يرفع إعلام الإخوان شعار "لا تقربوا الصلاة"، دئما، حيث تقتص وتجتزء تصريحات المسؤوليين المصريين ضمن حملاتها للتحريض ضد الدولة المصرية، فمثلما تتبع الجماعة أسلوب فبركة الفيديوهات، تتبع أيضا أسلوب تحريف التصريحات، وخير دليل ما فعلته جماعة الإخوان مع تصريحات الدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان وفبركتها لتصريحاته بشأن هتلر، ومحاولة تصويرها للرأى العام بأن رئيس مجلس النواب يمجد فى هتلر.
نص تصريحات رئيس البرلمان كانت "نعم لا نملك رفاهية الاختلاف، وبناء الأوطان فى الفترات الانتقالية يستلزم إجراءات قاسية، والكتاب بيقول كده لسبب بسيط جدا إنها الفترة التى يتم فيها بناء المؤسسات والبنية الأساسية، فلا تقدم لأى دولة إلا ببنية أساسية قوية، فجذب الاستثمارات والسياحة سيحتاج طرقا ومواصلات وطاقة يتحملها المواطن الذكى الواعى صاحب البصيرة وقوة، حتى هتلر الذى كانت له أخطاؤه وخطاياه، لم يكن له أن يتمدد شرقا وغربا إلا بوجود بنية أساسية قوية لا تزال حتى الآن القاطرة التى قادت ألمانيا لتكون بين دول المستوى الأول الغنية، وأن تكون دولة ملهمة لدول أخرى فى الشرق والغرب مثل كوريا وإندونيسيا وغيرها".
على الجانب الأخر وجدنا مذيعو الإخوان وقنواتهم التحريضية يروجون عبر مواقعهم وقنواتهم التحريضية بأن على عبد العال يمجد فى هتلر ويشبه الرئيس السيسى بهتلر رغم أن نص ومضمون التصريحات بعيد كل البعد عن ما ذهبت له الجماعة.
رئيس البرلمان جاء فى اليوم الذى يليه وأصدر بيانا توضيحيا لتصريحاته عن هتلر، ولكن لم تسلط الجماعة وقنواتها التحريضية الضوء عليه بل استمرت فى سياسة التحريف للتصريحات.
على عبد العال دعا نواب المجلس فى سياق كلمته إلى الحذر وعدم السعى إلى المكاسب الآنية الضيقة بل إلى تجذير المبادئ والقيم بين الشباب لما عليهم من مسئوليات كبيرة، مطالبا أن يكونوا فى الدوائر ويتواصلون مع المواطنين، مستطردا "المشكلة أن المواطن لا يجد أحدا يتكلم معه ويشرح له ما أغلق عليه، أبواب المحافظ عادة مغلقة والعلاقة مع الوزراء غير جيدة والنواب غير متواصلين، أين الدور التوعوى فى وزارة الشباب التى بها مراكز شباب فى كل ربوع مصر؟.
وأردف، إن دور الانعقاد الخامس، سيشهد وقفة حاسمة وشديدة مع الحكومة، والأعضاء لن يتركوا الشعب المصرى ومصالحه بعيدا عن قاعة البرلمان، والبرلمان لن يسمح لأى من المسئولين بالحكومة أو المحافظين أن يصدروا المشاكل للرئيس عبد الفتاح السيسي، وعليهم أن يتحملوا المسئولية، وعليهم أن يحنوا على هذا الشعب لأنه قدم الكثير وينتظر من المجلس الكثير والكثير، هذه لحظة تحتاج اللحمة الوطنية ونكون جميعا يدا واحدة، وفى آخر حديث لى قلت إن المعارضة جزء من النظام وأى أغلبية لن تستمد شرعيتها إلا من المعارضة".
تصريحات رئيس مجلس النواب لم تتضمن أى تشبيه أو مقارنة بين السيسى وهتلر كما لاحظنا من السياق، إلا أن تصميم الرسائل الإعلامية بهدف قصف العقول وإثارة الغبار واختطاف الرأى العام، لا يعترف فى حالة الجزيرة القطرية أو منصات الإخوان الإرهابية بالأخلاق أو الحقيقة المجردة أو القواعد المهنية، يكفى أن يكون السياق العام للتصريحات يتضمن مجموعة من الأسماء أو يشير إلى شخصيات بعينها، حتى تصنع تلك المنصات محتوى جديدا موجها بالكامل.
من جانبه أكد الدكتور خالد رفعت صالح مدير مركز طيبة للدراسات والأبحاث السياسية، أن جماعة الإخوان الإرهابية تعتمد على عنصريين فى منهجها بشأن بث الأكاذيب، الأول تشويه الانجازات والثانى تضخيم السلبيات.
وقال "رفعت" فى تصريحات لـ"انفراد" :" جماعة الإخوان تعمل على نهج تشويه الإنجازات ويمر هذا التشويه بمراحل عده، فعندما تعلن الدولة المصرية إنشاء مشروع قومى، تبدأ الجماعة الإرهابية بمرحلة إنكار هذا المشروع وتزعم أنه عبارة عن فنكوش وغير موجود، وعندما يتواجد المشروع على أرض الواقع تدخل جماعة الإخوان الإرهابية فى مرحلة جديدة ألا وهى مرحلة التشوية، وعندما تنتهى الدولة من المشروع تبدأ الجماعة الإرهابية فى مرحلة التشكيك وتظل تطرح تساؤلات من عينية هل هذا المشروع سيفيد المواطن وما إلى ذلك".
وتابع :" أما العنصر الثانى الذى تعتمد عليه جماعة الإخوان فى التكذيب، هو منهج تضخيم السلبيات، وفى هذا المنهج تظل جماعة الإخوان الإرهابية تواصل تضخيم السلبيات وتتجاهل ذكر أسباب هذه السلبيات أو تاريخها أو حتى انتشارها فى جميع دول العالم" ضاربا المثل بالبطالة، إذ تظل قنوات الإخوان تتغنى بوجود البطالة فى مصر، دون أن تذكر أن هذه آفة تواجه جميع دول العالم".