كشفت دراسة حديثة صادرة عن المعهد المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن أحداث العنف الأخيرة فى الولايات المتحدة الأمريكية أثبتت فشل نظريات النشطاء أصحاب الفكر الفوضوى بشأن أن النظم الديمقراطية لا يمكن أن تشهد أعمال عنف.
وقالت الدراسة التى أعدها الدكتور سعيد حسنى، أنه من المؤكد أن أحداث العنف التى صاحبت مقتل فلويد سيكون لها تداعيات عديدة، سواء على المستوى المعرفى من حيث فحص بعض المقولات التأسيسية التى سادت فى العقود الماضية حول تفسير العنف الاجتماعى والسياسى فى المجتمعات، أو على مستوى الداخل الأمريكى خاصة فيما يتعلق بمعركة السباق الانتخابى بين ترامب وبايدن.
وأضافت: على المستوى المعرفى سقطت النظرية التى تدعيها الجماعات اليسارية المسيطرة على المؤسسات الأكاديمية والإعلامية فى أوروبا والولايات المتحدة والتى روجت للقول بأن عنف الشارع أو سلميته فى أى مجتمع مرتبط بنوع السلطة فيه، بمعنى أنه كما أن الديمقراطيات لا تتحارب (زعْم أكثر قِدمًا لأصحاب نفس المدرسة) فإن النظم الديمقراطية بما تتيحه من حريات واسعة للتعبير عن الرأى والحق فى التظاهر والاعتصام والإضراب لا يمكن أن تشهد أعمال عنف سياسية واسعة بأى حال!
وأوضحت الدراسة، أنه الآن وبعد اتساع أعمال العنف فى الولايات المتحدة واستمرارها لأكثر من أسبوع، ومع اضطرار ترامب لدعوة الولايات لاستدعاء الحرس الوطنى واستعانته بالجيش لوقف الفوضى، سيكون من الصعب على أصحاب ربط عنف الشارع بغياب الديمقراطية أن يدافعوا عن نظريتهم، التى حتى لو ادعت أن ترامب بشخصيته وأسلوبه هو من تسبب فى انفجار الأوضاع، فإنهم لن يقنعوا أحدًا بكيفية تفسير عجز المنظومة الديمقراطية -والتى لا يستطيع ترامب ولا أى رئيس أمريكى تعطيلها- عن العمل بشكل مفاجئ، إلا لو اعترفوا بوجود متغير جديد وهى الأجندة المختلفة لنشطاء ينتمون للفكر الفوضوى والذين باتوا قادرين على تهديد السلطة والدولة، سواء فى الدول الديمقراطية أو تلك التى يصفونها بأنها نظم ودول استبدادية.