها، وفق ما يراه هو فى مقدمة خطها بيده.
تعال معى نقرأ بعض من حكايات مصطفى الفقى عن «مبارك وعصره ورجاله».

(1)
نحن الآن فى ١٠ يناير ٢٠١١
كانت الثورة التونسية قد وضعت أوزارها، وخرج زين العابدين بن على من «قصر قرطاج» إلى المملكة العربية السعودية، فارًا من جموع الثوار التى حاصرته وأجبرته على الهروب بعد ٢٣ عامًا من الحكم بالحديد والنار.
سمع دوى خروج «بن على» فى القاهرة حتى داخل بيت الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
تسرب القلق إلى «علاء» النجل الأكبر للرئيس، فاتصل بمصطفى الفقى علّه يجد عنده ما يطمئنه.
يقول مصطفى الفقى: «يوم ١٠ يناير تقريبًا جاءنى اتصال هاتفى من علاء مبارك، قال لى: «أنا عاوز أشوفك»، وصلت البيت فوجدته فى استقبالى، وقد أعد لى حفلة شاى صغيرة، ويريد أن يتكلم معى ونجلس أنا وهو فقط».
بدأ «علاء» يحكى مأساة ابنه ووفاته، وكيف أن زوجته «هايدى» هى التى قامت بتغسيله، ثم بدأ محور الحديث الذى دعا الدكتور مصطفى من أجله.
يروى «الفقى»: «قالى لى: إنت شايف إن البلد رايحة فى داهية؟».. قلت له: «يعنى أشعر بذلك».. قال لى: «ممكن يحصل اللى حصل فى تونس؟»، قلت: والله هذا وارد.. إحنا بنقلل من حجم هذا الأمر.. لكن هذا أمر وارد طبعا».
يواصل: «قال لى: يبدو أن أخويا هيودى البلد فى داهية، قلت له: إزاى كده لما إنت أخوه الكبير ما قلتلوش ليه؟، قالى لى: ما أنا جبته هنا وقعدت معاه.. قال لى: أنا فاهم شغلى، وأنا أدرى بالمصريين وكيفية التعامل معهم».
يمكن أن تلتقط من بين حديث مصطفى الفقى أن «علاء» لم يكن راضيًا عن تصرفات أخيه، بل كان يرى أنها ستلقى بالأب إلى التهلكة.
يقول: «قال لى: يعنى إيه أخويا جمال يذهب إلى إحدى المحافظات وبصحبته عدد من الوزراء؟.. إيه الوضع الدستورى بتاعه الذى يسمح له ـ وهو ابن الرئيس ـ أن يذهب بصحبة هذا العدد من الوزراء؟».
كان «علاء» يعتقد أن تغييرًا فى الأوضاع سوف يحدث: «على كل حال الدنيا هتتغير وغالبًا الوزير رشيد محمد رشيد هيشكل وزارة قريبًا».
يستطرد «الفقى»: «قلت له: طب اسمع.. ما تقول الكلام ده لوالدك.. قال: إزاى؟.. قلت: اقعد معاه وقوله.. بس ما تجبش سيرتى.. اتكلم معاه وقل له: إن الأمور تنذر بأوخم العواقب.. وإن اللى بيحصل فى الحزب ده ملوش لازمة».
لم يكن غضب «علاء» مقتصرًا على شقيقه فقط ـ بحسب الرواية التى بين أيدينا ـ وإنما يمتد إلى المهندس أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى المنحل.
كان أحمد عز بمثابة «الكفيل السياسى» لجمال مبارك، وليس صحيحًا أن «جمال» كان يقف وراء الصعود الصاروخى لـ«أمين التنظيم».
يقول: «قال لى: أحمد عز اللى عمله فى الانتخابات - يقصد الانتخابات البرلمانية ٢٠١٠ التى شهدت تزويرًا فجًا - ده كان ليه لازمة؟.. إيه لازمة ٩٠ ٪ و٩٥٪ والكلام ده كله».
تحولت مخاوف «علاء» إلى حقيقة.
انطلقت المظاهرات فى ٢٥ يناير على غرار ما حدث فى تونس، وبعد يومين من المظاهرات تلقى مصطفى الفقى اتصالًا من علاء.
تفاصيل المكالمة يرويها «الفقى»: «عندما قامت الثورة تانى يوم أو تالت يوم كلمنى علاء مبارك قال لى: ماذا نفعل؟ قلت له: والله يعنى حدث ما توقعناه.. الأمر الآن فلت.. قال لى: طب وإيه الحل دلوقتى؟، قلت له: الحل.. لابد من تطهير كامل لكل الموجودين.. قال لى: أنا أوافقك على هذا.. وكان منزعجًا.. ويبدو أنه بدأ يهتم بالحياة السياسية ويقترب من أبيه لأن الأمور كانت توحى بالخطر».
ومما يروى عن الخلاف بين «علاء» و«جمال» أن اشتباكًا بالأيدى قد وقع بين الاثنين ليلة تنحى الأب، تهجم «علاء» على شقيقه صارخًا: «هذه هى نتيجة أفعالك وأفعال أصحابك، فبدلًا من خروج أبينا معززًا مكرمًا فى نهاية مسيرته جعلته يغادر بهذه الطريقة المهينة».

