تشهد الدوحة حالة من الأزمات والتوترات تعصف بالقصر الأميرى، وتهدد استقرار الأمير تميم بن حمد، ولاسيَّما بعد إقالته لرئيس الوزراء ناصر بن خليفة آل ثانى، الذي عبَّر عن غضبه من التقارب التركى الإيرانى وتوغلهما داخل البلاد، حيث يشهد نظام تميم تخبط وارتباك شديد داخلى، وأصبح متخوف من انقلاب على حكمه.
محاولات إسكات خليفة آل ثاني
فى هذا السياق ذكر موقع قطريليكس أن الأمير الوالد قام بزيارة إلى "خليفة آل ثانى"، لكي يحاول من تهدئة غضبه واستيعابه، وعن تفاصيل الزيارة، ذكر الموقع أن الأمير الوالد عرض على رئيس الوزراء السابق مبالغ مالية ضخمة، فى محاولة لإغرائه وإسكاته، بعد أن ترددت أنباء عن فضح ناصر بن خليفة لصفقات تميم المشبوهة، بسبب وضعه تحت الإقامة الجبرية، إلا أن رئيس الوزراء رفض عرض حمد بن خليفة، ووضع شروطًا لصمته يأتى على رأسها رفع الإقامة الجبرية عنه.
وفى وقت سابق، كشفت مصادر اعتراض رئيس الوزراء عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثانى، على التقارب الإيرانى القطرى، حيث شهدت الفترة الأخيرة خلافات نشبت بين تميم وناصر فى القصر الأميرى، بسبب دفع قطر 3 مليارات دولار لإيران تعويضًا عن مقتل قاسم سليماني، فضلًا عن تخطيطه لزيادة القواعد العسكرية التركية فى الدوحة".
أزمات تضرب الأسرة الحاكمة فى قطر
فى هذا الصدد كشف محمود منصور، رئيس الجمعية العربية للدراسات الإستراتيجية، ومؤسس المخابرات القطرية، عن حالة من الارتباك والتخبط داخل القصر بسبب شخصية تميم بن حمد غير المتزنة، موضحًا أن رئيس الوزراء الجديد ناصر بن خليفة آل ثانى كان خلال الأيام الثلاثة الماضية يقوم بالأعمال البروتوكولية الخاصة بالنيابة عن تميم فى المؤتمرات والزيارات التى كان تميم غير مقبول فيها.
وأضاف مؤسس المخابرات القطرية أن تميم قام بالتخلص من رئيس الوزراء السابق بعد علمه بالتجهيز لانقلاب وشيك من قِبَل الشعب ومشايخ آل ثاني داخل القصرالأميرى لذلك قام بعزله.
وأشار منصور إلى أن هناك حالة عدم رضا نهائيًّا من قرارات الأمير، مؤكداً أن تميم يعاني نفسيًّا من الأوضاع التى وضع نفسه فيها، بالإضافة إلى قرب انتهاء دوره كممول للإرهاب، مؤكداً أن نهاية تلك المرحلة الدرامية من تاريخ الشرق الأوسط اقتربت.
وتابع: إن هناك تخبطًا وأزمات تضرب الأسرة الحاكمة فى قطر والأمير القطرى تميم يفقد الثقة بمن حوله، مضيفًا أن ارتباط الأمير تميم بأردوغان أدخله فى مشاكل كبرى، موضحًا أن تميم يواصل انتهاكاته ضد كل من يعارضه فى قطر.
غضب القطريين من سياسات تميم
وقالت داليا زيادة، رئيس المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، إن القصر الرئاسى فى الدوحة، يشهد تخبط شديد، ولم يتوقف الأمر فقط على إقالة رئيس الوزراء القطري ناصر بن خليفة، لافتة أن تميم يعيش حالة من الترقب والتخبط الشديد فى الوقت الحالى، خوفا من الانقلاب عليه، بسبب سياساته الأخيرة التى أثارت غضب العديد من القطريين.
وأضافت رئيس المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة فى تصريح لـ"انفراد" أن القرارات الأخيرة التى أثارت العديد من الغضب منها نظام التقاعد الجديد، حيث أن المواطنين فى قطر لم يصبحوا قادرين على التعامل مع القوانين التى يقرها نظام الحمدين، إضافة إلى التخبط الشديد بسبب الفشل لحل الأزمات الاقتصادية التى أصبحت تعصف بالدوحة.
وتابعت زيادة، أن الفترة المقبلة ستشهد العديد من الأزمات داخل القصر الأميرى فى الدوحة، وستشهد إقالات عديدة فى وسط المسئولين بالنظام القطرى، وذلك لفقدان تميم الثقة فيمن حوله.