استعرضت الأمانة العامة لمجلس النواب حصاد الجلسة الختامية لدور الانعقاد العادى الخامس من الفصل التشريعى الأول.
وفض المجلس دور الانعقاد بـ"تحيا مصر" لدعم مسيرة التنمية التي تخوضها الدولة المصرية، وذلك بعد جلسة استمرت "12" ساعة متصلة حتى الواحدة من صباح اليوم التالى، وافق خلالها بصفة نهائية وبأغلبية ثلثى الأعضاء على (16) مشروع قانون من بينها التجارب السريرية بعد الاستجابة لملاحظات رئيس الجمهورية على بعض مواد القانون، وأقر (4) اتفاقيات دولية.
وأكد الدكتور على عبد العال فى كلمته الختامية أن ما تحقق من إنجازات في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يحدث طوال 70 عاماً، وأن هذا المجلس حمل الأمانة وأوفى بالقسم وأسقط أيادٍ خفية طالما سعت لإسقاط البرلمان.
واستهل المجلس جلسته العامة برئاسة الدكتور على عبد العال بالموافقة وبصفة نهائية وبأغلبية ثلثي الأعضاء على (11) مشروع قانون سبق له في جلسات مناقشتها من حيث المبدأ ومادة مادة بالتفصيل والموافقة عليها في مجموعها وبعد ورود مراجعة مجلس الدولة فيها، وهى، مشروع قانون بالترخيص لوزراء البترول والثروة المعدنية والتنمية المحلية والمرافق والمجتمعات العمرانية في التعاقد مع الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات في شأن استغلال المحاجر والملاحات التي تقع في دائرة اختصاص كل من المحافظات وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في مصر، وذلك بعد الموافقة على طلب الحكومة إعادة المداولة في المادة الأولى من مشروع القانون بالعودة للنص الأصلي المقدم من الحكومة والذى يقضى بأن تكون فترة الاستغلال (30) عاماً بدلاً من النص المعدل من قبل البرلمان لتصبح مدة الاستغلال (15) عاماً فقط لتتوافق مع الدستور... حيث أوضح الوزير علاء فؤاد أن طلب الحكومة بالعودة للنص الأصلي وهو (30) عاماً بدلاً من (15) عاماً " لأن الاتفاقية المرافقة بالقانون قد وُقّعت بالفعل".
وهو ما دفع الدكتور عبد العال لتوجيه اللوم للحكومة بسبب "خطأ قانونى" تمثل في إرسال نسخة غير موقعة من الاتفاقية: قائلاً "الترخيص لابد أن يكون بقانون إذا كانت المدة أكثر من 15 سنة".
كما أقر المجلس مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون رعاية المريض النفسي الصادر بالقانون رقم 71 لسنة 2009، وذلك بعد الموافقة على إعادة المداولة لتعديل (3) مواد أثناء المناقشة النهائية للقانون، ويأتى إقرار القانون حفاظاً على حقوق المرضى النفسيين ورعايتهم صحياً في ظل التطورات التي شهدتها مفاهيم الصحة النفسية وأساليب علاجها، بالإضافة إلى مشروع قانون تنظيم البحوث الطبية الإكلينيكية، وذلك بعد دراسة وتعديل الـ (19) مادة محل الاعتراض من رئيس الجمهورية، وخلال أخذ الموافقة النهائية طالب الدكتور على عبد العال النواب الموافقين على مشروع القانون بالوقوف، ثم طالب غير الموافقين بالوقوف، فلم يقف سوى النائب ضياء الدين داود، وداعبه الدكتور عبد العال قائلا: "انت راجل معارض وواقف وحيد".
بالإضافة إلى مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 10 لسنة 1990 بشأن نزع ملكية العقارات للمنفعة العامة، بعد الموافقة على إعادة المداولة في المادة (6) منه، حيث أكد المهندس أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية، على أهمية القانون والاستخدام الرشيد له في هذه المرحلة المهمة مع انتشار المشروعات القومية في كل أنحاء مصر.
