شاركت المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسى، بدعوة من رئيس جامعة الفيوم الدكتور أحمد جابر شديد، في افتتاح أسبوع فتيات الجامعات المصرية الخامس على مستوى الجمهورية والأول لجامعة الفيوم، والذي يُعقد تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ويشارك فيه 3500 طالبة يمثلون 30 جامعة مصرية حكومية وخاصة، وشهد الافتتاح مشاركة وزير الشباب والرياضة ومحافظ الفيوم ومدير أمن المحافظة.
وعلى هامش الافتتاح، عبرت "لبيب" عن سعادتها للتواجدِ بين فتياتِ مِصرَ، وأملِها المُتجدِّدِ ومُستقَبلِها المُشرقِ، قائلة "كلمَا رأيتُ فتيات مِصر شعرتُ بالاطمئنان على مُستقبَلِ هذا البلدِ، وتوجهت بالشكرِ والامتنان للرئيسِ "عبد الفتاح السيسي"، قائله:"القائِد الوطني المُستنيرِ والدَّاعمِ لحقُوق فتياتِ ونساءِ مِصرَ"، مُستدعية إحدى شهاداتِه وعباراتِه المهمةِ في حقِ المرأةِ؛ حيثُ قال: "إِنَّ الواجبَ الوطني والمسؤوليَّةَ أمامَ التاريخِ تحتمُّ علينا أن نسرعَ الخُطى في تمكينِ المرأةِ، والحفاظِ على حقُوقِها، ووضعِها في المكانةِ التي تليقُ بقيمتِها وقدراتِها وتضحياتِها على مدار التاريخِ".
وأكدت "لبيب" أن هذا الجمعُ الكبيرُ لفتياتِ مِصرَ يعكسُ حجمَ الإنجازِ الذي حقَّقَتْهُ المرأةُ المِصريَّةُ في مَجالِ التعليمِ، فقد أصبحتْ فتياتُ مِصرَ النسبةَ الكُبرى من خريجِي التعليمِ العالي، ليشكلنَ نحوَ 52.1%، مقابل 47.9% ذكورًا. كما نجحَتْ المرأةُ في دورِها التعليمي والبحثي؛ حيثُ وصلَتْ نسبةُ النساء من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ والهيئةِ المُعاونةِ بالتعليمِ العالي في عام 2018/2019 لنحوِ 48.5%.
وأشارت "لبيب" إلى أن تمكينَ المرأة،ِ وضمانَ حقُوقِها، وزيادةَ مُشارَكتِها المُجتمعيَّةِ، واحدًا مِنْ أهمِ أهدافِ التنميَّةِ السياسيَّةِ والاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّةِ، مشددةً على إيمان الدولةُ المِصريَّةُ بأَنَّ التنميةَ والتقدمَ لن يتحققا إِلا مِنْ خلالِ ضمانِ مُشارِكةٍ فاعلةٍ للمرأةِ في كافةِ المَجالاتِ. ولذا تسعى رُؤْيةُ مِصرَ 2030 لبناءِ مُجتمعٍ عادلٍ، يضمنُ الحقُوقَ والفُرصَ المتساويةِ لأبنائِهِ وبناتِهِ.
