أول فتاة مصرية تحصل على ليسانس حقوق، وتقيد أمام المحاكم المختلطة كأول محامية عربية، وأول من نادت بحق المرأة في العمل السياسي، عام 1920، أنها منيرة ثابت التي ولدت عام 1906، والتحقت بمدرسة إيطالية بالقاهرة وتعلمت فيها مبادئ اللغة الإنجليزية والإيطالية، ثم التحقت بمدرسة ابتدائية حكومية، وحصلت عام 1924، علي الشهادة الثانوية، والتحقت بمدرسة الحقوق الفرنسية، في القاهرة، والتي تمنح شهاداتها من باريس وحصلت منيرة علي الليسانس، فكانت أول فتاة مصرية حصلت علي هذه الشهادة، وقيدت أمام المحاكم المختلطة كأول محامية عربية.
أثناء دراستها كانت تكتب المقالات في جريدتي "الصباح" و"أبو الهول" تنتقد فيهما الحكومة وتندد بالاستعمار؛ ما أثار سخط الحكومة، فاستدعى وزير المعارف مدير المدرسة الفرنسية التي كانت تدرس بها ليطلب منه منع منيرة من الكتابة في السياسة، فما كان من مدير المدرسة إلا أن رفض طلبه معللًا ذلك بأن مدرسته تمنح طلابها الحق في الكتابة في الصحف ومعارضة الحكومة مهما كانت العواقب.
وفي الـ17 من عمرها أمر المندوب السامي البريطاني بالتحقيق معها بتهمة التنديد بالتدخل الأجنبي في شئون البلاد بالاستعمار ومهاجمتها للمندوب السامي البريطاني؛ فكانت أول فتاة مصرية تتم محاكمتها وهي دون السن القانونية، حقق معها النائب العام بنفسه في محاكمة حضرها مندوبو الصحف ووكالات الأنباء العالمية والتي قالت فيها عبارتها الشهيرة: "إنها تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه" انتهت المحاكمة المنعقدة بمحكمة باب الخلق بإعفائها من المسئولية لعدم بلوغها السن القانونية.
وقبل افتتاح البرلمان المصري في 15 مارس 1924 احتجت على عدم نص قانون 1923 على مشاركة المرأة في الانتخابات، وبالفعل أجيب طلبها، وأدلت النساء بأصواتهن ، كما بدأت تعمل بالصحافة منذ عام 1926؛ إذ قد أصدرت جريدتين، إحداهما تصدر بالفرنسية "الأمل" وهي جريدة يومية، والأخرى بنفس الاسم لكنها تحرر بالعربية وتصدر أسبوعيًّا. وكلاهما تحمل نفس الأفكار، نافست منيرة كبار صحفيي عصرها كفكري أباظة والدكتور عبد القادر حمزة الذي تزوجته لتتفرغ بعدها للمنزل، ويتوقف إصدار جريدة الأمل، لكنها سرعان ما انفصلت عنه لتعاود عملها كصحفية في جريدة الأهرام بدعوة من رئيس تحريرها حينئذ أنطون الجميل، ثم أصدرت جريدة الأمل من جديد كمجلة سياسية شهرية، ثم أوقفت رسميًّا بعد صدور قانون 1960 الذي نقل ملكية الصحف إلى الاتحاد الاشتراكي؛ لتتوقف منيرة عن العمل.
تطوعت للذود عن بلادها أثناء العدوان الثلاثي، وفي العام التالي رشحت نفسها في أول دورة برلمانية بعد ثورة 23 يوليو، وكان على وشك الفوز بالانتخابات، لكن صدر قرار بإغلاق الدوائر التي نزل بها وزراء كمرشحين، وكان الوزير فتحي رضوان مرشحًّا عن دائرتها الدائرة الثالثة بالقاهرة، كما ساهمت في إنشاء نقابة الصحفيين المصرية وتوفيت بعد حياة حافلة في سبتمبر عام 1967.