(2)
يمكن أن نتوقف قليلًا أمام واحد من «كهنة المعبد» الكبار، الدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق.
الحديث هذه المرة عن موقفه الرافض للتوريث على عكس الشائع من أن الرجل كان واحدًا من دعاة انتقال السلطة من الأب إلى الابن.
يقول مصطفى الفقى: «الدكتور زكريا عزمى كان ضد التوريث كراهية منه فى أحمد عز ومجموعة الشباب الجديدة، وكان يقول فور أن يرحل مبارك ويترك السلطة سأرحل أنا أيضًا».
أراد «مصطفى» أن يؤكد رفض «زكريا» التوريث، فأعاد سرد واقعة شهدتها جنازة البرلمانى الأسبق مصطفى السلاب: «فى يوم جنازة المرحوم مصطفى السلاب جاء الدكتور زكريا عزمى وقال لى: مين اللى هيترشح فى انتخابات الرئاسة اللى جاية؟ فقلت: بيقولوا مبارك.. قالى لى: لأ.. فيه تطورات يبدو إن الابن اللى هيترشح».
الموقف من رفض التوريث كان كيدًا لأحمد عز بالأساس: «كان يقول لى دائما الولد ده «أحمد عز» هيغرق الدنيا».

(3)
اقترب المشير حسين طنطاوى من الرئيس الأسبق كثيرًا، قائدًا للحرس الجمهورى ثم وزيرًا للدفاع لنحو ٢٠ عامًا.
يروى مصطفى الفقى قصة الاقتراب: «كان الرئيس الفرنسى الأسبق فرنسوا ميتران فى زيارة إلى القاهرة، وتقرر أن تهبط طائرته فى مطار أبوصوير بشرق الدلتا، فقرر مبارك أن يستقبله، وكان المكلف بالتأمين وقتها قيادة الجيش الثانى، وصنعت منصة ووقف اللواء حسين طنطاوى يلقى كلمة ترحيب بالرئيس».
يقول: «لفت نظرى أن اللواء حسين طنطاوى كان رجلًا جادًا ويعمل بعسكرية جادة، وشاهدت عينى مبارك فكان ينظر إليه بشيء من الإعجاب وكأنه يقول وجدتها، وجدتها».
كانت لدى الرئيس مشكلة فى ذلك الوقت، وهى اختيار قائد جديد للحرس الجمهوري.
لاحظ «الفقى» أن اللواء طنطاوى هو الرجل القادم.
انتهت المناسبة والرئيس مبارك يغادر فقال لـ«الفقى»: «هانجيب مين قائد للحرس الجمهورى؟»، فرد: «أنا عرفت مين قائد الحرس الجمهورى».
سأل «مبارك»: «عرفت إزاى؟»، فرد: «الرجل بتاع الجيش التانى اللى كنا قاعدين معاه».
بعدها بأيام كان قد صدر قرار بتعيين الرجل قائدًا للحرس الجمهورى.
بالقرب من المشير طنطاوى نجد اثنين من كبار القادة العسكريين، تحدث عنهما «الفقى»، الأول: الفريق سامى عنان، رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، والثانى: اللواء محمد العصار.
تدرج سامى عنان حتى تعيينه رئيسًا للأركان بدأ بعد مذبحة الأقصر ـ هجوم إرهابى وقع فى ١٧ نوفمبر ١٩٩٧ فى الدير البحرى بالأقصر، أسفر عن مصرع ٥٨ سائحًا.
يقول: «جاء سامى عنان بقصة شهيرة جدًا، لقد كان قائد قوات الدفاع الجوى، وتصادف وجوده فى الأقصر يوم وقوع المذبحة الشهرية، وحدث ارتباك ولم تبلغ الدولة، هو الذى لقط الحادث وبلغ الرئاسة، والرئيس كان سعيدًا من التصرف الذكى منه، وجرت ترقيته فى مناصب معينة حتى وصل إلى قيادة الدفاع الجوى، وجاء بعد ذلك رئيسًا للأركان باختيار المشير طنطاوى ومباركة من الرئيس مبارك».
أما اللواء محمد العصار فعلاقته الخاصة بالمشير، يمكن تفسيرها بفهم موقف «طنطاوى» من الولايات المتحدة الأمريكية.
لم يتمتع المشير طنطاوى بحب الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكن رجلها.
أما موقع «العصار» فى هذه المعادلة: «كان لديه ضابط نبيه جدًا هو اللواء دكتور مهندس محمد العصار، كان مسئول ملف العلاقات المصرية الأمريكية، والأمريكان يحترمونه، وهو يعرف أعضاء الكونجرس والبنتاجون، ويعرف كل رموز العمل فى الولايات المتحدة، فكان المشير يكتفى بعلاقات شكلية مع الأمريكان».
وعلى ذكر «جمال» و«عز» يروى مصطفى الفقى: «فى إحدى حفلات تخريج الكلية الحربية فى عام ٢٠٠٥ استدعانى المشير طنطاوى وسألنى: إنت بتشوف الرئيس؟، فقلت له: لا، قال: هو أحمد عز هيحكم مصر هى دى مش دولة ولها مؤسسات ولها كيان وقيمة».
روى الرجل هذه الواقعة مرتين فى كتابه، لكن اختلف رد المشير فى الرواية الثانية: «البلد هتغرق إنت عايز تقولى إن أحمد عز هيحكم مصر ـ بلهجة عسكرية حادة ـ ده هتبقى على جثة آخر جندى مصرى».

