قال الكاتب الصحفى علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، إن التجربة المهمة والمبشرة التى قادها المهندس عبدالصادق الشوربجى فى تطوير مؤسسة روز اليوسف، وتحويلها إلى النظام الرقمى نقلة نوعية وسريعة وشاملة، تمنحنا نموذجا ناجحا وقابلا للبناء عليه، ليكون رائدا قابلا لتمديده فى مختلف شرايين الصحافة المصرية، التى تحتاج إلى مثل هذه العقول المستنيرة والمتابعة لكل ما هو جديد، والتى تعرف كيف تتلاقى عمليات التطوير مع الواقع العملى فى انسجام وتكامل.
وأضاف علاء ثابت: "عشنا فترة طويلة دون أن نتابع التطورات المتلاحقة، ونسير على القديم الذى لم يعد صالحا للتحديث السريع على المستويين المحلى والعالمى، وفى الوقت نفسه لا يمكن تجاهل الواقع بكل تعقيداته، ما يجعل المهمة شاقة، لكن تجربة روز اليوسف فى الرقمنة أثبتت أنه يمكن إنجاز الكثير وفى وقت قصير، مادامت لدينا تلك الكفاءات الكبيرة من أساتذة جامعات وخبراء فى الاتصال والتقنيات الجديدة، وخبرات فى الإدارة والتحديث، وهذا ما يمنحنا الأمل والتفاؤل بأن يشهد الإعلام المصرى تلك النقلة النوعية التى ننشدها".
وأوضح "ثابت"، فى مقاله المنشور اليوم الجمعة بصحيفة "الأهرام" أن التشكيل الجديد للهيئات الإعلامية لن يغيب عنه تلك الكفاءات التى غادرتها، فهى ستظل مرجعا ومشاركا مهما فى صياغة الرؤية والتوجهات، وإنجاز الخطوات الجديدة والضرورية، وكان لها فضل السبق فى وضع اللمسات الأولى للتطوير المنشود، وتكمل مسيرتها الدماء الجديدة والكفاءات المتميزة المنضمة إلى التشكيل الجديد، متابعا :" لهذا لم يفاجئه قرار الأستاذ كرم جبر بأن تبدأ أعمال الدورة بالتشكيل الجديد بتكريم الأستاذ الكبير مكرم محمد أحمد، الذى زاره فى منزله فور إعلان التشكيل، فى لفتة إنسانية ليست غريبة على أى منهما، لأن العلاقة بينهما متينة، وعلى أسس من المحبة والتقدير والاحترام، وترسيخ لأعراف من القيم الأصيلة التى يجب ألا تغيب عنا مهما تسارعت وتيرة التجديد والتغيير وملاحقة متغيرات العصر، لأنها أحد أهم العناصر الأكثر قوة فى الشخصية المصرية والتى حافظت على القيم الحضارية المتوارثة".
وإلى نص المقال:
التشكيل الجديد للهيئات المختصة بالإعلام أمامه تحديات كبيرة، فالمنافسة الإعلامية لم تعد محلية فقط ولا حتى إقليمية، بل أصبحت عابرة للقوميات والحدود، ولها أدوات جديدة تختلف عن سابقاتها، وأصبح للإعلام دور محورى فى حروب الجيل الخامس المعتمد على المعلومة وسرعتها، وحسن توظيفها وقدرته على المجابهة الصعبة مع دول ومؤسسات إعلامية عظمى، تتمتع بقدرات هائلة على المستويين التقنى والمهنى، ومع أن مصر من أوليات الدول المتميزة فى الإعلام، وعرفت الطباعة والصحافة فى مطلع القرن التاسع عشر، إلا أن التطورات فى العقود الأخيرة كانت سريعة ومتلاحقة، ولم يكن بالإمكان مجاراتها، فى ظل إرث قديم فى هياكل وبنية الإعلام المصرى الذى ظل ساكنا وراكدا فى وقت كانت السرعة هى السمة والمعيار لأى إعلام ناجح وقادر على التأثير والمنافسة، وتغيرت الأدوات أكثر من مرة فى فترة قصيرة من طرق الطباعة القديمة التى بدأت فى مصر فى عصر محمد على، واستمرت حتى ثمانينيات القرن الماضى دون تغيير جوهرى، لتشهد بعد ذلك انقلابات نوعية بدءا من نوع كاميرات التصوير التليفزيونى والأقمار الصناعية والفضائيات العابرة للقارات، إلى طرق الطباعة.
