كشف "انفراد" على مدار الأيام الماضية، إعداد جماعة الإخوان لخطة جديدة لترميم التنظيم وإعادة بناء أركانها المُتهدّمة، عبر هيكلة لجنة الأشبال، وتشكيل جناح جديد باسم «وحدة الشرائح»، تكون مهمّته استقطاب الطلاب من المدارس والأندية، وفرز وانتقاء العناصر وتوزيعها على اللجان الإعلامية والتربوية، وترشيح المؤهلين للانخراط فى الجماعة والحراك على الأرض.
ووضعت الجماعة فى إطار خطة «وحدة الشرائح» خريطة تفصيلية للعمل داخل المدارس فى الأحوال الطبيعية وخلال العام الدراسى، لكنها لم تُغفل الساحات الإضافية التى يُمكن استغلالها، أو المسارات الاحتياطية حال صعوبة النفاذ إلى بعض المدارس المستهدفة، أو تعطّل العام الدراسى كما حدث خلال الشهور الأخيرة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».
وتُعيد الورقة الجديدة صياغة لجنة الأشبال والزهراوات. ومع منحها اسم «وحدة الشرائح» فإنها تُحدّد مجال عملها بالأساس فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وسنوات ما قبل المدرسة، من خلال دُور الحضانة ومكاتب تحفيظ القرآن والأندية والمؤسَّسات الاجتماعية والخدمية، مع إسناد ومعاونة وإنجاز لبعض الأنشطة التربوية والتثقيفية بين طلاب المرحلة الثانوية وطلائع المجالات الرياضية ومجموعات المراكز التعليمية الخاصة.
ويقول المصدر الذى وثقت منه "انفراد معلوماتها إن الأمر بدأ باقتراح من بعض عناصر الداخل لقيادات المكتب الإدارى بالخارج، بشأن إعادة تنظيم لجنة الأشبال، وتحديث آليات العمل داخل الصف وفى المحيط الاجتماعى، بما يسمح بتطوير أنشطة المتابعة والفرز وانتقاء عناصر من الأجيال الجديدة، تكون نواة مستقبلية لإعادة بناء هياكل الجماعة ولجانها النوعية.
وتضمن الاقتراح عرضا لما حققته طلائع الجماعة فى المرحلة التالية لثورة 25 يناير وما بعدها، وكيف كانوا الجسم الصلب للجماعة بعد 2013، والأساس الذى قامت عليه الأنشطة التنظيمية والحركية وجهود اللجان النوعية فى مواجهة «القبضة الأمنية للدولة» وحصارها الخانق للجماعة.
وتأتى أسبابه والذى خضع للدراسة منذ رفعه أواخر العام 2018، وبعدما أقره الأمين العام محمود حسين ومعاونه أحمد عبد الرحمن بدأ العمل على وضع أطره التنظيمية ومسارات تنفيذه اعتبارا من منتصف 2019، وتسارعت وتيرة العمل عليه بعدما أظهرت دعوات المقاول محمد على للتظاهر خلال سبتمبر الماضى وما بعده، فى أن قدرات الحشد لدى الجماعة تآكلت عمّا كانت عليه بين 2011 و2013، وأن هناك حاجة ماسّة لبدء تكوين قاعدة شعبية جديدة حتى لا ينعكس هذا التآكل على فرص وجود التنظيم نفسه. هكذا يُؤكّد المصدر.
الرسالة المرفقة بملفات خطة العمل على مجموعة بتطبيق «واتساب» للمراسلات تقول إن مخطط وحدة الشرائح وحملتى الصف والمجتمع وخريطة المدارس والأنشطة المُستهدفة أعدتها لجنة من الأكاديميين والخبراء التربويين، وتشير إلى إشراف أستاذ العلوم السياسية سيف الدين عبد الفتاح، ورئيس «المجلس الثورى المصرى» مها عزام الأستاذ بجامعة كامبريدج البريطانية. بسؤال المصدر عن ذلك قال إنه لا يعرف تكوين اللجنة التى أعدت الورقة فى صورتها النهائية، لكن المعلومات التى وصلته من أصدقاء عديدين داخل الجماعة، سواء من مصر أو تركيا، أنها شهدت مشاركة من كل أجيال الإخوان وخبراتهم، ومن الوجوه التى سُئلت عن اقتراحاتها لتطوير وحدة الشرائح والعمل على الأشبال والزهراوات: خالد القزاز مستشار الرئيس السابق محمد مرسى ووالده عدلى القزاز مستشار وزير التعليم، ووائل مصباح، وياسمين حسين، وعصام تليمة، وسامح الحناوى، وأكرم الزند، وأشرف عبد الغفار، ومعتز الفجيرى «أمين صندوق الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان»، ومهند صبرى من فريق «هيومان رايتس ووتش»، وعمرو دراج، وعزب مصطفى، ووجدى العربى، وإسلام زعبل، وسندس عاصم شلبى، ومنال أبو الحسن، وأيمن عبد الغنى، وحشمت خليفة الرئيس السابق لهيئة الإغاثة الإسلامية، ورجلا الأعمال محمود وهبة وعبد العزيز الكاشف، وأحمد عبد العزيز مستشار مرسى، وقطب العربى، وعلى بطيخ، ويحيى موسى، ومصطفى المصرى، ومحمد العقيد، وأحمد الشيخ، وعطية عدلان، والعراقى أحمد كاظم الراوى، والتونسية سمية الغنوشى، إضافة لآخرين بعضهم من خارج الجماعة وبينهم إعلاميون وكتاب يعيشون فى إسطنبول ولندن وعدة عواصم عالمية.