(4)
فى مساحة الحديث عن علاقة «مبارك» بالقادة العسكريين لدى مصطفى الفقى حديثًا عن الرئيس الأسبق والمشير محمد عبد الغنى الجمسي.
كان «مبارك» لا يحب «الجمسى»، ولهذه المشاعر سر مفتاحه فى هذه الكلمات.
كان مصطفى الفقى يجلس إلى «مبارك» حينما سأله: «ليه حضرتك متضايق من الجمسى كدا؟»، فقال: «يوم ما الرئيس السادات عينى نائبًا له وأنا فى طريقى لحلف اليمين، والمشير الجمسى أقدم منى، وسوف يحدث تغيير بعد قليل، سيعين قائد القوات الجوية نائبًا للرئيس، وسيكتسب أقدمية كبيرة جدًا، ويصبح الرجل الثانى فى الدولة، فعند ركوب السيارة، كان طبيعيًا أن أكون على اليمين، لكن الجمسى رفض: أنا ما زلت أقدم منك حتى تحلف اليمين».
صمم «الجمسي» أن يجلس يمين و«مبارك» يسار.
لم ينس «مبارك» المداعبة الثقيلة.
يقول «الفقى»: «كنت أذهب إليه وأقول له: الجمسى عايز يدى جنسية مصرية لولاد مراته ـ كان متزوجًا من امرأة فلسطينية، وكانت هذه السيدة متزوجة من رجل لديه مطعم فى مصر الجديدة والجمسى توفيت زوجته فتزوج من هذه السيدة، وكان لديها ولدان يريدان الحصول على الجنسية المصرية، وتقدم بطلبات إلى الرئيس، لكنه رفض لأنه لم يستطع أن ينسي هذه القصة أبدًا».

