لماذا تصر مجموعة الأحزاب الصغيرة على سلوك طريق المظلومية والشكوى ، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعى أو من خلال الوقفات الاحتجاجية والهتافات المسيئة؟ هل خبرة الاستضعاف ومحاولة خداع المصريين بالشعارات البراقة التى كرستها جماعة الإخوان الإرهابية أصبحت هى النمط المعتاد للأحزاب الصغيرة ، تعويضا عن فشلها فى دخول البرلمان أو التأثير فى الشارع ؟
السؤال يفرض نفسه بإلحاح ، مع ما نشهده من غرائب وطرائف فى الحياة السياسية حاليا ، فرغم توجه البرلمان بالدعوة إلى جميع الفئات والأحزاب السياسية لحضور جلسات الاستماع المتتالية فى البرلمان ، بما فى ذلك الأحزاب الهامشية غير الممثلة فى البرلمان ، بل والنواب المفصولين أيضا مثل النائب محمد أنور السادات ، تحرص مجموعة من السياسيين على رأس بعض هذه الأحزاب على الشكوى والاحتجاج ، بطريقة مظاهرات التحريض والإثارة
آخر تلك المحاولات التى رفضت وزارة الداخلية التصريح لها بالتظاهر الحركة المدنية الديمقراطية ، التى تضم رؤساء أحزاب التحالف الشعبي، والإصلاح والتنمية، والدستور، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، وتيار الكرامة، ومصر الحرية ، رغم السماح لهذه الأحزاب مجتمعة تحت شعار الحركة المدنية بحضور جلسات الاستماع والتعبير عن رأيها بحرية وتسجيل هذه الآراء فى مضبطة المجلس
لماذا إذن تلجأ تلك الأحزاب الهامشية إلى الشارع ؟ وهل قواعد الدولة المدنية الديموقراطية تنص على المشاركة فى اجتماعات البرلمان صباحا والتظاهر أمام أبوابه مساء ؟ أليست القواعد السياسية تقتضى المضى فى الإجراءات البرلمانية بحرية وشفافية لعرض جميع الآراء قبل الاحتكام للشعب المصرى فى الاستفتاء العام؟ أم أن أحزاب الأقلية الهشة تمارس التسلط الإخوانى الذى يرى الديموقراطية خيرا إذا كانت لصالحها وشرا إذا التزمت بقرارات وأحكام الأغلبية؟!