قال رائد الأعمال محمد وحيد، رئيس مجلس إدارة شركة كتاليست ومؤسس منصة جودة للتجارة الإلكترونية، إن من الضرورى أن يتحلى الشباب والمستثمرون وكل المهتمين بالاقتصاد والرقمنة بثقافة ما بعد كورونا، عبر النظر العميق فى التطورات التى أحدثها وباء فيروس "كوفيد 19" على صعيد العلاقات الدولية ومنظومات الاقتصاد والتجارة، أو قراءة الآفاق المستقبلية المُحتملة فى مرحلة ما بعد الوباء، وعلى صعيد ابتكار الحكومات والشركات مسارات مُبتكرة وأكثر فاعلية فى مواجهة مثل تلك الأزمات أو ضمان عدم تكرارها.
وأضاف مؤسس أول سوق إلكترونية لتجارة المنتجات المصرية، أن الأزمة التى يعيشها العالم منذ أواخر العام الماضى، ومن المتوقع أن تمتد لشهور إضافية، كبدت العالم خسائر بشرية واقتصادية فادحة، لكنها ما تزال تحمل ملامح إيجابية يُمكن استثمارها لتجاوز الآثار والتداعيات السلبية، خاصة بالنسبة للشباب الذين يملكون معرفة جيدة بالرقمنة والمعلوماتية، إذ يتجه العالم فى الوقت الراهن إلى إعادة صياغة منظومة العمل اعتمادا على التكنولوجيا، ما يعنى أن فرصا أكبر ووظائف أكثر جدوى ستكون فى متناول أصحاب المهارات النوعية المتميزة، بدون التقيد بمكان إقامتهم أو قدرتهم على الانتقال ومغادرة أوطانهم، أو حتى بيوتهم وغرف نومهم.
وأوضح رئيس كتاليست المتخصصة فى ريادة الأعمال والحلول المبتكرة للتجارة والخدمات، أن ثقافة ما بعد كورونا يجب أن تشتمل على وعى عميق بالمخاطر والتحديات، واستكشاف فعال للفرص والإمكانات، مع امتلاك أسباب التكيف مع التطورات المُحتملة باتجاه العالم بصورة أكبر لاقتصاد التقنية وأنظمة التجارة الإلكترونية والعمل عن بُعد والتشغيل المستقل "فرى لانس"، متابعا: "الأزمة ضربت دولا وشركات بقسوة، لكننا سنتعافى منها فى كل الأحوال، وكما تضرر بسببها آلاف البشر، فإن آلافا أو ملايين آخرين سيستفيدون منها بفضل الفرص الضخمة المنتظرة فى مرحلة التعافى وما بعدها، وحتى نستفيد من تلك الفرص يتعين على كل شباب ورائد أعمال الجاهزية والاستعداد منذ الآن، والتحلى بثقافة العلم والوعى والكفاءة والسرعة والرقمنة، أو ثقافة ما بعد كورونا.
وأكد رائد الأعمال محمد وحيد، أن اتجاه آلاف الشركات لتشغيل موظفيها من المنازل إبان الأزمة القائمة، سيتجلى لاحقا فى الإبقاء على تلك الوضعية دون حاجة إلى مقرات ضخمة ونفقات تشغيل باهظة، أو يتطور إلى تفكيك قوة العمل التقليدية والتخلى عن العاملين الدائمين، والاستعانة بدلا منهم بموظفين مؤقتين أو مقدمى خدمات حُرة مدفوعة المقابل، ما يعنى تدويل الفرص وعولمة الوظائف، ومنح كل شاب فى أى بلد، وفى مصر بالطبع، فرصة المنافسة والعمل والتربح من كبرى الشركات حول العالم، ومع تطور الوعى ونموّ تلك الأنشطة يُمكن أن تكون مجالات التشغيل المُبتكرة موردا مهما للاقتصاد، سواء عبر توليد وظائف غير مُكلفة للدولة والاقتصاد المصرى، أو تحقيق عوائد ومداخيل ضخمة بالنقد الأجنبى، تزيد الإيرادات الوطنية وتقلص مستويات العجز وتسهم فى ضبط سعر الصرف، وكل تلك الأمور ستنعكس بالتبعية على الاقتصاد التقليدى بمزيد من التطور والنمو والتوظيف، مع زيادة الطلب وتضاعف الإنتاج.
جدير بالذكر، أن محمد وحيد رائد أعمال شاب، أطلق عددا من المشروعات الرائدة على مدى خمس عشرة سنة، وحقق نجاحات عديدة فى قطاعات التجارة والعقارات والخدمات، ومؤخرا أسس مشروعه الجديد مُمثلا فى شركة "كتاليست" المتخصصة فى ريادة الأعمال والحلول المبتكرة للتجارة والخدمات، التى أطلقت أولى علاماتها التجارية أواخر يناير الماضى من خلال منصة جودة للتجارة الإلكترونية، أول سوق رقمية لتجارة المنتجات المصرية، التى فتحت باب تسجيل العارضين بالإعلان عن حزمة من المزايا التسويقية والخدمية، وشبكة واسعة من الشركاء والموزعين ومقدمى خدمات النقل وأنظمة السداد النقدى والإلكترونى، فضلا عن برامج للتدريب والتأهيل والدعم الفنى لرواد الأعمال والمشروعات الصغيرة، بينما قال "وحيد" فى تصريحات صحفية سابقة إن "كتاليست" تُخطط خلال الفترة المقبلة لإطلاق مزيد من العلامات الرائدة فى مجالات خدمات النقل الذكية ومنصات التشغيل المستقل، كما تسعى لإبرام اتفاقات وتحالفات مع شركاء صناعيين من مصر وعدة دول إقليمية، بغرض تعزيز فرص الدعم والمساندة لرواد الأعمال، وتسهيل نفاذ المنتجات المصرية للأسواق الخارجية، وصولا إلى إنشاء سوق إقليمية مُتكاملة تكون بمثابة حاضنة للمشروعات الصغيرة، بغرض تطوير القدرات الإنتاجية والتجارية، وتعزيز الإيرادات وفرص نمو الاقتصادات الناشئة بالمنطقتين العربية والأفريقية.