(5)
فى «الطريق إلى القصر» تجد اسم الناشر إبراهيم المعلم، صاحب «الشروق» الدار والجريدة.
كان «إبراهيم» قد ارتدى «رداء الثورة» بعد أيام من «٢٥ يناير»، وشارك فى تأسيس ما سمى «لجنة الحكماء» مع «حماه» الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، و«عديله» الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
كان مصطفى الفقى يتابع بترقب الأيام الأولى للثورة: «سمعنا عن حاجة اسمها (لجنة الحكماء)، وقيل إن هذه اللجنة مقرها فى صحيفة الشروق بقيادة إبراهيم المعلم».
كان «صاحب الشروق» قريبًا هو والسيدة قرينته من السيدة الأولى سوزان مبارك لفترات طويلة فى «معارض الطفل»، وكان يزمع إصدار كتاب عنها بحكم المهنة.
هامش
كانت السيدة سوزان مبارك، تعتزم إصدار كتاب عن حفيدها الراحل «محمد» يصدر عن «دار الشروق»، حيث كان مفترضًا أن يعرض فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ٢٠١١، وبالفعل تم طبع الكتاب بنسختيه العربية عن «دار الشروق» والإنجليزية عن الجامعة الأمريكية، وذلك قبل موعد إقامة معرض الكتاب، ولكن بمجرد انطلاق ثورة ٢٥ يناير اختفت نسخ الكتاب، ويقال إن «المعلم» قد أعدمها.
اتصل «الفقى» بالدكتور أحمد كمال أبوالمجد: «يا دكتور كمال عايزين نشوف لجنة الحكماء نقدر نعمل إيه؟.. قال: طب إيه رأيك ما تجيلى بكره دار الشروق وإبراهيم المعلم موجود هناك والمجموعة موجودة كلها».
بالفعل ذهب فى الموعد المحدد، ووصل «دار الشروق» وسأل عن «المعلم»: «فين يا جماعة المهندس إبراهيم المعلم قالوا لى فوق دخلت.. فتحت حجرة، لاقيت إبراهيم المعلم طلع بره بيحتجزنى حتى لا أدخل بإشارة لا تخطئها العين.. يعنى لست من هذه المجموعة.. فتأملت المجموعة فوجدت الدكتور نبيل العربى يجلس على قمة الترابيزة وعددًا من الشخصيات المعروفة بمواقفها المنتقدة للنظام الأسبق والرافضة سياساته».
يعترف مصطفى الفقى بأن الموقف ترك أثرًا سلبيًا فى نفسيته، وأثر على صداقته الطويلة مع إبراهيم المعلم.
فى حكاية أخرى تحويها فصول الكتاب، يمكن أن تعثر على مصطفى الفقى وقد رد الصفعة لـ«المعلم»: «أتذكر أن الرئيس مبارك رأى مرة كراتين مكتوبًا عليها «زجاجات ويسكى»، وظهر أن بها كتبًا لدار شروق أخرى ليست دار المعلم، فالتصقت فى ذهنه أنها لدار إبراهيم المعلم، وبدأ يهزر معاه ويتكلم معه فى كل معرض كتاب ويقول له: أمال فين الكتب اللى كانت جاية لكم فى صناديق ويسكى».
مرة أخرى يضرب مصطفى الفقى إبراهيم المعلم وهذه المرحلة بـ«سلاح الأستاذ هيكل»: «أتذكر فى عيد الميلاد الستين لعادل حمودة، ذهبنا وأنا أجلس وبجانبى الأستاذ هيكل فقال لى: مسموح بمسافة تبقى بينى وبينك أد إيه بما لا يسبب لك الإيذاء؟، وكان دائمًا يقول لى: سببت لك الكثير من الأذى والحرج من النظام، وهو رجل لطيف، فعندما توفيت حماتى أرسل لزوجتى رسالة تعزية، ورسالة هيكل وثيقة يجب الاحتفاظ بها، لأنها بخط يده، وفى أفراح بناتى كان يأتى مبكرًا ويمشى مبكرًا، ولا يتناول وجبة العشاء أبدًا، ويتريض دائمًا وبلا انقطاع، ولديه نظام قهري لتصرفاته اليومية، متى يكتب ومتى يقرأ، مكتبه وشقته متقابلان، ولا بد أن يرتدى ملابسه ويذهب إلى المكتب، ولا يذهب بالروب، وهو قامة كبيرة فى تاريخنا الإعلامى، وأوجد مؤسسة حديثة لتدريب الصحفيين، وحاولت إحدى دور النشر احتكاره، واشتهرت على قامته الكبيرة، فهم أيضًا قاموا على أنقاض الإخوان المسلمين والكتابات الدينية».
لا تحتاج الإشارات هنا إلى تفسير.

