أكد الدكتور صلاح حسب الله المتحدث باسم مجلس النواب ووكيل لجنة القيم بالبرلمان، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطابه السياسى الشامل أمام القمة العربية الأوروبية وضع حلولا واقعية وقابلة للتطبيق على أرض الواقع.
وأعلن "حسب الله" فى بيان له أصدره مساء اليوم تأييده التام والمطلق لتأكيد الرئيس السيسى فى خطابه أن خطر الإرهاب البغيض، بات يستشرى فى العالم كله كالوباء اللعين، سواء من خلال انتقال العناصر المتطرفة عبر الحدود من دولة إلى دولة، أو باتخاذهم بعض الدول ملاذا آمنا، لحين عودتهم لممارسة إرهابهم المقيت، أو من خلال حصولهم على الدعم والتمويل، مختبئين وراء ستار بعض الجمعيات المشبوهة، وأخيراً وليس آخرا، عبر توظيفهم لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى، لتجنيد عناصر جديدة والتحريض على العنف والكراهية.
وأكد الدكتور صلاح حسب الله أن المجتمع الدولى يجب أن يتعامل مع تحذيرات الرئيس السيسى من مخاطر الإرهاب بجدية خاصة تأكيد الرئيس فى كلمته أننا اليوم فى أمَّس الحاجة لتأكيد وحدتنا وتعاوننا أمام هذا الخطر، والوقوف صفاً واحدا ضد هذا الوباء الذى لا يمكن تبريره تحت أى مسمى، فالإرهاب مختلف كل الاختلاف عن المعارضة السياسية السلمية، التى نقبلها جميعا كظاهرة صحية ومقوم أساسى لأى حياة سياسية سليمة.
وأشاد بتأكيد الرئيس السيسى أمام هذه القمة التاريخية بأن مصر طرحت رؤية شاملة للقضاء على خطر الإرهاب وآثاره السلبية على التمتع بحقوق الإنسان، خاصة الحق فى الحياة، وغيرها من الحقوق الراسخة، واستطاعت بالحوار والتعاون أن تربط بين هذه الرؤية والموقف الأوروبى القائم على أهمية احترام حقوق الإنسان خلال محاربة الإرهاب، وهو ما لا نختلف عليه بل نمارسه على أرض الواقع.
وقال الدكتور صلاح حسب: إن حديث الرئيس السيسى عن القضية الفلسطينية لقى ارتياحا كبيرا وواسع النطاق لدى الرأى العام المصرى والعربى والأوروبى والعالمى خاصة تأكيد الرئيس السيسى بأن القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب المركزية والأولى، وإحدى الجذور الرئيسية لتلك الصراعات، بما تمثله من استمرار حرمان الشعب الفلسطينى من حقوقه المشروعة، بل واستمرار إهدار حقوق الإنسان الفلسطينى، والتى يغفلها المجتمع الدولى. كما يؤجج هذا الوضع غياب الرغبة السياسية الحقيقية نحو التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة، على الرغم من أن مرجعيات هذه التسوية باتت معروفة، وموثقة فى قرارات للشرعية الدولية عمرها من عمر الأمم المتحدة، ويتم تأكيدها وتعزيزها سنويا، وإن طال انتظارنا لتنفيذها.
وقال " حسب الله " أن الرئيس السيسى كان واضحا وحاسما فى تحذيراته من تداعيات استمرار هذا النزاع على كافة دولنا وأن إحلال التسوية الشاملة والعادلة، دون انتقاص لكافة حقوق الشعب الفلسطينى ووفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية، يمثل نفعا مشتركا لكافة الأطراف الإقليمية والدولية كما سيفوت الفرصة على قوى التطرف والإرهاب، لصرف انتباه الأجيال الشابة، التى لم تعرف سوى الاحتلال والحروب، عن الالتحاق بركب التقدم والتنمية.
كما أشاد الدكتور صلاح حسب الله برؤية الرئيس السيسى بشأن النزاعات فى ليبيا وسوريا واليمن، وسائر المناطق التى تشهد تناحراً مسلحاً وتحذيراته بتركها بدون تسوية سياسية وأن ذلك يمثل تقصيراً ستسألنا عنه الأجيال الحالية والقادمة، والتى بات ينتقل إليها عبر وسائل الإعلام الحديث التفاصيل الدقيقة لهذه الكوارث الإنسانية، لحظة بلحظة كما أشاد " حسب الله " بحديث الرئيس السيسى عن استضافة مصر لملايين اللاجئين، يعيشون بيننا ويتلقون خدمات حكومية فى التعليم والصحة كنظرائهم المصريين، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى مررنا بها فى السنوات الأخيرة وأيضا تأكيد الرئيس على نجاح مصر فى وقف أية محاولات للجوء أو الهجرة غير الشرعية عبر شواطئها منذ سبتمبر 2016 ودخلت فى حوارات ثنائية مع عدد من الدول الأوربية، لتأسيس تعاون ثنائى للتعامل مع تلك الظاهرة، ليس فقط من حيث تداعياتها، وإنما من حيث أسبابها. ولقد شهد عام 2018 تطوراً نوعياً، تمثل فى بلورة عَقد دولى للهجرة الآمنة والنظامية، بعد تفاوض شاق، ليتم إقراراه فى ديسمبر 2018 بالمغرب ووصف الدكتور صلاح حسب الله رسالة الرئيس السيسى للشعوب العربية والاوروبية والتى قال فيها بالنص : "أيتها الشعوب العظيمة المحبة للسلام، أوجه لكم من هذه القمة رسالة حب وتآخى، داعياً إياكم إلى عدم الالتفات لدعاة الفرقة والكراهية، أو لهؤلاء الذين يحاولون شيطنة الغير عبر وضعهم فى قوالب، أو ادعاء الأفضلية بناءً على عرق أو جنس أو دين، فإن كل فرد منا على اختلافه، يسعى لعالم أفضل له وللأجيال القادمة من بعده، وما من سبيل لذلك، إلا من خلال التعاون، والتعلم من الآخر وقبوله، فدعونا ننطلق نحو رحاب أوسع من العمل المشترك، مستندين إلى قيم حضارتنا الإنسانية، وإلى يقيننا فى وحدة مصير جميع البشر".