يستعرض الكاتب الصحفي شريف عارف اليوم في حلقاته الوثائقية "حقيقة في دقيقة" على مواقع التواصل الاجتماعي في رمضان، العلاقة الفريدة من نوعها بين الرئيس الراحل أنور السادات والكاتب الكبير الراحل موسى صبري ، والتي إتسمت بنوع من الخصوصية .
ويقول شريف عارف إنه في يوم 19 نوفمبر من عام 1977، استقل الرئيس السادات طائرته إلى تل أبيب في زيارة فاجئت العالم ،وفي اليوم التالي ألقى خطابه الشهير في الكنيسيت الاسرائيلي، كان خطاباً بليغاً، تساءل الناس آنذاك: من كتبه ..وما هي ظروف كتابته؟! ..وكانت الاجابة التي يعلمها المقربون من الرئيس : " موسى صبرى"!
ويضيف شريف عارف : كان " اللقاء الأول " بين الرئيس السادات و موسي صبري في اوائل الاربعينيات، حيث كان كل منهما معتقلاً ، السادات بتهمة التخابر مع الألمان، وموسى بتهمة توزيع " الكتاب الأسود" المناهض للوفد، ومن يومها تعمقت الصداقة بينهما، واستمرت بنفس القوة حتى إغتيال الرئيس السادات عام 1981.
موسى صبري تخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1943، وانتقل بعد ذلك للعمل بالأهرام، لكن أنطون الجميل إعتذر عن عدم السماح له بالعمل بسبب الظروف الاقتصادية التي مرت بها الصحف المصرية نتيجة الحرب العالمية الثانية وبعد أسابيع قليلة، صدر قرار بتعيين موسى صبري معاوناً للنيابة وإستدعي لحلف اليمين أمام النائب العام، إلا أن حلف اليمين لم يتم لأنه اعتُقل بتهمة توزيع "الكتاب الأسود" الذي وضعه مكرم عبيد للتشهير بالوفد وزعيمه ، وبقي في السجن لمدة تسعة شهور.
ظل خطاب الرئيس السادات الذي ألقاه في الكنيست عام 1977، على هامش مبادرة السادات في رحلة القدس، علامة مهمة في كتابات موسى صبري ، فقد ضم سلسلة من العبارات الرنانة منها "املأوا الأرض بتراتيل السلام.. املأوا الصدور والقلوب بآمال السلام.. اجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر" وغيرها من الجمل البليغة.
يذكر أن شريف عارف هو كاتب صحفي بصحيفة " المصري اليوم"، ورئيس اللجنة النوعية للإعلام بحزب الوفد، وصدرت له عشرة مؤلفات سياسية ووثائقية أبرزها " الاخوان في ملفات البوليس السياسي" و" 26 يناير ..حريق القاهرة مدبرون ومنفذون" ، وحصد عدد كبير من جوائز العمل الصحفي، ونال تكريمات من عدة جهات بحثية. كما أشرف خلال العام الماضي على مشروع توثيق مئوية ثورة 1919، وحقق في المجلد التذكاري والفيلم الوثائقي" الثورة الأم" بهذه المناسبة .