يعد أصغر رئيس تحرير عرفته مصر وساهم فى تأسيس نقابة الصحفيين، إنه حافظ محمود الذى ولد فى 12 يونيو 1907 بمدينة القاهرة، ورغم ولادته فى أسرة ميسورة الحال، إلا أن وفاة والده المبكرة وتعنت الوصى على ممتلكات والده أثر فى شخصه كثيرا، أبدى من صغره علامات التفوق والتحق بكليتى الآداب والتجارة فى ذات الوقت " حيث كان هذا مسموحا به فى السابق ".
أسس حافظ محمود جمعية القلم الأدبية وهو لا يزال صبيا ثم ما أن كبر قليلا حتى أسس جمعية الاستقلال الاقتصادى وكانت فكرة حافظ محمود متطورة قليلا فى ذلك العهد اذ كان يهدف إلى مخاطبة الوعى القومى لدى الشباب من أجل مقاطعة المنتجات البريطانية ايمانا بأن قوة اقتصاد العدو من صميم قوته العسكرية،كما ترأس تحرير جريدة الصرخة التى أسسها مع صديقيه أحمد حسين وفتحى رضوان وبدأ فى كتابة مقالات نارية أعادة للأذهان مقالات الزعيم الراحل مصطفى كامل فى صحيفة اللواء.
واستمر حافظ محمود فى مقالاته النارية بجريدة السياسة الأسبوعية حتى قامت ثورة الشباب عام 1935 وتفاعل معها الملك فؤاد بشكل ايجابى وقرر تشكيل وفد برئاسة مصطفى النحاس لمباحثة بريطانيا بشكل نهائى على أن يتم إلغاء دستور 1930 المشين وعودة دستور 1923 الليبرالى عقب المباحثات، وفى عام 1937 حصل حزب الأحرار الدستوريين على أغلبية مقاعد مجلس النواب المصرى وتقرر أن يصبح الدكتور محمد حسين هيكل وزيرا فقرر أن يتنازل عن رئاسة تحرير صحيفة السياسة الناطقة لسان حال الحزب إلى تلميذه حافظ محمود .
لعب حافظ محمود دورا أساسيا فى تأسيس نقابة الصحفيين فى صباح 31 مارس 1941 وكانت مكافأة أن عين عضوا فى مجلس النقابة فى المجلس المؤقت لها لحين انتخاب نقيبا للنقابة الوليدة، وكان العضو الأول فيها وحاز رقم العضوية 1 ولقب بشيخ الصحفيين، وفيما بعد انتخب حافظ محمود عضوا فى مجلس النقابة 26 دورة متتالية.