يسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لإفشال أى مساعى دولية لتنفيذ هدنة وقف إطلاق النار، وتجلى ذلك في ضغطه على حكومة الوفاق التابعة له، من أجل العمل على إفشال محادثات جنيف، واستمرار خروقات المليشيات الإرهابية، فى الوقت الذى يستعد فيه الاتحاد الإفريقى لإرسال بعثة من العسكريين لمراقبة وقف إطلاق النار بطرابلس.
فيما أعلن رئيس غرفة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الوطني الليبي اللواء المبروك الغزوي، أن 10 جنود أتراك على الأقل قتلوا في ضربة دقيقة للجيش الليبي، استهدفت مقر تابع للقوات التركية في قاعدة معيتيقة العسكرية، بالعاصمة طرابلس.
وأعلنت سلطات الطيران المدني الليبية اليوم، تعليق رحلات الطيران في المطار نتيجة القصف المتواصل على المطار، حسبما جاء في خبر عاجل بوكالة الأنباء السعودية "واس".
وأعلنت ليبيا وقف الرحلات الجوية في مطار معيتيقة الليبى بسبب تعرضه للقصف، وفق ما ذكرته فضائية العربية في خبر عاجل لها.
دعم أفريقى لليبيا
من جانبها أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، ترحيب بلادها باستعداد الاتحاد الإفريقى إرسال بعثة مراقبين عسكريين إلى ليبيا، وقالت زاخاروفا - خلال مؤتمر صحفى عقدته - "نرحب بإعلان قيادة الاتحاد الإفريقى فى ختام قمة الاتحاد فى أديس أبابا بشأن استعداد الاتحاد لإرسال مجموعة مراقبين عسكريين لمراقبة وضع وقف إطلاق النار فى حالة التوصل لاتفاق فى هذا الشأن بين أطراف النزاع الليبي".
وأضافت قائلة "ننطلق من حقيقة أن نشاط المراقبين العسكريين، الذى ينبغى أن يتم بالتنسيق الوثيق مع منظمة الأمم المتحدة لدورها الرائد فى التسوية الليبية، من الممكن أن يصبح مساهمة كبيرة فى جهود المجتمع الدولى لتطبيع الوضع فى ليبيا.
تحركات مشبوهة للإخوان
بدوره أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حكومة الوفاق الليبية التي يتزعمها فايز السراح، وإخوان ليبيا يتعمدون عرقلة محادثات السلام التي تستضيفها مدينة جنيف السويسرية من أجل عدم التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن تلك الحكومة تتلقى تعليماتها من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لعرقلة أي مساعى دولية لحل الأزمة الليبية، وكى يجد أردوغان لنفسه وسيلة للتدخل في الشأن التركى.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"انفراد"، إن حكومة الوفاق لا تريد حلولا حاسمة للأزمة الليبية لذلك تعطل أي إجراءات تستهدف التوصل لحلول سريعة واتفاق بين أطراف الصراع، مشيرا إلى أن أردوغان أصبح المتحكم الفعلى في تحركات حكومة الوفاق وإخوان ليبيا.
وأوضح الدكتور طارق فهمى، أن أكبر تحدى يواجه محادثات السلام في جنيف، هو ممارسات الرئيس التركى الذى يواصل إرسال الأسلحة للمليشيات الإرهابية في طرابلس، مما يؤكد أنه لا يريد أي اتفاق لوقف إطلاق النار، ويدفع حكومة الوفاق لممارسة خروقات للقرارات الأممية الخاصة بوقف توريد السلاح في ليبيا".