قالت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، إن هناك تيارا داخل الولايات المتحدة الأمريكية يسعى بشتى الطرق لتأجيل فتح ملف نشاط جماعة الإخوان فى واشنطن واعتبارها إرهابية، مشيرة إلى أن هذا التيار قد يؤجل مساعى الرئيس الأمربكى دونالد ترامب اعتبار الإخوان تنظيم إرهابى خلال عام 2020، لافتة فى ذات التوقيت إلى أن توغل الإخوان في واشنطن وتواجدهم المستمر في أكبر الصحف الأمريكية هو أمر متعلق بالسياسة الداخلية في أمريكا أكثر ما هو متعلق بالعلاقة بين أمريكا ودول الشرق الأوسط.
وقالت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، لـ"انفراد"، إن التيار الليبرالي في الولايات المتحدة ما زال هو المسيطر الأكبر على أهم مؤسسات الدولة وأكبر وأشهر وسائل الإعلام، رغم وجود ترامب الجمهوري الشعبوي على رأس الدولة، لافتة إلى أن هذا التيار الليبرالي قد وضع نفسه في حالة تصادم مستمر، ليس فقط مع سياسات ترامب، ولكن أيضاً مع شخص ترامب، لما يمثله من هدم لكل ما يؤمن به الليبراليون من حيث التعددية والحريات الفردية في مقابل مصلحة الجماعة.
وأوضحت داليا زيادة أن ما يفعله الليبراليون الأمريكيون من فتح منصاتهم لتنظيم إرهابي مثل جماعة الإخوان، يأتى من باب مكايدة ترامب، هو جريمة لن يدركوا أبعادها ولا تأثيرها المدمر إلا بعد سنوات قليلة من الآن عندما ينجح الإخوان في تنفيذ خطتهم في السيطرة على أروقة السياسة الأمريكية، متلاعبين بقيم حقوق الإنسان والحريات مثلما فعلوا من قبل مع قيم الدين الإسلامي التي شوهوها وفسروها على هواهم ولخدمة مصالحهم، وهو ما بدأنا نشهد بوادره في إطار المجتمع المدني والحركات السياسية المعارضة لترامب.
وتابعت: جرم الليبراليين الأمريكيين الأكبر يتمثل في محاولاتهم المستميتة لوقف أو تأجيل مسألة إدراج الإخوان على قوائم التنظيمات الإرهابية الدولية، التي سبق ووعد بها الرئيس ترامب في حملته الانتخابية، موضحة أنه كلما تقوم الولايات المتحدة بتصنيف جماعة أو فصيل من فصائل الإخوان، مثل وحركة حسم وتنظيم لواء الثورة في مصر، وجبهة النصرة في سوريا، وغيرهم، كتنظميات إرهابية نظن أننا اقتربنا من الهدف الأهم وهو تصنيف الجماعة الأم، جماعة الإخوان، كتنظيم إرهابي، لكن ما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك، إذ يبدو أن هذه التصنيفات تقدم على سبيل المسكنات للدول العربية.