(6)
خروج عمرو موسى من وزارة الخارجية لا يزال من الأسرار الخفية إلى الآن.
لدى مصطفى الفقى روايته الخاصة: «أثناء محادثات كامب ديفيد ٢ بين مبارك والرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، جاء عمرو موسى وقال لمبارك: أرغب فى الحضور معكم».
كان الرئيس يفضل المحادثات الثنائية دون حضور أى طرف ثالث.
قال له مبارك: «لا مارجريت أولبرايت «وزيرة الخارجية الأمريكية»، لن تحضر، كلينتون استغنى عنها، فرد: لكن أنا لازم أحضر».
كان عمرو موسى يعلم أن خلفية الرئيس عن الصراع العربى الإسرائيلى لا ترقى إلى مستواه نفسه، وكان يريد أن يتابع ماذا سيقول «كلينتون».
يقول «الفقى»: «استاء مبارك من ذلك جدًا، وأنا عرفت فيما بعد من سكرتيره أنه فكر فى إقالة عمرو موسى فى ذلك اليوم، وبدأ يفكر فى أن يرسله إلى الجامعة العربية».
كانت محاولة أى مسئول مناطحة الرئيس أو حتى القيام بدوره بعيدًا عن «السكرتارية» كفيلة بخروجه من منصبه.
تتبدى هذه الملاحظة مثلًا فى خروج نور فرغل، أمين رئاسة الجمهورية الأسبق، من رحمة مبارك: «الرئيس الأسبق لم يكن يحب من يتظاهر بالمعرفة أمامه، وفى إحدى المرات دخل السيد نور فرغل على الرئيس فى اجتماع مع أحد الرؤساء، وكان الأخير يتحدث الفرنسية، فتحدث فرغل معه بالفرنسية، لأنه يتقنها بعكس مبارك الذى لا يعرفها، وفى اليوم التالى جرى إبعاده عن رئاسة الجمهورية».

(7)
برفق تحدث مصطفى الفقى عن الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، مكتفيًا بانتقاد ما وصفه بـ«تعاليه» وغروره بعد توليه الوزارة.
اشتهر «نظيف» بين المصريين بـ«طوله الفارع» ويبدو أن هذه الملاحظة لم تغب عن «مطبخ الرئاسة».
يقول: «جاء أحمد نظيف بوزارته الجديدة وهو رجل طوله عملاق، وأعتقد أن البروتوكول قال له لا تقترب من الرئيس مبارك كثيرًا، وأعتقد أن الرئيس مبارك ليس قصيرًا، إنما أى شخص يقف بجوار أحمد نظيف يصبح قصيرًا».

(8)
احتفظ «مبارك» بـ«مساحة خاصة» مع مجموعة من رجال الدين كان بينهم محمد متولى الشعراوى، ولا نزال نذكر إلى الآن الفيديو الشهير بينهما: «إذا كنت قدرنا أعاننا الله عليك، وإن كنا قدرك أعانك الله علينا».
طرح مصطفى الفقى فى كتابه قصة تنشر لأول مرة حول تعيين «الشعراوى» شيخًا للأزهر.
يقول: «برحيل الشيخ عبدالرحمن بيصار قلت لمبارك: (لابد أن نفكر فى أحد علماء الإسلام الكبار ليتولى المشيخة من طراز الشعراوى وسيد سابق والقرضاوى والغزالى، ويستطيع أن يجمع الشارع الإسلامى ويواجه التطرف والإرهاب فى ذلك الوقت، لأنه سوف يحدد صحيح الدين لدى المواطن العادى)، فقال لى: (لقد عرضناها على الشيخ الشعراوى فرفض، ولقد طلبت من فؤاد محيى الدين فى وزارته أن يعرض مشيخة الأزهر على الشيخ الشعراوى لكنه رفض)».
أرسل مصطفى الفقى وكان فى موقعه الرسمى وقتها يستفسر من بعض الأصدقاء لماذا رفض الشيخ الشعراوى، فقال: «والله لم يعرض على السيد فؤاد محيى الدين هذا المنصب - وكان فؤاد محيى الدين يكره الشيخ الشعراوى – وإن كان عرض على لكنت قبلت، من الذى يرفض مشيخة الإسلام، وأن يكون إمام أهل السنة فى العالم الإسلامى كله، وعدت إلى الرئيس، فقال: والله هذا ما أبلغت به فى ذلك الوقت».

