أكد الدكتور جيهان عبد السلام، الأستاذ بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، أنه على الرغم من تعدد ظهور حالات الإصابة بوباء كورونا على المستوى العالمى، إلا أن الوضع فى أفريقيا يبدو هادئًا نسبيًا حتى الآن ونتمنى أن يظل كذلك، حيث ظهرت حالات إصابة محدودة فى بعض دول أفريقيا جنوب الصحراء مثل توغو ونيجيريا والكاميرون والسنغال وجنوب إفريقيا، بينما تركزت معظم الحالات فى دول الشمال الأفريقى، البعض فسر ذلك بعدة تفسيرات منها أن النظم الصحية الأفريقية، مهما تكن قليلة الموارد، إلا أنها اعتادت على التعامل مع الأمراض المعدية التى تعدد ظهورها فى أفريقيا مثل الإيبولا والإيدز والملاريا وغيرها، ولم يعد الأمر مصدر قلق أو تسليطًا للضوء الإعلامى عليه.
وأضافت الأستاذ بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، لـ"انفراد"، أن التفسير الأخر، والذى لم يجرؤ على إعلانه العلماء لعدم وجود أدلة قوية عليه وهو أن الفيروس لا يعمل بشكل جيد فى الطقس الحار، فإذا كان ذلك صحيحًا، فقد تكون هناك فترة راحة على الطريق فى نصف الكرة الشمالى مع تحول الشتاء إلى الربيع وإلى الصيف، وعلى الرغم من أن ذلك لن ينهى الوباء، إلا أنه سيتيح الوقت للأنظمة الصحية للتحضير والباحثين لاختبار اللقاح.
وتابعت الدكتورة جيهان عبد السلام: التفسير الثالث هو أنه وفقًا لمعدلات انتشار المرض الحالية، يؤكد معظم الباحثين فى منظمة الصحة العالمية أن كل دول العالم لم تنجُ من الوباء لكن سوف تختلف درجات تفاقم الوضع، وسوف تتزايد المخاوف بشكل كبير من انتقال العدوى إلى بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما قد يتسبب فى تفش كبير للوباء فى المنطقة التى تعانى من أنظمة صحية متردية لا يمكنها الصمود أمام انتشار الفيروس، خاصة فى ظل حجم سكان ضخم يصل إلى 1.2 مليار نسمة .