أكد الدكتور عـلى مُحمد الأزهـرى، عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف، أن منع المصاب بكورونا من أداء صلاة الجمعة فى المسجد واجب شرعى فى الإسلام، حيث إن المصاب بمرض فيه عدوى فلا يقترب من المساجد أو من الأماكن التى فيها مخالطة للناس حتى لا يصبح سببًا لإصابتهم بهذا المرض المعدى ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
وقال عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والفلسفة، لـ"انفراد": روى الإمام البخاري والإمام مسلم عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا ، أَوْ قَالَ : فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا ، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ) ، وروى الإمام مسلم أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فكان مما قال : (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ تَأْكُلُونَ شَجَرَتَيْنِ لَا أَرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ : هَذَا الْبَصَلَ وَالثُّومَ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَجَدَ رِيحَهُمَا مِنْ الرَّجُلِ فِي الْمَسْجِدِ أَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ إِلَى الْبَقِيعِ ، فَمَنْ أَكَلَهُمَا فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا).
وتابع: علق الإمام قال ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد" على هذا الحديث فقال: "وفي الحديث المذكور أيضًا من الفقه: أن آكل الثوم يبعد من المسجد ويخرج عنه، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقرب مسجدنا أو مساجدنا لأنه يؤذينا بريح الثوم) وإذا كانت العلة في إخراجه من المسجد أنه يُتأذى به، ففي القياس: أن كل ما يتأذى به جيرانه في المسجد بأن يكون ذرب (سليط) اللسان، سفيهاً عليهم فى المسجد، مستطيلاً، أو كان ذا ريحة قبيحة لسوء صناعته، أو عاهة مؤذية كالجذام وشبهه وكل ما يتأذى به الناس إذا وجد في أحد جيران المسجد وأرادوا إخراجه عن المسجد وإبعاده عنه كان ذلك لهم، ما كانت العلة موجودة فيه حتى تزول، فإذا زالت كان له مراجعة المسجد".
واستطرد عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والفلسفة: بناءً عليه فإذا كان هذا هو حال آكل الثوم والبصل فما بالنا بمن به هذا المرض المعدى، فالإسلام لا يدعو لهلاك الناس، بل يدعو لحمايتهم وجاءت القاعدة لا ضرر ولا ضرار، فإذا كان هذا هو حال آكل الثوم والبصل فما بالنا بمن به هذا المرض المعدى، فالإسلام لا يدعو لهلاك الناس، بل يدعو لحمايتهم وجاءت القاعدة لا ضرر ولا ضرار لكن يمكن له أن يحضر الجمعة ويقف خارج المسجد كما ذكر صاحب حاشية أسنى المطالب" فقال: "لو كان به ريح كريه وأمكنه الوقوف خارج المسجد بحيث لا يؤذي فينبغي أن يلزمه حضور الجمعة".
وفى وقت سابق أصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية قرارها بشأن المصابين بفيروس كورونا، مؤكدة أنه يحرم على المصاب بهذا الفيروس القاتل شهود صلاة الجمعة بالمسجد.