(9)
فى الحديث عن مشيخة الأزهر يظهر اسم الراحل محمد سيد طنطاوى.
يقول «الفقى»: «الدكتور طنطاوى جمعته صلة طيبة بالرئيس، وكان يحب أن يرضى السلطة وكان رجلًا طيعًا».
كان الرجل طيعًا بالفعل: «أتذكر أننا كنا فى عيد تحرير طابا وجاءت جلستى فى ذلك اليوم فى الطائرة بجوار طنطاوى – كان وقتها مفتيًا للبلاد – قلت له: (يا فضيلة المفتى إحنا رايحين أمريكا الزيارة السنوية للرئيس وسوف نقيم هناك أسبوعًا، أنا أقترح أن رمضان أوله الجمعة طب ما تخليه الخميس).. قال: (هذه رغبتك أم أنها إرادة السيد الرئيس)، فقلت: (دى رغبتى أنا)، فقال لى: (لو أراد الرئيس لأجلناه أسبوعًا).
على الطريق نجد قصة متعلقة بيوسف القرضاوى: «تحدثت مع الرئيس عن الشيخ القرضاوى، كنت عائدا من قطر وكنت قد دعيت لإلقاء محاضرة هناك فى عام ١٩٨٩، قلت له: (يا سيادة الرئيس الشيخ القرضاوى هناك فى المطار وزكى بدر مضايقه جدا).. فقال لى: (قل لهم لا يتعاملوا معه بهذه الطريقة لما يأتى، طالما أنه عالم إسلامى جليل)».

(10)
تحدث مصطفى الفقى فى أكثر من موضع عن الراحل البابا شنودة، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
يروى أنه ذهب فى إحدى المرات للبابا ليستوثق منه فيمن يرشحه لعضوية مجلس الشورى بالتعيين.
يقول: «سألنى: (هل معك ورقة للكتابة يا دكتور؟)، فقلت له: (نعم)، فقال: (اكتب فرج فودة)، فقلت له: (هذا مسلم يا سيدنا)، قال لى: (لا يهمنى مسلم ولا مسيحى أنا عايز حد يدافع عن الوحدة الوطنية.. حد قالك إنى عايز أقباط فى البرلمان القضية فى دور العبادة.. افتح لنا شوية.. يعنى مينفعش تطلع ناس على كنيسة تهدمها بعد صلاة الجمعة، هذا بيت عبادة وليس بيت فجور».

(11)
٣ من الفنانين ورد ذكرهم فى شهادة مصطفى الفقى عن عصر «مبارك»، الأول: الفنان الكبير محمد عبدالوهاب، والآخران: أحمد بدير، والمنتصر بالله.
يقول: «اتصل بى الفنان الكبير محمد عبدالوهاب، وقال لى: أنا محمد عبدالوهاب، اعتقدت أنه وزير الصناعة، فقلت له: أنت فنان الشعب محمد عبد الوهاب، فقال: نعم.. أنا لى عندك طلبان: الأول أنا أريد منك أن توصل للرئيس أننى أرشح الأستاذ لبيب فؤاد المحامى محاميًا للفنانين ومتخصصًا فى الملكية الفكرية، أما الطلب الثانى فأنا أريد أن أقابل الرئيس».
دخل «الفقى» على «مبارك» وعرض عليه تفاصيل المكالمة، فقال: «سوف نرى فى موضوع فؤاد لبيب، أما فيما يخص اللقاء فحدد له ميعادًا».
بالفعل قابل «عبدالوهاب» الرئيس، وهو خارج سأل: «أين مصطفى الفقى؟».
قال له: «يا مصطفى بيه، أنا أريد منك صورتى مع الرئيس تكون فى الصفحة الأولى».
كان مبارك هو الرئيس رقم «٦» الذى يقابله «عبدالوهاب» على أساس أنه «فنان الشعب».
قابل الملك فؤاد الثانى، والملك فاروق، والرئيس محمد نجيب، ثم عبدالناصر، والسادات.
أما أحمد بدير والمنتصر بالله فكان دورهما بالنسبة للرئيس الأسبق يتمثل فى التسلية حينما كان يذهب إلى المركز الرياضى.

