قال حافظ أبو سعدة رئيس مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن انسحاب الولايات المُتحدة الأمريكية من المجلس الدولى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هو بمثابة "فضيحة أمريكية" جديدة تتنافى مع القيم والمبادئ الأمريكية والدستور الأمريكى الذى يُعد من المعايير الملهمة لحقوق الإنسان.
وأضاف أبو سعدة لـ"انفراد": هذا ليس الانسحاب الأول لأمريكا من هيئة أممية، لافتا إلى أنه سبق وأن فعلتها فى أكتوبر 2017 وانسحبت من المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بحجة أنها منظمة معادية لإسرائيل ومنحازة للفلسطينيين، لافتا إلى أنه على الرغم من ذلك استمر قرار اليونسكو بشأن القدس ولم يكن للانسحاب الأمريكى تأثير على القرار الأممى.
وتابع رئيس مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: القرار الأمريكى يعنى أن الولايات المتحدة أصبحت خارج المجلس الدولى لحقوق الإنسان وليس لها حق المناقشة أو التصويت.
ونوه حافظ أبو سعدة إلى أن الانسحاب الأمريكى جاء احتجاجًا على انتقاض مناقشات المجلس الدولى لحقوق الإنسان للسلطات الإسرائيلية وإدانة ممارساتها بحق الفلسطينيين، موضحا أن هناك بند ثابت على أجندة اجتماعات المجلس خاص بالقضية الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية بالأراضى المُحتلة، مؤكدا أن الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها تتعامل مع الجيش الإسرائيلى باعتباره قوة احتلال، وأنه كان هناك محاولات من الجانب الأمريكى لإلغاء ذلك، وقالت مندوبة أمريكا بمجلس حقوق الإنسان خلال دورته المُنعقدة الآن أن هناك دولًا عربية تُمارس انتهاكات أخطر من تلك التى تُرتكب فى حق الفلسطينيين بالأراضى المُحتلة وغزة.
وعلل أبو سعدة الموقف الأمريكى بأن الولايات المتحدة أصبحت تساند دولة الاحتلال ظالمة أو مظلومة، وأنها تريد تغيير حقائق على الأرض معترف بها بقرارات دولية وأممية تؤكد أنها قوة احتلال فى القدس والضفة الغربية وكافة الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأنها تمارس العديد من الانتهاكات بحق الفلسطينيين منها مصادرة أراضيهم والعدوان على غزة والقصف فى أكثر من موقع والاعتداء على المواطنين الأبرياء وحصار الشعب الفلسطينى، مؤكدا أن الولايات المتحدة تريد حماية إسرائيل من مجرد الإدانة، قائلا "على الرغم من أن المجلس الدولى لحقوق الإنسان لا يُصدر إلا إدانات إلا أنه لم يعد مقبول لدى الولايات المتحدة الأمريكية مجرد توجيه اللوم للجانب الإسرائيلى".