كما وافق المجلس أيضا خلال الجلسة الختامية على مشروعات قوانين، صندوق دعم الأشخاص ذوي الإعـاقة، وتعديل بعض أحكام قانون الكهرباء الصادر بالقانون رقم 87 لسنة 2015، وإصدار قانون إعادة تنظيم هيئة الأوقاف المصرية، وإنشاء هيئتي أوقاف الكنيسة الكاثوليكية والطائفة الانجيلية، وإصدار قانون تنظيم إدارة المخلفات، وتعديل بعض أحكام القانون رقم 141 لسنة 2014 بتنظيم نشاط التمويل متناهي الصغر، وتعديل بعض أحكام القانون رقم 34 لسنة 1976 في شأن السجل التجاري المعدل بالقانون رقم 75 لسنة 2017.
كما أحال المجلس (60) تقريراً للجنة الاقتراحات والشكاوى إلى الحكومة لاتخاذ اللازم بشأن ما ورد بها من توصيات، ثم ناقش المجلس عدد (5) مشروعات قوانين أخرى مدرجة على جدول أعمال الجلسة، على أن يتم أخذ الرأي النهائي بعد إتمام مناقشتها، على رأسها قانون الإجراءات الضريبية الموحد، وحظي القانون بمناقشات مطولة ومستفيضة، كما شهد جدلاً بين النواب ووزير المالية في عدد من مواد مشروع القانون، نظراً لتمسك ممثلي الحكومة بالنصوص المُقدمة منهم وإصرارهم على تمريرها تحت قبة البرلمان، إلا أن الدكتور على عبد العال كان أكثر تمسكاً بالحفاظ على دستورية النصوص الصادرة من البرلمان، مؤكداً أنه لن ينتزع أحداً موافقة المجلس على مشروع قانون أو نصوص قانونية غير دستورية.
وخلال المناقشات تم حذف المادة (16) من مشروع القانون، التي كانت تجيز الاخلال بسرية حسابات عملاء البنوك لأغراض التأكد والمحاسبة الضريبية، وقال الدكتور على عبد العال، إن هذه المادة تنسف القطاع المصرفي وقانون البنك المركزي، وتقوض أحكام الدستور الخاصة بالحق في الخصوصية، ومن المستحيل أن أدفع بهذه المادة للتصويت.
كما اعترض النائب احمد سمير على نص المادة (17) والتي تجيز لوزير المالية وضع نظام خاص لإثابة موظفي المصلحة في ضوء معدلات أدائهم ومستوى انجازهم في العمل. بينما اوضح وزير المالية ان الهدف من هذه المادة هو جذب ذوي الكفاءات لمصلحة الضرائب وكذلك الاهتمام بالكادر البشرى.
رفض المجلس الفقرة الثانية من نص المادة 66 من مشروع القانون الخاصة *باشتراط سداد 1% من قيمة الضريبة كشرط لاقامة الدعوى القضائية والمنازعة في قيمة الضرائب* ؛ والتي وصفها الدكتور عبد العال بانها غير دستوريه، موضحاً بأنه لا يمكن ربط حق التقاضي بأي شرط” واكد ان المحكمة الدستورية لا تقبل مجرد " *ارهاق* " حق التقاضي باي قيود تعيقه... فيما أكد المستشار علاء فؤاد أن نسبة الـ 1% تردّ في حالة القضاء بعدم خضوعه للضريبة، وقد يحدث تسويته من مجموع مبلغ الضريبة.
كما تصدى الدكتور عبد العال لتمرير المادة (71) من مشروع قانون الإجراءات الضريبية بسبب ما تضمنته من معاقبة الممول الذي لم يقدم إقرار ضريبي بالحبس مدة لا تزيد على 5 سنوات ووافق المجلس على أن تكون العقوبة فقط الغرامة.
