قال الدكتور زهير الحارثى، عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشورى السعودى، إنه لا حديث في العالم العربي اليوم يعلو فوق قصة تمدد المشروعين التركي والإيراني، واستباحتهما للأراضي العربية، مضيفا: "هي تحديات ومخاطر تمس الكرامة والعزة والسيادة، ومحاولة لبعث مآسي التاريخ وخفاياه، بعد كل ما جرى ويجري في منطقتنا العربية، سواء في الخليج أو شمال أفريقيا، ويتساءل كثيرون: كيف استطاعت هاتان الدولتان الإقليميتان التغلغل في النسيج العربي، واستهداف أمنه القومي، والسطو على مقدراته وخيراته؟ وكيف تمكنتا من استغلال أشخاص عرب ينتمون لتلك الأوطان، ليتم تجنيدهم لتنفيذ أجندة هذه الدولة أو تلك؟".
وأضاف زهير الحارثى فى مقال له على موقع تركيا الان ، أن الاختراق نهج قديم - جديد في خفايا علاقات الدول، وقد يحقق مراده بأدوات وفق طبيعة الدولة والمجتمع، مثل أولاً الأدلجة والانتماء، كآيديولوجيا "الإخوان المسلمين" والعلاقة النفعية ما بين إردوغان والسراج، أو علاقة النظام القطري بالإخوان، أو كتعطيل البرلمان التونسي من قبل حركة النهضة، أو حتى قصة المسؤول السعودي سعد الجبري و«الإخوان»"، وثانياً المنفعة والمصلحة كعلاقة نظام إيران بالقاعدة، وحماس، والإخوان المسلمين في مصر، وثالثاً المذهبية كتوظيف بعض العرب الشيعة لأغراض سياسية وأمنية وعسكرية، كحزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن.
وذكر زهير الحارثى أن استهداف العالم العربي، واختراق شعوبه، ودفعهم للانخراط في أجندة معادية لبلدانهم، مطمح استراتيجي طويل المدى عملت عليه إيران وتركيا منذ زمن، عبر توظيف كافة الأدوات المتاحة، من ترويج إشاعات، وماكينة إعلامية، ومغريات مادية، ومنافع آنية، مضيفا :" وهو مسار مُعرض للسقوط حينما تُعزَّز الجبهة الداخلية بالدستور والمواطنة والشفافية والحريات والمساءلة، وتولية المناصب للشرفاء والمخلصين، ما يعني نهاية الرحلة للعملاء وخونة الأوطان وبائعي الضمير".