قالت الأميرة سمية بنت الحسن، رئيس مجلس أمناء جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، أن العالم العربى اليوم، فى حاجة ماسة للتحول من مستورد للمعرفة إلى مصدر لها، مؤكدة أن ذلك لن يتحقق إلا بالإيمان بجودة الباحثين العرب، والتوقف عن السعى الدائم نحو الغرب، وتعزيز التعاون بين الدول العربية فى الأطر البحثية والمجالات المعرفية، وتأمين البيئات المواتية لازدهار العقول العربية لاسيما فى ظل الحجم الكبير من العقول العربية المهاجرة نحو الغرب.
جاء ذلك خلال مشاركة الأميرة سمية بنت الحسن، فى جلسة حوارية عقدت ضمن فعاليات قمة المعرفة 2018، والتى تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة يومى 5 و6 ديسمبر الجارى. وحملت الجلسة عنوان "دور الحكومات فى تمكين الشباب واقتصاد المعرفة".
وأشارت الأميرة سمية بنت الحسن، خلال كلمتها إلى أهمية التخصص والإبداع فيه والابتكار، مستشهدة بقصة تأسيس الجمعية العلمية الملكية عام 1970، والتى جاءت بتكليف من عمها الملك الحسين بن طلال الأمير الحسن بن طلال، ليأتى بعد ذلك تأسيس كلية جامعية حملت اسمها وهى "جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا"، وقد امتلكت الجامعة آنذاك تخصصاً واحداً فقط وهو علم الحاسوب تلبيةً لاحتياجات السوق فى ذاك الوقت.
وتطرقت الأميرة سمية بنت الحسن إلى قصة نجاح الجامعة والتى جاءت بفضل التركيز الكبير على الاستثمار فى عقول الشباب والتركيز على جودة المواهب، وأكدت أن "جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا" تعتمد لقبول طلابها على نظام المقابلة الشخصية من أجل التقييم.
وسلطت الأميرة سمية بنت الحسن، الضوء على أهمية الاستثمار فى الشباب وأن التحدى الذى يواجه العالم العربى يتمثل فى هجرة العقول، مؤكدة أنها تؤمن بإمكانات الباحثين العرب وضرورة توفير البيئة الحاضنة لهم والاستثمار فى المشاريع العلمية والبحثية.
كما أبرزت الأميرة سمية بنت الحسن الجهود المبذولة لتأسيس ميثاق عربى لأخلاقيات البحث العلمى، لاسيما فى ظل المشهد العربى العام الذى يشهد تصدعات ونزاعات والتى عادة ما تقود لتدنى المستويات الأخلاقية، خصوصاً على صعيد العلوم التى يجب أن تبتعد عن الأهداف السلبية، ليتم تسخيرها لمصلحة نماء ازدهار الإنسان وتطور الدول العربية الزاخرة بالعقول المبدعة.
وأشادت الأميرة سمية بنت الحسن فى ختام حديثها بقمة المعرفة التى تمثل منصة جامعة لجميع الباحثين عن العلوم والمعرفة وسبل نشرها، خصوصاً فى الدول العربية، وأكدت أن هذا النموذج يجب أن يكون مثالاً يقتدى به الجميع، نظراً لدورها الإيجابى فى ازدهار ونماء الإنسان.