أعدت اللجنة الاقتصادية بحزب المصريين الأحرار، برئاسة الدكتورة هبة تراضى واصل، دراسة عن ماذا بعد أزمة كورونا، وتكوين نظام عالمي جديد بعد هذه الأزمة، وهل سبب الأزمة المالية كورونا وحدها، أم هناك أسباب اخرى؟
وفي ذلك قالت الدكتورة هبة تراضي واصل، عضو الهيئة العليا رئيس اللجنة الاقتصادية بالمصريين الأحرار، إن وباء كورونا حقق أزمة حقيقية أصابت البشرية بأكملها على مستوى العالم، فقبل أسابيع أصدر البنك الدولي تقرير"الآفاق الاقتصادية العالمية" الذى تطرق إلى تراكم الديون العالمية واحتمال تحولها إلى أزمات مالية، حيث بلغ معدل الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث من 2019 أعلى مستوى له على الإطلاق، وسجل نحو 322%، فإن حجم الدين العالمي ارتفع بنحو 10 تريليونات دولار مقارنةً بنفس الفترة من العام السابق، ليصل إلى 252,6 تريليون دولار بنهاية سبتمبر2019.
وأضافت أن ذلك علماً بأن ارتفاع وتزايد نسب الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي يجعلان من خدمة الدين وإعادة التمويل أكثر صعوبة، كما بلغت نسبة الدين الحكومي الأمريكي إلى الناتج المحلي الإجمالي نحو 102% بنهاية سبتمبر2019 بزيادة نسبتها 1.6% عن نفس الفترة من العام السابق، كذلك نما الدين الحكومي في الصين بأسرع وتيرة سنوية منذ عام 2009 ليبلغ نحو 310% من الناتج المحلى الإجمالى ، فيما نمت ديون السوق الناشئة في الربع الثالث من 2019 إلى 72,5 تريليون دولار من 66,1 تريليون دولار في الربع الثالث من 2018، مدفوعة إلى حد كبير بقفزة في اقتراض الشركات غير المالية.
وهناك تحذيرات من أن الاقتصاد العالمي سيعاني من أكبر تراجع في النمو منذ الأزمة المالية عام 2009، وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD))، وتوقعت المؤسسة البحثية نموا بنسبة 2,4٪ فقط في 2020، منخفضة من 2,9٪ في نوفمبر2019، حيث إن تفشي المرض "لفترة أطول وأكثر كثافة"، يمكن أن يخفض النمو العالمي إلى 1,5٪ في عام 2020 نتيجة تعليق المصانع نشاطها وبقاء العمال في المنزل في محاولة لاحتواء الفيروس، كما توقع بنك التنمية الآسيوي أن تتراوح كلفة تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد العالمي بين 2,000 مليار إلى 4,1000 مليار دولار، أي ما يعادل 2,3 إلى 4,8 % من الناتج الإجمالي المحلي العالمي.
والسؤال هنا، هل فيروس كورونا هو السبب في كل هذه الخسائر ، أم أن البناء الاقتصادى كان غير متكامل؟،
أم أن الأسواق العالمية واقتصاداتها كان إقتصاد هش مما أسفر عن درجة انهياره بعد أول حدث؟
وأشارت الدكتورة هبة واصل إلى أن ظهور كورونا جعل العالم يرى ما كان لم يراه عبر السنوات الماضية، وما حدث من آثار إقتصادية بعد كورونا ليس سببها الأوحد فيروس كورونا بل كانت نتاج نظام هش، واليوم وما يحدث بمثابة تحذير من تباعيات أزمة مفاجئة غير مخطط لها على مستوى العالم ، وهذا ما يؤكد عدم وضع خطط للأزمات المفاجئة.
ونظرت الدكتورة هبة تراضى واصل إلى أن الوباء الحالى ما هو إلا سبب فى تفجير الآثار والتوابع الاقتصادية السلبية الناتجة عن عدم التخطيط لإدارة الأزمات الفجائية والغير مخطط لها ، مشيرة إلى أن وباء كورونا بمثابة "العرض والشرارة" وليس السبب الرئيسى للأزمة الاقتصادية على مستوى العالم.
ومن هنا تتوقع اللجنة الاقتصادية لحزب المصريين الأحرار تكوين نظام عالمي جديد بعد مواجهة الأزمة وذلك نتاج الصراعات بين دول الاتحاد الأوروبى مما قد يسفر عن تفكك للاتحاد الأوروبى ومن ثم تغيير خريطة العالم اقتصادياً. وما نلاحظه من تداعيات كورونا في أمريكا وأوروبا ما هو إلا ذريعة لتغطية أزمات نظامية فجرتها أزمة فجائية بظهور وباء غير مُخطط له سواء كورونا أوغيره ، ونجد أن أسلوب معالجة الأزمة بدول الاتحاد الاوروبى معالجة مؤقتة بضخ المال العام إلى جيوب الشركات أولاً، ومن هنا دعت اللجنة الاقتصادية لحزب المصريين الأحرار الى دراسة كورونا اقتصادياً، وخاصةً لما وجدناه خلال الأسابيع الماضية من تداعيات على مستوى البورصات العالمية فقد خسرت الأسهم والسندات المُدرجة في البورصات العالمية أكثر من 17 تريليون دولار، من بينها 7,2 تريليون دولار خسائر الأسهم المُدرجة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.