يستعرض الكاتب الصحفي شريف عارف اليوم في حلقاته الوثائقية "حقيقة في دقيقة" على مواقع التواصل الاجتماعي في رمضان، جانباً من حياة عاشق مصر أنطون باشا الجميل أحد أبرز الكتاب الصحفيين في النصف الأول من القرن العشرين، والرئيس الأسبق لتحرير " الأهرام ".
يقول الكاتب شريف عارف أنطون باشا الْجُمَيِّل هو ماروني لبناني (1887 - 1948م)، ولد في بيروت وانتقل إلى مصر، فاشترك مع أمين تقي الدين في إصدار مجلة "الزهور" الأدبية، عام 1910، وكانت منبرًا لكبار أقلام العصر من الشعراء والكتاب ومنهم : أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران ومصطفى لطفي المنفلوطي، ومي زيادة وآخرين، وظل يصدرها حتى عام 1911م.
ويضيف شريف عارف أن " انطون الجميل" أحب مصر كما أحب لبنان، وكان يدعو باستمرار إلى توثيق العلاقات بين القطرين، وقد تنقل بين عدة وظائف، فعمل في وزارة المالية رئيسًا للجنة الموازنة، ثم في جريدة الأهرام حتى تولى رئاسة تحريرها عام 1933م، وكان مكتبه في الأهرام يستقبل يوميًا شخصيات مصرية سياسية وثقافية على جانب كبير من الأهمية والشهرة والنفوذ. وانتخب عضوًا في مجلس الشيوخ المصري لعدة دورات، بعد أن مُنح الجنسية المصرية، ومنح في أواخر أعوامه رتبة «باشا» واستمر في تحرير الأهرام إلى أن توفي بالقاهرة.
ويقول شريف عارف أنه عندما عرضت القيادات المارونية السياسية والدينية في لبنان على انطون الجميل، طرح اسمه كرئيس للجمهورية اللبنانية كبديل لبشارة الخوري، رفض أنطون باشا الجميّل رئاسة جمهورية الآرز، وفضّل مهنته الصحفية، ورئاسة تحرير صحيفة " الأهرام " في مصر.
يذكر أن شريف عارف هو كاتب صحفي بصحيفة " المصري اليوم"، ورئيس اللجنة النوعية للإعلام بحزب الوفد، وصدرت له عشرة مؤلفات سياسية ووثائقية أبرزها " الاخوان في ملفات البوليس السياسي" و"26 يناير.. حريق القاهرة مدبرون ومنفذون"، وحصد عدد كبير من جوائز العمل الصحفي، ونال تكريمات من عدة جهات بحثية. كما أشرف خلال العام الماضي على مشروع توثيق مئوية ثورة 1919، وحقق في المجلد التذكاري والفيلم الوثائقي" الثورة الأم" بهذه المناسبة .