قال محمد ربيع، الخبير في الشئون التركية، إن سياسات أردوغان العدائية أصبحت على الصعيدين الداخلي والخارجي محرك لغضب شعوب العالم الذي يدين هذه السياسات، وتؤكد كل يوم على أن الغضب ليس في الداخل التركي الرافض لهذا النوع من التعامل في الملفات السياسية بل امتد الغضب والرفض للعديد من شعوب العالم التي باتت ترى أن أردوغان يسعي لإبادة البشرية من خلال إشعال حروب.
وأضاف ربيع، لـ"انفراد"، أن الجدير بالذكر هنا أن تحويل مسجد آيا صوفيا أشعل غضب الأتراك ضد أردوغان، حيث أصبح يرى المواطن التركي أن أردوغان يعمل لحماية مصالح فئات بعينها وشخصيات بعينها، مثل التيارات الإسلامية المتشددة بهدف مساندته للبقاء في الحكم، كما يرى الشارع التركي الآن أن أردوغان لا يعمل من أجل المصالح التركيا بل يعمل لتحقيق مصالح شخصية ومصالح مجموعات أخري قريبة منه، هذا الرفض الذي أظهرت أحدث استطلاعات الرأي في تركيا والتى أكدت على تراجع شعبية أردوغان أكثر من 30%، ويجب التوضيح هنا أن الغضب الداخلي في تركيا يأتي بسبب سياسات أردوغان الخارجية وإنهاك قوي الدولة، وليس للدولة أي وجه استفادة منها سوى خدمه مصالح جماعته.
وتابع: "أما على الصعيد الدولي لم يكن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد هو المحرك الوحيد لهذا الرفض، بل إن التدخل التركي في ليبيا وسعي أردوغان لشعال حرب في جنوب المتوسط هو الأمر الذي يقل شعوب العالم إلى أن تكون تركيا بتدخلها في ليبيا هي شرارة قيام حرب عالمية تؤدي إلى انقسامات دولية، فضلا عن الغضب الأوروبي من تخاذل الدول الأوروبية تجاه الموقف الفرنسي، وهو المؤشر الأخطر والذي دفع البعض للحديث عن احتمال انفراط العقد الأوروبي وكذلك حلف الناتو نتيجة هذه السياسات العدائية".