قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه فى السنوات السابقة كان هناك عدد من المساجد المختطفة من قبل بعض المتطرفين والذين يفرضون فكرهم عليها البعيد كل البعد عن صحيح الإسلام، مضيفا أنه خلال السنوات الخمس السابقة تم استرداد هذه المساجد مرة أخرى من خلال الفكر المستنير لمنع المتطرفين وغير المؤهلين من اعتلاء منابر هذه المساجد مرة أخرى، وتم وضع ضوابط متعددة لاسترداد هذه المساجد وبالفعل تم هذا الأمر وعادت المساجد للفكر الوسطى مرة أخرى، القضاء على الفكر المتطرف من خلال تصحيح للمفاهيم.
وأضاف جمعة خلال كلمته اليوم، بالمؤتمر الثانى للشأن العام والقومى، المنعقد بمؤسسة الأهرام، أن تجديد الخطاب الدينى يتطلب تضافر الجهود جميعها سواء فى الوزارة أو مراكز الشباب أو فى كافة الأماكن، مشيرا إلى أنه على سبيل المثال فى الوزارة يتم استضافة المثقفين فى المساجد للحديث عن القضايا التكميلية من أجل تجديد متكامل للخطاب الدينى فى كافة الانشطة، وأن الخطاب الثقافى العام جزء من المكون الأساسى لتجديد الخطاب الدينى.
وطالب وزير الأوقاف، أن يكون هناك نقد بناء لمعالجة مشاكل البناء، خاصة فى ظل تدنى الخطاب لدى البعض باللغة العربية، متابعا:" غياب النقد البناء أحد عوامل التخلف ونحتاج لنقد يساهم فى بناء المجتمع.
وطالب الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، تقديم بعض الأشخاص أو المؤسسات تحليل لخطبة الجمعة على مدار العامين الماضيين، حتى لا يكون التقييم مجروح فى حال إن خرج من قبل الوزارة، مرحبا بإعداد تقييم من قبل بعض الباحثين من غير التابعين لوزارة الأوقاف للمضمون وكيف سارت الخطبة، وكيف كانت وأصبحت بعد توحيد الخطبة وترجمتها للعديد من اللغات وبثها للعديد من دول العالم، بعدما كانت الخطبة تسير بشكل من لا يوجد فيه ترتيب للموضوعات التى يتم التطرق إليها.
وقال جمعة :" اتمنى من الباحثين من إعداد هذه الدراسة ليس على مدار العامين السابقين فقط ولكن على مدار الست سنوات الاخيرة، اتحدى أن يكون فى خطبة واحدة على مدار السنوات الست الأخيرة لفظ واحد فى غير موضعه، خاصة وأننا نخاطب العالم كله بعدما أصبحت الخطبة على الهواء مباشرة ومترجمة للعديد من اللغات على مستوى العالم، والوزارة تقوم بدورها الدعوى بشكل متكامل وأتمنى أن يتقدم أحد بدراسة شاملة الدور الدعوة للوقوف عليه بشكل أكثر دقة ومن جهة محايدة ".
وتابع:" نركز على المصلحة الوطنية، ومستعدون أن ندفع أى ضريبة فى أداء هذه الرسالة، وحرصى على خطبة الجمعية لايمانى على الرسالة وأن الوزير يُعد خطبته إعدادا وفيا، وأن الخطبة تكليف وطنى، وهناك مستوى مشرف للشباب الخطباء ، حيث يتم الدفع بالشباب ، وهناك أحد المساجد ذات طبيعة خاصة اقوم بالقاء خطبة الجمعة فيها لهذه الاعتبارات، سواء اجتماعية ، أو جبر الخواطر فى بعض الأوقات، والاعياد القومية للمحافظات ، أو افتتاح مسجد والآن أصبح الوزير يعمل فى الشارع ، خطبنا فى كرداسة علشان ندى رسالة للعالم بالأمن والاستقرار فى مصر وأننا بين الناس ومع الناس".
هذا ويُعقد مؤتمر الشأن العام والأمن القومى الثانى بمؤسسة الأهرام، بدعوة من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ، ويدير الندوة كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ويحضرها كوكبة من الوزراء والمثقفين والإعلاميين.
وكانت الهيئة الوطنية للصحافة نظمت عدة جلسات بمؤسسات الأهرام وأخبار اليوم والجمهورية ودار الهلال خلال الفترة الماضية، حيث استضافت الجلسات التحضيرية لمؤتمر الشأن العام، بحضور ثلاثة وزراء: "الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى".
وتناولت الجلسات عدة محاور أساسية، أهمها تحديد مفهوم قضايا الأمن القومي وعلاقته بالشأن العام، وتحديد السمات الرئيسية لمن يتولون الحديث في هذه القضايا الوطنية والسياج القانوني والدستوري، لتنقية المجالات دون المساس بالحريات العامة، في إطار سلسلة من الندوات المتتالية التي تم عقدها ببعض المؤسسات الصحفية القومية، لمناقشة قضايا الشأن العام، وتصدر في نهاية الندوة التوصيات النهائية.
وكان مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ورقة عمل تحت عنوان: "الخطاب الديني وعلاقته بالأمن القومي والشأن العام"، تم عرضها خلال الجلسة، والتي تعالج مسألة الخطاب الديني، وليس النص الدينى في ذاته، وتحديدًا الخطاب الذي يقدم تفسيرات متشددة أو مغالية لنصوص دينية، أو يُطِّوعها لخدمة أهداف سياسية واجتماعية، أو يوجه المتلقي نحو نصوص فقهية دون غيرها، وقد يجتزاها ويخرجها أحيانًا من سياقها، وأثر الخطاب في التطرف الذي أصبح في مقدمة الأخطار على الأمن القومي المصري.