أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن جماعة الإخوان تعيش حاليا أضعف أوقاتها، خصوصاً القيادات الموجودة فى أوروبا وبالتحديد بريطانيا، والتى تتيح لهم العيش والعمل بحرية، رغم استهجان العالم كله لموقف بريطانيا من استضافة مكتب التنظيم الدولى للجماعة، لكن حتى مع ذلك لم يعد الإخوان قادرين على العمل والتأثير فى الدول الأوروبية التى يتواجدون فيها لأكثر من سبب.
وقالت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، لـ"انفراد"، إن أول هذه الأسباب هو أن التمويل القطري للإخوان تقلص بشكل واضح منذ حوالى ثلاث سنوات، بسبب تأثير المقاطعة العربية على الاقتصاد القطري، واستعادة بريطانيا السيطرة على بعض البنوك والمؤسسات المالية التى كانت تضخ قطر الأموال فيها لتصرف منها على الإخوان فى بريطانيا، متابعة: لذلك ستجد أن كثير من منصات الإخوان الإعلامية والحقوقية فى بريطانيا قد قلصت نشاطها وتأثيرها بشكل ملحوظ الفترة الأخيرة.
ولفتت داليا زيادة، إلى أن ثاني سبب لهذا الضعف هو الانقسامات الشديدة بين القيادات العليا داخل الإخوان منذ أكثر من سنتين، والتى بدأت تنتقل بالعدوى إلى القيادات الوسطى الموجودين في قطر وتركيا وماليزيا، كما أن الصراعات بينهم أصبحت معلنة، وهذا معناه أن عدوى الانقسام ستنتقل عاجلاً أو أجلاً للقواعد الإخوانية فى مصر والدول الأخرى، وبهذا تكون الجماعة قد انتهت بعد فترة زمنية قصيرة بسبب هذا الغباء والجشع الواضح فى إدارة صراعاتها الداخلية.
وتابعت: ثالث هذه الأسباب وأهمها هي أن مصالح بريطانيا مع مصر أصبحت أكبر بكثير من مصلحتها مع جماعة الإخوان، التى أصبحت بالنسبة لهم ورقة محروقة لكنهم لا يستطيعون التخلص منها نظرا للعلاقة التاريخية بين المخابرات البريطانية والتنظيم، لكن فى المقابل مصر أصبحت تمثل محور مهم للاستثمار والطاقة يربط بين الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا، ومصالح بريطانيا الاقتصادية والسياسية تعتمد كثيراً على مصر الآن وفى المستقبل، وأكبر دليل على ذلك هو العدد الضخم لعقود الاستثمار التى تم توقيعها بين شركات بريطانية وشركات مصرية هذا الأسبوع فقط.