أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن السوشيال ميديا أصبح أسلوب التيار السلفى فى ترويج أفكارهم الشاذة، موضحة أن السوشيال ميديا هى منصات مفتوحة تسمح لكل من هب ودب بالنشر عليها.
وقالت داليا زيادة، لـ"انفراد"، إن التيار السلفى المتشدد صاحب الأفكار التى تصل لحد اللامنطق فى أغلب الأحيان، قد وجدوا على هذه المنصات مساحة لنشر أفكارهم نظراً لغياب الرقيب، وهو نفس الأسلوب القديم الذى سبق واتبعوه، مثلاً عندما كانوا ينشرون الدروس على شرائط الكاسيت فى التسعينات، أو من خلال الكتيبات التى كان يتم طباعتها فى مطابع مغمورة لا تحظى بأى رقابة فى المناطق الشعبية وتوزيعها مجاناً فى وسائل المواصلات.
وتابعت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة: هناك تجربة قامت بها بعض الدول فى أوروبا يمكن لنا أن نستعين بها حيث كان الإسلاميين المتشددين فى بعض الدول هناك يلجأون للسوشيال ميديا لتشجيع الشباب المسلم للذهاب لمساجدهم، ثم تطور الأمر لأنهم أصبحوا ينشرون دروسهم على الصفحات التابعة لهم على السوشيال ميديا، وفي كثير من الأحيان كان هذا ينتهي بالشاب لأن يتم تجنيده لدى داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية التى تستخدمه كسلاح لتدمير الدولة التى يعيش فيها، ومع زيادة الجاليات المسلمة في هذه الدول، وتصاعد هذا الخطر، قامت هذه الدول بتعقب الصفحات التى ينشر عليها هذه الدروس، وإبلاغ إدارة الفيس بوك أو تويتر أو انستجرام، أو أياً ما كانت المنصة التي ينشرون عليها، ليقوموا بإغلاق هذه الصفحات، وكثير من هذه المواقع استجاب بالفعل، وكان تويتر أولها حيث طور الموقع أدوات تستطيع فهم المحتوى المتشدد وحذفه تلقائى.
ولفتت داليا زيادة إلى أن هذا أمر يمكن لنا أن نفعله، حيث أن أغلب هذه المنصات لديها بالفعل مكاتب تتعامل مع الشرق الأوسط وبها فريق عمل يستطيع قراءة النصوص العربية، ويمكن إيجاد طريقة للتعاون معهم لتطوير أكواد يمكن من خلالها السيطرة على ما ينشر عبر هذه الصفحات داخل مصر أو فى المنطقة العربية، موضحا أن الفكر السلفى المتشدد الذى يتم بثه على هذه الصفحات هو أول الطريق نحو صناعة الإرهابى.