(12)
كان «مبارك» من دعاة التطبيع مع إسرائيل لأنه فى رأيه مصلحة اقتصادية، وكان يرى أنه لا مانع أن يذهب الكثير من المصريين إلى إسرائيل، لأنه أمر طبيعى فهذه دولة لنا علاقات معها وبيننا وبينهم اتفاقية سلام.
لم يكن الرجل يمانع العمل التجارى مع إسرائيل، وفى الوقت ذاته كان لا يمانع رأى نقابة الصحفيين فى منعها أى صحفى يذهب إلى إسرائيل من عضويتها.
يقول مصطفى الفقى: «كانوا عندما يأتون يحتفى بهم، أنا أتذكر أن الرئيس مبارك كان يستقبل القادة الإسرائيليين إسحاق رابين، ونتنياهو، وفى أحد اللقاءات سأله نتنياهو: (ركبتك عاملة إيه؟) واستقبل بيريز».
رفض «مبارك» زيارة إسرائيل لأنه كان يرى أن الزيارة ستصمه أمام الآخرين بأنه رجل تل أبيب، فكان يكتفى بلقائهم فى الخارج – غالبا فى الولايات المتحدة الأمريكية - وكان يحرص على مقابلة اللوبى الصهيونى عندما يذهب إلى واشنطن.
يضيف «الفقى»: «الإسرائيليون كانوا يجدون راحة فى المعاملات مع مبارك، لأن له مصداقية، ولأنه كان ممسكا بالأمور ومسيطرًا عليها بشكل جيد، ولم يكن يندفع اندفاعات قومية، أيام الحرب على غزة كانت صورة مصر غير مشرفة، وكأنك تحبس غزة والفلسطينيين من أجل أن يقتلوا أكثر من جانب الإسرائيليين بدعوى الأمن القومى المصرى».
حافظ «مبارك» على «كامب ديفيد»، وكان يشرح طوال الوقت أن هذه الاتفاقية هى إطار، ويجب أن نتعامل ولابد أن نشجع التبادل الاقتصادى والسياحى.

(13)
كان الدكتور مصطفى الفقى يدلل على قسوة الوضع فى العراق فروى قصة قتل «عدى» نجل صدام حسين لابن مربيتيه.
فى التفاصيل أن السيدة ساجدة زوجة «صدام» أوعزت لابنها بأن الفتى (نجل المربية واسمه حنا) هو «القواد الخاص» لأبيه فدخل عليه «عدى» واعتدى عليه حتى مات، وبعدها خرجت والدة القتيل على التليفزيون الرسمى: «سيدى عدى ما كان يقصد يقتله ده الواد إللى مات».
حادث مشابه لهذا وقع فى عهد الرئيس الأسبق أيضًا مع اختلاف الفاعل.
كان «مبارك» مقيمًا فى استراحته بأسوان، واقتحم شاب فى مقتبل العمر بوابة منزل الرئيس فى مصر الجديدة، ودخل ساحة المنزل فتقدم منه الحرس، فرفع يديه مستسلمًا، لكنهم أمطروه بوابل من الرصاص فتوفى فى الحال.
كانت القصة أن الفتى اختلف مع والديه على طلب ما، وكان والده قاضيًا، فعندما رفض الوالدان طلبه قال لهما: «سوف أسبب لكما مصيبة»، فخرج مستقلًا سيارته الصغيرة مقتحمًا منزل الرئيس الأسبق.
نأتى لموضع التشابه وهو رد فعل الوالد على قتل ابنه، حيث يقول «الفقى»: «اتصل بى والده بعد الحادث بيومين ليطلب منى أن أبلغ اعتذاره للرئيس الأسبق قائلًا: (يبدو أننا لم نحسن تربية أبنائنا)، وكانت تلك فى نظرى قمة الفاجعة أن يعتذر أب عن ابنه القتيل».

