"تجسيد الأنبياء فى الدراما" معركة لا تنتهى بين دار الإفتاء والمثقفين .. جابر عصفور وصلاح فضل دعيا لتجسيدهم واعتبرا التحريم جمودا فكريا .. وأمين دار الإفتاء: التجسيد حرام شرعا لأن الأنبياء بلغوا منزلة

أعادت دار الإفتاء الجدل من جديد حول قضية تجسيد الأنبياء فى الدراما ، عندما خرج أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ليؤكد أن تجسيدهم حرام شرعا لأنهم بلغوا منزلة الكمال، يعترض هذا الرأى تمامًا مع ما دعا له المثقفون من تجسيد الأنبياء فى الدراما لتوضح للجميع حجم العذاب الذين تعرضوا له الأنبياء فى سبيل دعواتهم، مؤكدين أيضا أن فكرة منع تجسيد الأنبياء فى الدراما تدخل دائرة الجمود الفكرى. وبين الحين والآخر تشتعل أزمة تجسيد الأنبياء فى الدراما، خاصة عندما يخرج مثقفون يبررون التجسيد ويعتبرونه جزء من التنوير الدينى، رغم موقف الأزهر السابق الرافض تماما لفكرة التجسيد واعتبارها إساءة للأنبياء. دار الإفتاء مؤخرا خرجت لتعلن من جديد حرمانية تجسيد الأنبياء فى الدراما، وذلك فى معرض إجابتها على سؤال حول مشاهدة مسلسل سيدنا يوسف والذى يتم فيه تجسيد قصة حياة سيدنا يوسف وأسرته. فى حوار سابق للدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق مع "انفراد"، أكد فيه ضرورة تجسيد الأنبياء، موضحا أن المسيحى يريد فيلما يجد فيه النبى عيسى فهذا شأنه فهو موافق على ذلك فتخيل مصر التى عرضت فى الخمسينيات فيلما لطه حسين كرواية كان اسمه الوعد الحق، ونشرها طه حسين وتحولت لفيلم سينمائى باسم ظهور الإسلام، وظهر فيه كل الصحابة الذين كانوا حول النبى صلى الله عليه وسلم وقت ظهور الإسلام، ولم يكن هناك أى شىء يحول دون ذلك. وقال جابر عصفور: لقد تأثرنا كثيرا بالصحابة الأوائل، وما لقوه من عذاب فى أيام الجاهلية حتى نصر الله الإسلام، وتأسست الدولة الإسلامية مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فأنت تمنع أشياء هى مهمة للغاية بالنسبة للناس، فأنا دخلت السينما مع الناس وشاهدت فيلم «عذاب المسيح»، ورأيت بنفسى مسلمين ومسيحيين كيف تأثروا بالعذاب الذى تعرض له سيدنا المسيح، فأنت توضح فى الأفلام التضحيات التى بذلها الأنبياء من أجل نشر دين الله من خلال الاستعانة بكل وسائل التكنولوجيا فى إظهار هذا الأمر، فهذا سيكون له تأثير كبير على الناس.وتابع وزير الثقافة الأسق: منع هذا الأمر هو جمود وعدم فهم لطبيعة التكنولوجيا الحديثة التى أصبحت فى عقول الناس. الدكتور صلاح فضل، الناقد والمفكر الأدبى، أيضا تطرق لهذا الأمر، حين أكد فى حوار سابق له مع "انفراد"، أن المسألة مرتبطة بمسالة أكبر وأعم وهو حق الاجتهاد، أولا حق التجسيد مسألة محدثة فلا نصوص قديمة فيها. وقال صلاح فضل:"السؤال ما هو الهدف من تجسيد الانبياء أو الشخصيات العظمى هل الهدف هو السخرية منهم فإذا كان مخل وجرح لمشاعر المؤمنين فهذا مرفوض، ولكن الهدف هو تعظيم القيم التى يمثلونها لا اعتقد لمن يتصدى لعمل مثل ذلك إذا كان يقصد به السخرية سيسقط لأن السخرية لن يقبلها المتلقيين هذا لأنهم مؤمنين لهم قلوبهم وضمائرهم وهم من الذين يتولون نجاح العمل أو إسقاطه، ولن يقبل أحد السخرية من الأنبياء". وتابع الناقد الأدبى:" أما إذا كان الهدف تجسيد عظمتهم فما مدى الإمكانات الفنية والمادية التى تسمح لهم بتحقيق ذلك عندما يتوافر قدرة انتاجية وصناعة سينمائية عندما فعل الغرب فى كثير من الافلام عندما جسد فيها السيد المسيح كانت أكبر دعاية للمسيحية فلا يوجد مبدأ يحرم ذلك، فمن جمود الفكر وضعف المنظور وضعف الثقة للأهداف التى تؤدى إلى ذلك تحريم تجسيد الأنبياء، الإسلام لا قداسة لشخص حتى للرسول نفسه مع أنه يتمتع بالعصمة الإلهية ولكن التقديس ممنوع، فلا مانع من تجسيد الأنبياء شرط العمل الفنى تعظيم الرسول وإبراز قيمه العظمى". فى المقابل أجرت دار الإفتاء المصرية، بثا مباشرا عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، للإجابة على أسئلة المتابعين، والتى جاء من بينها:"هل يجوز الاستماع لمسلسل سيدنا يوسف لأن المسلسل يجسد شخصية سيدنا يوسف؟". وأجاب عن السؤال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا:"تجسيد الأنبياء حرام، لأن الأنبياء بلغوا منزلة الكمال فلا يليق ولا يجوز تجسيدهم بأى حال من الأحوال"، وتابع :"روى أنه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هناك رجلا يقلد رسول الله فى مشيه وكان يفعل ذلك بقصد الإساءة للنبى فلعنه الرسول صلى الله عليه وسلم". وردت دار الإفتاء المصرية، على سؤال أحد متابعى صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك حول التسبيح والصلاة على النبى، جاء نصه:"هل يجوز التسبيح والصلاة على النبى أثناء مشاهدة التليفزيون؟. وأجاب عن السؤال خلال بث مباشر للدار على صفحتها الرسمية، الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا":يجوز ذكر الله تعالى والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أثناء مشاهدة التلفزيون، فقد كان النبى يذكر الله على جميع أحواله". وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية فتواه قائلاً:"كان صلى الله عليه وسلم يقول:" أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى سبحة الحديث"، فقال القوم:"وما سبحة الحديث يا رسول الله،" قال:"القوم يتحدثون والرجل يسبح".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;