قال خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، إن خسائر قطر من المقاطعة العربية لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادى، الذى ظهر بشكل واضح فيما نشاهده من أزمات وخسائر اقتصادية، وآخرها تآكل خطط الخطوط الجوية للتوسع. متابعا: "ما نراه أن أنها علّقت بعض خطط التوسّع فى غرب ووسط أفريقيا بسبب الخسائر التى تكبّدتها جرّاء المقاطعة الخليجية".
وأضاف أن الخسائر انعكست على الصعيد السياسى، فرغم الزيارات والجولات المكوكية لأمير قطر ووزير خارجيته، إلا أن الدوحة تعيش حالة عزلة إقليمية متصاعدة، مستطردا: "عندما ننظر إلى انسحاب أمير قطر من قمة تونس العربية، نجدها تعكس حالة إدراك النظام القطرى لحجم العزلة التى يعيشها عن محيطه العربى".
وأكد "الزعتر" أنه على الصعيد الدولى لم تنجح الدوحة فى الحصول على دعم وتأييد سياسى، خاصة من الدول الغربية، وهو فشل دبلوماسى يُضاف إلى قوائم الفشل الأخرى، كما أن المليارات التى دفعتها قطر لشركات العلاقات العامة الأوروبية والأمريكية من أجل تبييض صفحتها من الاتهامات الثابتة بدعم الإرهاب لم تُثمر شيئا، إذ تتعالى الأصوات داخل الأروقة الغربية منتقدة دعم الإمارة للإرهاب وجماعة الإخوان، التى تسعى الإدارة الأمريكية لتصنيفها كيانا إرهابيا.
وأوضح المحلل السياسى السعودى، أن حالة الفشل السياسى القطرى لم تتوقف عند الفشل فى كسب التأييد الغربى ضد المقاطعة، أو الفشل فى تبييض صفحتها من دعم الإرهاب، وإنما شملت عددا من المغلقة والقديمة، منها قضية بنك باركليز فى بريطانيا، التى تورط فيها رئيس الوزراء القطرى السابق حمد بن جاسم فى فضائح عمولات ورشاوى، وأيضا التحقيق الفرنسى مع ناصر الخليفى، رئيس نادى باريس سان جيرمان منذ 201 والمدير العام لشبكة "بى إن سبورت"، ما يعكس حجم فشل الرهان القطري على دبلوماسية المال. مختتما بالقول: "نظام قطر كان يسعى عن طريق المال لعلاج عقدة النقص التى يعيشها، وبناء مكانة على الصعيد الدولى عبر الرشاوى والتعاقد بالملايين مع شركات العلاقات العامة وأيضا ضخ الاستثمارات فى الدول".