تحدث جيرالد فيرستين، الخبير بمعد الشرق الأوسط فى واشنطن، عن الموضوعات المرتبطة بالتغيرات العولمية فى المنطقة، قائلا: "عندما تنظر للتغيرات الجغرافية السياسية فى المنطقة، يجب أن ترى أن منظور الولايات المتحدة الأمريكية للشرق الأوسط تغير، وأن هذه المشكلة التى جاءت عن طريق الشعور أنه لا يمكن الاعتماد على أمريكا كلاعب أساسى فى هذه المنطقة، وأن الغزو الأمريكى للعراق فتح الباب لتقديم الديمقراطية فى المنطقة، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط فى تخيلنا والذى كان مصدر رعب لنا، هذا التخيل سقط وأخفق، وأمريكا فى 18 عاما كانت تتدخل عسكريا فى أفغانسان، والعراق، وكان هناك شعور ولد بعد ردود الأفعال فى المنطقة، وهى أمور تحدث عنها أوباما بأن هناك شعور بالجهاد لدى الأمريكيين".
ويعقد معهد الشرق الأوسط بواشنطن بالتعاون مع المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية مؤتمراً لمدة يوم واحد تحت عنوان مصر فى شرق أوسط متغير" بمشاركة عدد كبير من الخبراء من مصر والولايات المتحدة وذلك على هامش الاجتماعات الرفيعة المستوى للجمعية العامة بمدينة نيويورك.
وأضاف: "فى الأيام السابقة رأينا قدرة أمريكا على انتشار بعض قواتها، وترامب أمن المصادر الطبيعية والقدرة على تصدير النفط، لكن فى واقع الامر هناك اهتمام للاستجابة لهذه الادارة من ناحية أنه إذا كان ترامب يريد الانسحاب، لكن هذا المنظور بان الانسحاب الكامل من المنطقة، هناك السعودية والإمارات، وإذا لم تلعب أمريكا هذا الدور مرة أخرى عليهم اتخاذ المسئوليات بأنفسهم، فى اليمن نجد إحساس أمريكى خاصة بين العامة أن التأكيد على الحل السياسى للصراع، وحل داخلى والتأكيد أن الدفاع الرئيسى والمشترك فى الصراع اليمنى هو الصراع السعودى الإيرانى، وفى واقع الأمر أن السعودية لن تستجيب لضغوط أمريكا وستستمر لما يعتبرونه أمر أمنى ومهم جدا لهم".
وتحدث الدكتور محمد كمال، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عن أهم التغيرات الاستراتيجية التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط فى المرحلة الأخيرة وموقف مصر منها، وتراجع الاهتمام الأمريكى بمنطقة الشرق الأوسط وريادة دور القوى الاقليمية كبديل للدور الأمريكى، وتراجع الاهتمام بالصراع العربى الاسرائيلى وزيادة الاهتمام بإيران، وزيادة أهمية مناطق جغرافية أخرى مثل شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر كمناطق أصبحت مصدر للصراع، من ناحية ومصدر آيضا للتعاون بين الدول المختلفة.
وقال كمال إن مصر تتعامل بحرص شديد مع هذه التغيرات الاقليمية وترفض التورط العسكرى فى آى من النزاعات الموجودة فى المنطقة، وتتبنى الحل السلمى القائم على استعادة الدولة ومؤسساتها المختلفة كأساس لحل عدد من الصراعات مثل سوريا وليبيا واليمن، مؤكداً أن مصر تسعى لعمل تحالفات وتعاون مع عدد من الدول العربية الشقيقة من اجل حل هذه الصراعات، وان هناك اهتمام مصرى كبير بشرق المتوسط والتعاون من اجل تطوير الغاز من أجل شعوب المنطقة، وقال إن مصر آيضا تشجع أن تكون هناك مبادرات من القوى الكبرى مثل أمريكا وروسيا للمساهمة فى حل نزاعات المنطقة، وعدم ترك النزاعات فقط للقوى الاقليمية ذات المصالح التى تتعارض مع مصالح جموع جدول المنطقة.