وقال: "لو طبقنا عقوبة الحبس على من لا يقدم إقرار ضريبي يبقى هنحبس الناس كلها"، لافتاً إلى أن من لم يقدم إقرار ضريبي تقوم المصلحة بتقدير جزافي للضرائب، وأضاف موجها حديثه لوزير المالية: " *أنا عايز أساعدك وأعلم أن الضرائب جزء أساسي في الموازنة ولكن في نفس الوقت مش عايز نطفش الناس ونخوفهم، هذا أمر غير جائز أن يتم حبسي عشان لم أقدم الإقرار الضريبي. "
كما رفض المجلس المادة التي تضمنت عدم سقوط الدين الضريبي والدعوى الجنائية المتعلقة بالتهرب الضريبي بالتقادم ومضي المدة لشبهة عدم الدستورية، حيث قال الدكتور علي عبد العال: "اننا بهذه المادة نكافيء الادارة الضريبة الكسلانة التي لا تستطيع تحصيل حق الدولة خلال 6 سنوات كاملة، واقول لها لا تقلقي فالجريمة لن تسقط بالتقادم، هذا يخل بمبدأ المساواة، وتوجد جرائم اكثر خطورة وتسقط بالتقادم، ولا يمكن ان يبقى الممول تحت تهديد وسيف مصلحة الضرائب طوال العمر ...هذا غير معمول به في اي دولة".
ثم انتقل المجلس لمناقشة المادتين المرجأتين من مشروع القانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون الجمارك، وهما المادتين (13) الخاصة بأداة فرض التعريفة الجمركية في ضوء انها ضريبة وتوجد ضوابط دستورية في فرضها، والمادة (64) الخاصة بالنزاع بين المصلحة وصاحب الشأن وطلب الأخير إحالة النزاع إلى ما يسمى (لجنة التحكيم) واللتين تم ارجاء مناقشتهما من جلسة سابقة، بحيث تتم المحافظة على رضائية وحيادية تشكيل هيئات التحكيم لنظر منازعات الضرائب.
كما وافق المجلس على مجموع مواد مشروع قانون مُقدم من الحكومة بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 227 لسنة 1989 بإنشاء صندوق دعم وتمويل إدارة وتشييد المشروعات التعليمية، ووافق نهائيا على مشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل قانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972، ووافق على مجموع مواد مشروع قانون مُقدم من الحكومة بشأن جائزة الدولة للمبدع الصغير... وأجمع النواب ان هذا القانون يتسق مع رؤية القيادة السياسية في دعم وخلق جيل جديد، فيما طالب بعض النواب برفع قيمة الجائزة، وعقب الانتهاء من المناقشات وافق المجلس بصفة نهائية وبأغلبية ثلثي الأعضاء وقوفاً على الـ5 مشروعات بقوانين السابق مناقشتها
كما وافق المجلس بصفة نهائية على عدد (4) اتفاقيات دولية*، وهي: (قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 414 لسنه 2020 بشأن الموافقة على اتفاقية القرض الإضافي بين حكومة جمهورية مصر العربية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي للمساهمة في تمويل مشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر وذلك بمبلغ 75 مليون دينار كويتي)، و(قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 448 لسنه 2020بشأن الموافقة على اتفاق القرض بين جمهورية مصر العربية والبنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية بشأن التمويل الإضافي للبرنامج الشامل لتمويل الإسكان الاجتماعي بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي)، و(قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 410 لسنه 2020 بشأن الموافقة على الاتفاق المُبسط بين حكومة جمهورية مصر العربية والوكالة الفرنسية للتنمية بشأن برنامج تمويل سياسات التنمية لقطاع الكهرباء)، و(قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم449 لسنه 2020 بشأن الموافقة على اتفاق قرض بين جمهورية مصر العربية والبنك الأوربي لإعادة الإعمار والتنمية بشأن مشروع تعزيز شبكة كهرباء مصر بمبلغ 182 مليون و900 ألف يورو).
وألقى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، كلمة بمناسبة ختام أعمال دور الانعقاد الخامس، أكد فيها أن المجلس وبضمير مطمئن اجتهد بقدر المستطاع وبذل ما في وسعه للوفاء بالاستحقاقات الدستورية التي نص عليها الدستور دون تهاون تشريعي يدعم مسيرة التطور والإصلاح التي تخوضها الدولة المصرية.
وأضاف الدكتور عبد العال "على صعيد الدبلوماسية البرلمانية" فقد شارك المجلس في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الدولية تأكيداً على الوجود المصري الفعال والمؤثر في مختلف المحافل الدولية.