(14)
تمتع الرئيس الأسبق بعلاقة جيدة مع معظم الحكام العرب أثناء وجوده فى السلطة، وهو ما يفسر – بحسب الفقى – موقفهم وبخاصة حكام الخليج من ثورة «٢٥ يناير» وبالتحديد استنكارهم – غير المعلن – لطريقة معاملة «مبارك» بعد نزوله عن العرش.
هنا يظهر اسم سلطان عمان قابوس بن سعيد.
يقول مصطفى الفقى: «السلطان قابوس كان مقدرًا منحة قدرها ٥٠ مليون دولار سنويًا لمصر، وكان يعطينا هذا المبلغ سنويًا رغم أنه ممنوح من المملكة العربية السعودية نتيجة الظروف الاقتصادية عنده ومع ذلك كان حريصًا على تقديم المنحة لمصر، وكانت الخمسون مليون دولار مخصصة لصيانة القصور الملكية والجمهورية فى عصر الرئيس الأسبق».
فى هذه المساحة أيضًا يذهب «الفقى» إلى أن «جمال مبارك حينما كان يعيش فى لندن كان يسكن فى منزل مملوك للسلطان قابوس».
كانت الدول العربية أشبه بـ«ماكينة صرافة» لـ«مبارك» وحاشيته، وفى الكتاب موقف طريف يؤكد هذا المعنى.
يقول: «فى إحدى زيارتنا إلى دول الخليج بدأنا بالمملكة العربية السعودية، ثم اتجهنا جنوبًا إلى عمان ثم البحرين وقطر والإمارات والكويت، وكان معنا زميل (اللواء شريف عمر) أبلغ قبل مغادرتنا القاهرة بأن زوجته أنجبت ولدًا.. وعندما نزلنا السعودية قال للإخوة السعوديين: (لنا زميل أنجب صبيًا وسماه فهد) – على اسم خادم الحرمين وقتها – فأحضروا له ولزوجته وابنه ساعات من نوع رولكس، وعندما وصلنا عمان أبلغ الإخوة هناك أنه أنجب طفلًا سماه قابوس، وعندما وصلنا مصر كان قد جمع ١٨ ساعة، قلنا له: (هتسميه إيه؟).. قال: (حسنى عشان الجمارك)».

(15)
لم يلتق حسنى مبارك طوال سنوات حكمه أيًا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين سوى الشيخ محمد الغزالى.
يروى مصطفى الفقى: «فى أحد الأيام قلت للرئيس: (الشيخ الغزالى يمر بمحنة صحية)، فقال: (اتصل به على الفور)».
يضيف: «كنت أسمعه على الخط الثانى وهو يقول له: (يا فضيلة الإمام أعالجك فى أى مكان تريده لأنك قيمة إسلامية).. بكى الشيخ وقتها قائلًا: (أوصيك بالإسلام ولا تحمل على الإخوان المسلمين وتفاهم معهم)، فرد الرئيس: (لا تبكى يا فضيلة الإمام)».
قصة أخرى ترتبط بموقف «مبارك» من «الإخوان» عندما طلب سيف الإسلام نجل مؤسس الجماعة حسن البنا لقاء «الفقى» وقت وجوده فى منصبه الرسمى.
«اتصل بى مرة وكان يريد أن يقابلنى فأبلغت الرئيس، فقال لى: (لا أمانع لكن لابد أن تخبر المخابرات العامة ووزارة الداخلية حتى لا تكتب بأنهم شاهدوا مصطفى الفقى مع أحد الكوادر الإخوانية، وأخبرهم أن اللقاء بمعرفتى)، والتقيت به فى هيلتون القاهرة)».
كان اللقاء عاطفيًا، وكان «سيف الإسلام» صريحًا: «أنتم لا تعرفون كيف تتعاملون معنا، أنتم لا تعرفون أساليب التعامل السياسى، أنتم تفضلون التعامل الأمنى معنا».
دعا «سيف الإسلام» لفتح صفحة جديدة بين النظام والجماعة لكنه حدد مجموعة من الشروط منها امتناع الدولة عن «تقطير النبيذ»، وعدم امتلاكها مصانع للبيرة وتركها للقطاع الخاص، وأيضًا دور السينما لابد أن تترك للقطاع الخاص.
انتهى اللقاء وعاد مصطفى إلى القصر وروى تفاصيل ما جرى للرئيس فرد عليه: «موضوع تقطير النبيذ والبيرة ودور السينما ممكن ضمن برنامج الخصخصة وتغور الحاجات دى».

(16)
لم يتوقف مصطفى الفقى كثيرًا عند السنوات التى سبقت وصول حسنى مبارك إلى السلطة بعد اغتيال الرئيس أنور السادات فى حادث المنصة فى ذكرى الاحتفالات بانتصار أكتوبر على يد مجموعة مع الإسلاميين المتطرفين كانوا ضباطًا فى الجيش المصرى.
تحدث مرة واحدة عن «مبارك» بعد توليه منصب نائب رئيس الجمهورية: «أصبحنا نسمع اسم محمد حسنى مبارك رجلًا لم يتجاوز سن الشباب فى مطلع الأربعينيات يمضى مع الرئيس السادات فى كل المناسبات ومعه نوتة صغيرة وسماه الناس وقتها (السيد حسنى مبارك حضر المقابلة)، لأنه فى كل مقابلة فى بدايتها ونهايتها يقال: (وحضر السيد محمد حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية)».



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;