ومع دخول عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى والصحافة الرقمية، كان علينا أن نسرع بشدة لنلاحق تلك التطورات والتغيرات المتسارعة، التى كانت تصطدم بأمر واقع صعب فى طرق التوظيف والإدارة التقليدية، واكتظاظ المؤسسات بالموظفين والعمالة غير المؤهلة، مع تراجع فى الموارد وصعوبات تواجه المنافسة التى تحتاج إلى جرأة وسرعة وخبرة وفهم ورؤية لما يدور على المستويات كافة. وكان المجلس الأعلى للإعلام قد شرف بأن يكون الصحفى والكاتب والمفكر الكبير مكرم محمد أحمد، على رأس تشكيله، وهو شخصية صحفية بارزة، يتمتع بصفات يصعب أن تجتمع فى شخص واحد من الجرأة الشديدة والدفاع عما يراه حقا فى أحلك الظروف، وقد حظى بثقة الصحفيين من مختلف الاتجاهات وباحترام وتقدير نادرين، فهو المهنى الفذ والنقابى الشجاع وصاحب القلم الجرىء، ومنابع خبراته متنوعة وضاربة فى الأصالة من الأخبار إلى الأهرام والمصور ودار الهلال، ومن دراسة الفلسفة إلى مراسل عسكرى فى اليمن، إلى مختلف المواقع التى صقلت خبراته مع شخصية قوية وواعية، لها حضورها وقوتها ورهافتها الإنسانية، تظل للأستاذ الكبير بصمته على أجيال تربت فى مدرسته، وجاء أحد أبنائه المقربين وهو الأستاذ كرم جبر ليكمل مشواره، وهو أيضا ابن إحدى أبرز المدارس الصحفية فى مصر، وهى مدرسة روز اليوسف العريقة، وهو يدرك حجم التحديات التى تواجهها الصحافة المصرية، وكان فى مقدمة المنادين بسرعة التطوير، ومشاركة الصحفيين فى مناقشة مستقبل مهنتهم التى تتعرض لعدد هائل من التحديات، وأن الوقت قد حان لإحداث نقلات نوعية سريعة ومدروسة تقفز فوق الكم الهائل من العقبات التى يجب ألا نتجاهلها ونتركها تتراكم حتى تصبح كومة لا يمكن إصلاحها، وأن نفكك تلك المشكلات ونجرى عمليات إصلاح وتطوير، تواكب التطورات السريعة التى تشهدها مصر. فالتحديث الذى يجرى فى مختلف القطاعات يجب أن يكون الإعلام أحد أدواته وروافده ودعائمه الصلبة، القادر على التوعية والتصدى للمكائد والشائعات وترويج الأفكار الخبيثة، وأن يكون منارة قادرة على أن تكون صوت مصر. أعلم أن المهمة صعبة وتحتاج إلى الكثير من الجهد والاجتهاد والمثابرة، لكنى واثق من قدرة كرم جبر وفريق من ألمع الخبراء والإعلاميين على تحقيق حلمنا بأن يكون لدينا إعلام متطور وقادر على المنافسة الإقليمية والعالمية. وهنا لابد أن نذكر التجربة المهمة والمبشرة التى قادها المهندس عبدالصادق الشوربجى فى تطوير مؤسسة روز اليوسف، وتحويلها إلى النظام الرقمى فى نقلة نوعية وسريعة وشاملة، تمنحنا نموذجا ناجحا وقابلا للبناء عليه، ليكون رائدا قابلا لتمديده فى مختلف شرايين الصحافة المصرية، التى تحتاج إلى مثل هذه العقول المستنيرة والمتابعة لكل ما هو جديد، والتى تعرف كيف تتلاقى عمليات التطوير مع الواقع العملى فى انسجام وتكامل، لأننا عشنا فترة طويلة دون أن نتابع التطورات المتلاحقة ونسير على القديم الذى لم يعد صالحا للتحديث السريع على المستويين المحلى والعالمى، وفى الوقت نفسه لا يمكن تجاهل الواقع بكل تعقيداته، وهو ما يجعل المهمة شاقة، لكن تجربة روز اليوسف فى الرقمنة أثبتت أنه يمكن إنجاز الكثير وفى وقت قصير، مادامت لدينا تلك الكفاءات الكبيرة من أساتذة جامعات وخبراء فى الاتصال والتقنيات الجديدة، وخبرات فى الإدارة والتحديث، وهذا ما يمنحنا الأمل والتفاؤل بأن يشهد الإعلام المصرى تلك النقلة النوعية التى ننشدها. إن التشكيل الجديد للهيئات الإعلامية لن يغيب عنه تلك الكفاءات التى غادرتها، فهى ستظل مرجعا ومشاركا مهما فى صياغة الرؤية والتوجهات، وإنجاز الخطوات الجديدة والضرورية، وكان لها فضل السبق فى وضع اللمسات الأولى للتطوير المنشود، وتكمل مسيرتها الدماء الجديدة والكفاءات المتميزة المنضمة إلى التشكيل الجديد. لهذا لم يفاجئنى قرار الأستاذ كرم جبر بأن تبدأ أعمال الدورة بالتشكيل الجديد بتكريم الأستاذ الكبير مكرم محمد أحمد، الذى زاره فى منزله فور إعلان التشكيل، فى لفتة إنسانية ليست غريبة على أى منهما، لأن العلاقة بينهما متينة، وعلى أسس من المحبة والتقدير والاحترام، وترسيخ لأعراف من القيم الأصيلة التى يجب ألا تغيب عنا مهما تسارعت وتيرة التجديد والتغيير وملاحقة متغيرات العصر، لأنها أحد أهم العناصر الأكثر قوة فى الشخصية المصرية والتى حافظت على القيم الحضارية المتوارثة.