وأكد عبد العال أن المجلس أولى عناية خاصة للقضية الليبية نظراً للظرف الحرج والدقيق الذي تمر به ليبيا وتأثيره الخطير والمباشر على الأمن القومي المصري، واستضاف المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي الذي تحدث من منصتكم في الجلسة العامة للعالم بأسره شارحاً القضية الليبية.
وأضاف الدكتور عبد العال أن المجلس كما بدأ مهمته في ظل ظروف استثنائية مرت بها مصر والمحيط القومي بأسره أراد الله أن ينهي مهمته أيضاً في ظل ظروف استثنائية غير مسبوقة تمر بها البلاد والعالم أجمع وذلك بفعل التداعيات من انتشار وباء فيروس كورونا المستجد كوفيد -19، والتي أحدثت تغييراً في نمط أعمالنا وسلوكنا ورغم ذلك لم يفصل هذا الوباء أعمال المجلس وأعضاؤه عن ممارسة الدور الوطني.
وفى ختام كلمته وجه رئيس المجلس الشكر والتقدير للقيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومة الدكتور مصطفى مدبولي والشكر والتقدير لوكيلي المجلس والهيئات البرلمانية ولجميع السيدات والسادة النواب أغلبية ومعارضة ومستقلين ، والمستشار محمود فوزي الأمين العام للمجلس حيث شهدت القاعة تصفيقا حادا من النواب تقديرا للجهود الكبيرة التي بذلها المستشار فوزي خلال دور الانعقاد الخامس، خاصة فيما اتخذه من اجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا.
كما وجه رئيس المجلس الشكر أيضاً للمستشار أحمد المهدي وجنود كتيبة العمل البرلماني بالأمانة العامة للمجلس لما قدموه من بذل وعطاء بغية تعزيز قدراتنا البرلمانية، ثم منح الدكتور علي عبد العال الكلمة ولعدد من النواب والحكومة.
وأكد السيد الشريف وكيل أول المجلس أن البرلمان شهد اجماعاً على المصلحة العليا للبلاد، وأكد سليمان وهدان وكيل المجلس أن البرلمان الحالي تاريخي ووطني ودعم القيادة السياسية.
وفى كلمته أكد المستشار علاء فؤاد وزير شئون المجالس النيابية أن الأستاذ الدكتور على عبد العال أدار البرلمان بحكمة بالغة وكان نبراس علم، وأن البرلمان ساهم في ترسيخ دعائم الدولة وتثبيت أركانها، وتصدى بكل جسارة لموضوعات جسام.
كما تحدث النواب الدكتور عبد الهادي القصبي رئيس ائتلاف دعم مصر، والنائب عاطف ناصر رئيس الهيئة البرلمانية حزب مستقبل وطن، والنائب أحمد السجينى أمين ائتلاف دعم مصر، والنائب احمد خليل رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، والنائب محمد صلاح أبو هميلة رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري
ثم استعرض التقرير الذي أعدته الأمانة العامة حول إنجازات المجلس خلال دور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعي الأول، والذى تضمن حصاد عام برلماني مزدحم بالأعمال فأشار التقرير الى موافقة المجلس على (233) مشروع قانون مقدم من الحكومة، و(10) مشروعات قوانين أخرى مقدمة من النواب بإجمالي 2490 مادة، كما ناقش المجلس (92) طلب مناقشة عامة، ونظر (743) اقتراحًا برغبة مقدمة من النواب في شتى المجالات، إضافة إلى اقرار (79) اتفاقية دولية، وعقدت اللجنة العامة للمجلس (4) اجتماعات نظرت خلالها قضايا مهمة.
وعلى صعيد اللجان النوعية للمجلس، عقدت العديد من الاجتماعات بلغت نحو (1980) اجتماعًا، استغرقت (2903) ساعة، وبلغ مجموع التقارير التي أعدتها نحو (1702) تقرير، نظر منها المجلس (1468) تقريرا، وقامت اللجان البرلمانية بنحو (29) زيارة ميدانية خلال دور الانعقاد الخامس.
وأعلن الدكتور على عبد العال موافقة المجلس على فض دور الانعقاد العادي الخامس من الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب معلناً عن عقد جلسة عامة في بداية شهر أكتوبر القادم، موجهاً حديثه للنواب "أتمنى لكم خالص التوفيق والنجاح فيما هو قادم".