واعتبرت "لبيب" المرأةَ المِصريَّةَ محورٌ مهمٌ من محاورِ التنميةِ المُستدامةِ وشريكٌ فاعِلٌ في مسيرتِها، فهي نصفُ المُجتمعِ؛ حيثُ تشكلُ نحوَ 48.4% من إجمالي سكانِ مِصرَ، وفقًا لآخرِ تعدادٍ سكاني عام 2017. وتمارسُ المرأةُ المِصريَّةُ دورَها التنموي في مُختلَفِ المَجالاتِ؛ فالمرأةُ تمثلُ حوالي 30% من إجمالي البَاحِثِينَ والعلماءِ في مِصرَ، ويبلغ مُعدلُ مُساهَمةِ المرأةِ في قوةِ العملِ، وفي النشاطِ الاقتصادي نحو 15.4%، وهي نسبةٌ مَحدُودةٌ نتطلعُ لزيادتِها، مؤكدة أننجاح المرأةُ المِصريَّةُ في غضونِ السنواتِ القليلةِ الماضيةِ في تحقيقِ إِنجازاتٍ ملموسةٍ في كافةِ القضايا المحوريَّةِ، كالتعليمِ والصحةِ والتشريعاتِ، وتولي المناصبِ القياديَّةِ، والتمكينِ الاقتصادي والسياسي، وهي مكاسبٌ تحقَّقتْ بكفاحٍ وعملٍ دؤوبٍ من نساءِ مِصرَ عبرَ سنواتٍ طوالٍ.
وأوضحت "لبيب" أن ما كانَ حُلمًا في السابقِ صار حقيقةً، فالمرأةُ المِصريَّةُ أصبحَتْ عنصرًا رِئيسًا في تشكيلِ البَرلَمانِ والحكُومةِ؛ حيثُ بلغَ عددُ النَّائِباتِ بمَجلِسِ النوَّاب الحالي 91 نَائِبةً، بنسبة 15% من إِجمالي الأعضاءِ، ووصلَ عددُ الوزيراتِ في التشكيلِ الوزاري الأخير في ديسمبرَ 2019، إلى 8 وزيراتٍ بنسبةِ 24.4% من إجمالي التشكيلِ، مشيرة إلى أن المُتابعُ لإِستراتيجيَّةِ الدولةِ المِصريَّةِ وسيَاسَاتِها في مَجالِ تمكينِ المرأةِ يدركُ أنَّ نظرةَ المُجتمعِ وتوجهاتِه تجاهَ قضايا المرأةِ، ودورَها هي العنصرُ الأهمُّ في نجاحِ جهودِ الارتقاءِ بالمرأةِ المِصريَّةِ في شتى المجالاتِ، وعلى كافةِ المستوياتِ.
وطالبت "لبيب" بتحرك مشترك ومُنظَّم مِن المُؤسَّساتِ التعليميَّةِ والدِّينيَّةِ والثقافيَّةِ والإِعلاميَّةِ خلالَ الفترةِ القادمةِ؛ لمُواجَهةِ دعاةِ الجهلِ، وتياراتِ التطرفِ، والتشددِ الذين يستكثرُون حقَ التعليمِ على الفتاةِ المِصريَّةِ؛ لتهميشِ دورِها، مشيرة إلى أن العَالَمُ يعيش اليومَ ثورةً رقْميَّة، ولم يعدْ بالإِمكانِ تجاهلَ متغيراتِها ومتطلباتِ التعايشِ معها، فكثيرٌ من مجالاتِ العملِ، ستختفي وستظهرُ مجالاتٌ أخرى جديدةٌ، بما يفرضُ على فتياتِ مِصرَ ضرورةَ العملِ المستمرِ على تطويرِ مهاراتِهم، ومتابعةِ كافةِ التَّطَوُّراتِ التُّكْنولُوجيَّةِ في تخصصاتِهم، بما يزيدُ مِن قدرتِهم على المُنافِسةِ في سوقِ العملِ.
وأعربت "لبيب" عن تطلع وزارة الاتِّصالات وتُكْنولُوجيا المعلوماتِ إلى تَعاونِ جميعِ فتياتِ مِصرَ وأمهاتِ المُستقبَلِ؛ لنشرِ الثقافةِ الرقْميَّةِ بما يساهمُ في بناءِ مِصرَ الرقْميَّةِ، مؤكدة أن هذا لنْ يتأتيَ إِلا بمُشارِكتهم، والتي تحرص الوزارة على تعظيمِها من خلالِ التَّعاونِ المُشتركِ معَ كلِ جامعاتِ مِصرَ.