أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن حركة النهضة الإخوانية لا تخلو من عيوب جماعة الإخوان الأم، والتى تغيب عن الواقع حينما يأخذها غرور القوة، تماما كما حدث معها فى مصر بعد نجاح مرشحهم محمد مرسى، حيث سعت الجماعة للاستئثار بكافة مواقع السلطة فى مصر، متجاهلة وجود طيف سياسى يختلف معها إلى درجة المعارضة.
وأضاف طه على، فى تصريح لـ"انفراد"، أن اليوم فى تونس يتكرر نفس السيناريو؛ فالحركة التى يتراجع مؤشر شعبيتها بين التونسيين لا تزال تعيش فى وهم "المركز الأول" الذى لطالما تغنت به الجماعة أينما كانت، متابعا: فى مصر أخذتهم النشوة بعد الاستفادة من زخم الانتخابات عام 2012 فتناسوا أن فوز مرسى إنما كان نتيجة لواقع معقد شهدته الساحة السياسية فى مصر آنذاك فتصورا أن بإمكانهم المنافسة على كل، وتغافلوا كافة الأصوات المعارضة، واليوم تتجاهل الجماعة فى تونس التيار العريض بين التونسيين الرافض لهم، فقد تراجع عدد مقاعدهم فى البرلمان من 89 عام 2011، ثم 69 عام 2011 ليصل إلى أدنى مستوياته فى الانتخابات الأخيرة حيث هبطت نسبتهم فى البرلمان إلى 52 ما يعنى أن شعبية الجماعة تتراجع بشكل كبير".
ولفت الباحث السياسى، إلى أن الجماعة تعانى من مطاردة مجتمعية على خلفية تورطها فى العديد من القضايا الخطيرة والتى تؤثر بالضرورة على مستقبلها فى المجتمع التونسى بأكمله وليس سياسيا فقط، مثل قضية التنظيم السرى المتهم باغتيال عدد من الرموز السياسية التونسية مثل السياسى اليسارى شكرى بلعيد، ومحمد البراهمى، فضلا عن اتهام الجماعة بتسفير الشباب التونسى إلى مناطق الأزمات المحيطة بتونس مثل ليبيا وغيرها، ما دفع النخبة السياسية تطالب بفتح التحقيق فى كافة هذه الاتهامات وغيرها ومحاسبة الجماعة التى يراها التونسيون تمثل تهديدا على الهوية التونسية بل انها تسعى لاختطاف تونس فى إطار مخطط تطرف إقليمى تقوده تركيا سياسيا وتدعمه قطر ماليا.
وتابع الباحث السياسى :"كل ذلك يدفع الجماعة إلى ضمان السيطرة على مفاصل الدولة وكافة المواقع التنفيذية التى تمكنها من الهروب من إمكانية فتح ملفاتها والحفاظ عليها بعيداً عن المساءلة والمحاسبة لأنه فى حال تحقق ذلك، فإن الجماعة تواجه مصيراً بائساً لا يختلف عما تعرضت له فى مصر عام 2013، بجانب ذلك، فإن دفع حركة النهضة براشد الغنوشى لتشكيل الوزارة يضمن لها السيطرة عليها فى ظل ما تعتقد أنه سيطرة على السلطة التشريعية وصولا إلى إحداث قدرا من الضغط على الرئيس المنتخب قيس سعيد لضمان احتوائه وعدم تمكنه من الخروج عن طوق الحركة وإلا تعرض المشهد السياسى التونسى إلى الارتباك كما حدث خلال الأيام الأخيرة فى عمر الرئيس قائد السبسى حينما اصطدم بالحركة التى نجحت فى استمالة تلميذه يوسف الشاهد ويتحقق غرضها فى شق صف حزب نداء تونس".