تعد حركة الضباط الأحرار، هى حركة تغيير سلمية أخذت شكل تحرك عسكرى، قادها عدد من ضباط الجيش المصرى فى منتصف ليلة 23 يوليو عام 1952م، ونجحت فى السيطرة على مبنى هيئة أركان الجيش.
وفى الذكرى الـ68 للثورة، نرصد كيف بدأت هذه الثورة، حيث اعتزم الزعيم جمال عبد الناصر قيادة مجموعة سرية فى الجيش المصرى أطلقت على نفسها اسم "الضباط الأحرار"، حيث اجتمعت الخلية الأولى فى منزله فى يوليو 1949، وضم الاجتماع ضباطاً من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتخب فى عام 1950 رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيساً لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذى أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية فى مصر بعد نجاح الثورة.
وقد شهد منزل جد "عبد الناصر" بقرية بنى مر عدد من الاجتماعات للضباط الأحرار بحضور اللواء محمد نجيب، وكان الضباط يجلسون على مسطبة طينية، لأن المنزل قديم مبنى من الطوب اللبن والطين وسقفه من الجريد والعروق الخشبية، وكانت هذه الاجتماعات بمثابة نقطة انطلاق للثورة، هذا بجانب اجتماعات فى أماكن متناثرة آخرى تنسب للضباط الأحرار.
ثم عقدت معظم الاجتماعات بعد ذلك فى منزل خالد محى الدين فى 21 شارع فوزى المطيعى بمصر الجديدة، وكانت المجموعة تسابق الزمن بعد اكتشافها من قبل الملك فاروق وعناصر الأمن، وللمصادفة فإن ساعة واحدة فقط كانت تفصل الثورة عن النجاح والفشل، فقد تحرك الضابط يوسف صديق بالخطأ مبكرا ساعة واحدة، واستطاع اقتحام مبنى قيادة الجيش، فى الوقت الذى كانت مجموعات أخرى تحاول عرقلة الأسلحة وتصدر أوامر بعدم التحرك.
وكان «22 يوليو» هو اليوم، الذى وضع فيه تنظيم الضباط الأحرار اللمسات الأخيرة للحدث الكبير بالانقلاب على الملك فاروق فى اليوم التالى 23 يوليو، وترتب عليه أن «وثب جيل جديد إلى السلطة يعبر عن شىء جديد فى مصر»، وفقا لرأى أحمد حمروش فى كتابه «ثورة 23 يوليو» عن الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة.
ويروى «محيى الدين» فى مذكراته "والآن أتكلم": «فى الساعة الثانية بعد ظهر 22 يوليو عقدت «لجنة القيادة» لتنظيم الضباط الأحرار اجتماعها الأخير فى بيتى، التقينا: جمال عبدالناصر، حسن إبراهيم، عبدالحكيم عامر، كمال الدين حسين، عبداللطيف البغدادى، خالد محيى الدين، وتغيب جمال سالم وصلاح سالم وأنور السادات، وحضر معنا زكريا محيى الدين وحسين الشافعى، وعبدالمنعم أمين، وإبراهيم الطحاوى، وكان حضورهم مبررا ومنطقيا، وإن جمال كان قد دعاهم للحضور بمبادرة منه، وشارك "زكريا" فى إعداد خطة التحرك، والطحاوى كان سيقود تحرك سلاح الجيش، والشافعى سيقود تحرك الفرسان".