أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، يعيش في مأزق كبير، خاصة بعد فشل زيارته الأخيرة لروسيا، واضطراره إلى عقد اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب بشمال سوريا بعد تزايد الخسائر التي تكبدها جنوده من الجيش العربى السورى والتي دفعته إلى محاولة إيجاد مخرج لأزمته من خلال التفاوض مع روسيا للخروج بأفضل شكل يمكن لأردوغان لمنع تزايد المعارضة التركية ضده.
وقال الباحث السياسى، لـ"انفراد"، إن أردوغان من الصعب أن ينسحب من مدينة إدلب، خاصة أنها تمثل الشريط الحدودى بين سوريا وتركيا، لذلك سيسعى الرئيس التركى إلى البقاء في المدينة لأطول فترة ممكنة، إلا أنه سيحاول في ذات الوقت للجوء إلى ورقة التفاوض مع روسيا.
ولفت الدكتور طه على، إلى أن روسيا لن تترك تركيا تستمر في دعم الجماعات الإرهابية في إدلب، وستستمر في الضغط على أردوغان لإجباره على الانسحاب من سوريا بشكل كامل، وهذا سيزيد من متاعب أردوغان، خاصة أن دول أوروبا أيضا ترفض ممارسات أنقرة في شمال سوريا واستمرارها في دعم المتطرفين.
وفى وقت سابق أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يتعرض لضغوط شديدة من قبل المعارضين الأتراك، بجانب البرلمان التركى للانسحاب من مدينة إدلب السورية، بعد الخسائر التي تكبدها الجيش التركى في تلك المدينة السورية، كما أن لقاء سوتشى بين الرئيس التركى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين أسفر عن اتفاق هش لم يكن في صالح أنقرة في سوريا.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"انفراد"، إن هناك عدة أسباب ستدفع الرئيس التركى للتخلى عن سياساته الاستعمارية في تركيا، على رأسها الخسائر الضخمة التي تتلقاها القوات التركية والتي زاد عدد قتلاها عن 50 قتيلا في إدلب، بالإضافة إلى دعوات داخل البرلمان التركى تطالب أردوغان بضرورة سحب القوات من إدلب وعدم المخاطرة بالجيش التركى.