"دائماً ما كانت ترى الإدارة الأمريكية أن الاخوان بمثابة " العفريت" الذي يمكن تحضيره في الوقت المناسب!
ماهي المحطات الرئيسية في العلاقة بين الاخوان والامريكان؟ وماذا دار في اللقاء الأول بين حسن البنا وسكرتير السفارة الاميريكية بمنزله بالزمالك؟
يستعرض الكاتب الصحفي شريف عارف اليوم في حلقاته الوثائقية "حقيقة في دقيقة"، كيف تمت الاتصالات بين جماعة الاخوان والامريكان منذ أربعينيات القرن الماضي على يد المرشد المؤسس حسن البنا.
يقول الكاتب شريف عارف: إن العلاقة بين الاخوان والامريكان تدور في دوائر سرية منذ منتصف القرن الماضي، وخاصة منذ اللقاء الشهير بين الرئيس أيزنهاور وسعيد رمضان، ودائماً ما كانت ترى الإدارة الاميريكية أن الاخوان بمثابة " العفريت" الذي يمكن تحضيره في الوقت المناسب!
واوضح "عارف " أن ثمرة تلك العلاقات التي إمتدت على مدى عقود طويلة، إتضحت فيما قاله وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر، على هامش مؤتمر اقتصادي باسطنبول ،في أكتوبر 2011 وقبل انتخابات الرئاسة المصرية بنحو تسعة أشهر، بأن : «الإخوان المسلمين قادمون في مصر، وسيكون لهم الدور السياسي القادم ».!
ويروي شريف عارف في حلقة اليوم قصة اللقاء الأول بين الامريكان ومرشد الإخوان حسن البنا فى صيف عام 1947، عندما أرسل سكرتير السفارة الأمريكية بالقاهرة فيليب إيرلاند مبعوثاً إلى حسن البنا بمقر المركز العام للإخوان المسلمين بالحلمية يطلب لقاءه، واندهش المرشد العام من الطلب فى البداية، ولكنه وافق على الفور، وطلب من المبعوث أن يكون اللقاء بعيداً عن المقر العام للجماعة، لأنه مراقب من «البوليس السياسى».. خاصة أن المرشد – وفقاً لرواية الدكتور محمود عساف مؤسس جهاز معلومات الإخوان – «يرى أن البعض سوف يؤولون تلك المقابلة ويفسرونها تفسيراً مغلوطاً ليس فى صالح الاخوان»!
يذكر أن شريف عارف هو كاتب صحفي، ورئيس اللجنة النوعية للإعلام بحزب الوفد، وصدرت له عشرة مؤلفات سياسية ووثائقية أبرزها " الاخوان في ملفات البوليس السياسي" و" 26 يناير ..حريق القاهرة مدبرون ومنفذون" ، وحصد عدد كبير من جوائز العمل الصحفي، ونال تكريمات من عدة جهات بحثية. كما أشرف خلال العام الماضي على مشروع توثيق مئوية ثورة 1919، وحقق في المجلد التذكاري والفيلم الوثائقي" الثورة الأم" بهذه المناسبة