من أهم الإحصائيات الرسمية التى صدرت عن ظاهرة الإلحاد، ما أصدره مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، حيث ذكر فى تقريرًا له عام 2014 أن مصر الأعلى عربيًا فى الإلحاد بـ866 ملحدا، مرجعا تصاعد الإلحاد إلى تشويه الجماعات الإرهابية التكفيرية لصورة الإسلام من خلال تطبيق مفهوم خاطئ للإسلام، وتقديم العنف والقتل وانتهاك حقوق الإنسان على أنها من تعاليم الإسلام، فالإحصائيات الرسمية – والتى خفى عنها كان أعظم- تؤكد تصاعد الظاهرة، ويبقى لجماعة (الإخوان وأخواتها) من جماعات التكفير والتفجير الفضل فى تصاعد مؤشر الإلحاد فى مصر.
شباب الإخوان يرفعون شعار ( الإلحاد هو الحل)
المثير للدهشة أن الإخوان لم تتسبب فى اتجاه بعض المصريين للإلحاد واتساع رقعته فى مصر فقط، بل هناك شباب من داخل التنظيم استبدلوا شعار "الإسلام هو الحل" ب" الإلحاد هو الحل " وذلك بعد صعود التنظيم لحكم مصر وسقوطه بعد عاما واحد إزاء ثورة 30 يونيو، الأمر الذى اعترف به الداعية الإخوانى عصام تليمة مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، حيث كشف عن اتجاه عدد كبير من شباب جماعة الإخوان إلى الإلحاد والانتحار بسبب الأزمة الداخلية التى تضرب الجماعة حاليًا.
وقال "تلمية" فى مقال له نشر على المواقع الموالية لجماعة الإخوان، :" يغزو شبابنا موجة من التشكيك فى الثوابت، ليست الثوابت التنظيمية فقط، بل وصلت للثوابت الدينية نفسها، موجة من موجات الإلحاد، يسبقها موجة من التفلت فى الالتزام الدينى، وبخاصة فى الهدى الظاهرى، من خلع الحجاب من بعض الفتيات إلى وقوع البعض الآخر فى المعصية شبابًا وفتيات، ثم ينقلب الأمر إلى تشتت فكرى وإيمانى، وتساؤلات تثار من الشباب أقلها: أين الله من الظالمين؟".
وأضاف "تلمية": "تنتهى بالوقوف على أول عتبات الإلحاد، وقيادات الحراك الدينية غير مهيأة بشكل كبير للتعامل مع مثل هذا الملف، لا من حيث الإلمام العلمى بملف الإلحاد، وكيفية الرد عليه، ومعظم المحاولات سطحية لا تتسم بالعمق، وربما سخر منها الشباب، فضلًا عن جهل البعض بوسائل إقناع الشباب، والهروب من أسئلة شائكة ومحورية لديهم".
وتابع :"وأخطر ما يغزو شبابنا الآن موجة اليأس المفضى بصاحبه إلى الانتحار"، متسائلا هل نفيق ونقوم بدورنا نحو هذا الشباب أم يأتى اليوم الذى نراهم يقومون برجمنا بالحجارة أحياء، وإن متنا، فعلوا بنا ما فعلت العرب بقبر أبى رغال برجمه ميتا؟!!.
كيف يصبح الإخوانى ملحدا
إبراهيم ربيع القيادى السابق بتنظيم جماعة الإخوان، كشف فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" كيف يصبح الإخوانى ملحدا، وكيف تتسبب جماعة الإخوان فى اتساع دائرة الإلحاد فى مصر، قائلا :"الإرهاب والإلحاد آخر محطات وصول حتمية لقطار تنظيم المتاجرة بالدين والانتهازية والاستغلال المسمى تنظيم الاخوان ونتيجة حتمية لاعتداء تلك التنظيمات على حرية الإنسان فى اختيار دينه وممارسته.
وأضاف "ربيع" :"وان لم يتدارك كل فرد من هذه القطعان والنجاة بنفسه وترك هذا التنظيم والعودة إلى دين الله وترك دين التنظيم فسيصل إلى هذا المصير المحتوم، إما إرهابيا أو ملحدا أو عربيدا سكيرا محطما لكل قيم الإخلاق ولكن يختلف توقيت إعلان فرد وآخر" مضيفًا :" فقد كتبت عند خروجيى من هذه المتاهة التنظيمية، تركت الإخوان لأعود للإسلام وإلى وطنى وإلى ذاتى".
ورصد "ربيع" تسبب الإخوان فى توسيع دائرة الالحاد فى مصر قائلا :" هذا المصير له أسباب من أهمها وأخطرها، أنه تم اختطاف الدين من قبل تنظيم الإخوان السرىالإرهابى وتم غسيل مخ البسطاء بضرورة قيام دولة الوهم " الخلافة"ويتم شحن قطعان الإخوان بأن الله معهم وسينصرهم على الطغاة وبمرور الوقت تتبخر كل الوعود المؤكدة ولم تجد تلك القطعان إلا السراب والوهم بل الملاحقة القانونية نتيجة خروجهم على القوانين فيحدث لديهم صدمة تأخذهم يمينا إلى الإرهاب أو يسارا إلى الإباحية والإلحاد وقد كان من قيادات الإخوان متشددا فى مظهره ومظهر زوجاته وأولاده لدرجة أنه كان يلبس بناته النقاب وهن فى سن السادسة وبعد ذلك تفلت منه الزمام وتعاطى الحشيش وكان يناقش جدوى الفرائض الدينية فى العصر الحديث ".
وتابع "ربيع":" ثم توسيع دائرة الحرام مما ضيق الحياة وجعلها محاصرة بمحرمات وضعها شيوخ تلك التنظيمات ليسهل عليهم توجيه القطيع المعبأ بمشاعر جلد الذات وعقدة بالذنب، وأقاموا بين الإنسان وبين الحياة جدار سميك من ثلاث طبقات الخوف والكراهية والعدوانية.. الشباب وهو فى بداية حياتهبطبيعته مفعم بحب الحياة والإقبال عليها والتمتع بمباهجها التى أحلها الله لعبادة وسرعان ما يضرب شيوخ تنظيمات الظلام حوله دائرة واسعة من المحرمات وتوضع أمامه صوره والعياذ وبالله لإله شرير يكره عباده ويتفنن فى إيذائهم وتعذيبهم والتضييق على حياتهم من خلال نصوص لا علاقة لها بالدين وفى المقابل يجد أن فطرته التى فطره الله عليها تميل إلى الكثير من أدوات الحياة ومتعها التى أباحها له الله ويحرمها شيوخ الفتنة كذبا وعدوانا على سلطة الله الحصرية فى التحريم" مضيفًا :" ينخرط الشباب فى تلك التنظيمات وبعد فترة يجد نفسه يجرى خلف سراب لا نهاية له ولكن بعد أن دمرت تلك التظيمات قدرته على فهم الحياة والاستمتاع بها فيمتلئ بالكبت والاضطراب والانهزامية نتيجة الشعور بالذنب وفقدان الثقة فى الذات وفى الحياةويمتلئ بالخوف من الحياة وتترسخ لدية الكراهية والعدوان.. فيمتلئ الفرد بالبؤس واليأس ويصبح فريسة للتطرف شمالا بعدم الاعتراف بالله والدين الذى تعلمه من تنظيمات العدوان على الحياة والمتاجرة بالدين".