أكد نزيه خياط، الخبير السياسى اللبناني، أن انتشار فيروس كورونا الخطير والقاتل فى العالم عامة والدول العربية خاصة وضع الأمن الصحى الاجتماعى للبشرية جمعاء على المحك باعتباره أصبح جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى للدول العربية ولدول العالم قاطبة، ويشكل تهديداً للأمن والسلام العالميين نتيجة تداعياته الخطيرة على كافة المستويات.
وقال الخبير السياسى اللبناني لـ"انفراد"، إنه سينتج عن انتشار هذا الوباء أو غيره من الأوبئة المماثلة والتى قد تكون أكثر خطورة ما لم يطرأ متغير ما في أنماط العلاقات والإنتاج مستقبلا، شبكة علاقات اجتماعية جديدة تعيد الروح للحياة الأسرية ولكن بأشكال متجددة وهى التى سبق لها أن تأثرت بالثورة التكنولوجية والتواصل الاجتماعي ما أدى إلى خلق حياة وعلاقات افتراضية عند الفرد داخل الأسرة على حساب العلاقات الأسرية التقليدية التاريخية.
وأوضح نزيه خياط، أنه لأول مرة في التاريخ يواجه الإنسان عدوا أممياً قاتلاً عابراً للقارات والحدود والأديان والأعراق والأجناس مهددا الحياة على أنواعها في غياب العلاج الناجع لردع هذا الوباء والقضاء عليه، لافتا إلى أنه بعد انتشار هذا الوباء الساحق لا بد من إعادة النظر في أنماط الإنتاج والنماذج الاقتصادية المعتمدة خاصة من قبل الدول الصناعية الكبرى والغنية التي كانت السبب الأساس في حصول الاختلالات البيئية والمخاطر التي تهدد جدياً التوازنات الطبيعية على كوكب الأرض الذي تلفه الانبعاثات الناجمة عن أنماط الإنتاج المعروفة التي بدأت مع ظهور الثورة الصناعية التي لم تراع في مسيرتها مستقبل البشرية جمعاء، وكانت السبب فى حصول ظاهرتى التصحر وسخونة سطح الأرض.
وتابع الخبير السياسى اللبناني: أصبح لزاماً التوقف التام عن إجراء التعديلات الجينية الوراثية على السلة الغذائية والحيوانية العالمية الأساسية باعتبارها من أهم الأسباب التي أدت إلى الاختلالات في النظام الغذائي العالمي وتعديل خصائصه التي تعود إلى بدء ظهور الحياة النباتية والحيوانية على الأرض وما رافق هذا التلاعب بالخصائص من ضعف في المناعة الطبيعية للبشر وعلى المجال الحيوي على كوكب الأرض، مستطردا: من البديهي أن ما بعد انتشار فيروس كورونا ليس كما قبله كونه لأول مرة يكون الأمن الصحي الاجتماعي والغذائي قد اصبحا جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي للدول الغنية والفقيرة والكبيرة والصغيرة على السواء وذات مصير مشترك، وستساهم هذه المحنة العالمية وما سيستتبعها من تداعيات فكرية ومادية في حتمية وموجبات انبعاث ثقافة إنسانية اجتماعية تحاكي ثورة تكنولوجية إنسانية تكون نتيجتها تهيئة موجبات اندماجهما معاً لصالح البشرية وهذا ما تفتقده حتى الأن.