بتمويل قطري مفتوح، تواصل جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولي محاولاتها للتسلل إلى العديد من المجتمعات الغربية، بهدف خلق رأي عام داعم لأجندة الخراب، والتسلل إلى دوائر صنع القرار واستمالة وسائل الإعلام المحلية في تلك المجتمعات.
وفى فرنسا، حاولت إمارة قطر نشر بذور الخراب والدفع بعناصر الجماعة المتطرفة عبر بوابة العمل الخيري ، واستقطاب أبناء الجاليات ذات الأصول العربية والمسلمة داخل ذلك البلد الأوروبي، من خلال كياناً يعرف باسم المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، الموجود في سانت دينيس.
ودفع قلق السلطات الفرنسية من تفشى الإخوان وفكرهم إلى فتح مكتب المدعي العام فى بوبينيي تحقيقاً أولياً بتهمة "خيانة الأمانة" و"إخفاء خيانة الأمانة" بهدف إدارة المعهد المثير للجدل.
وتقدم المؤسسة الخاصة، خدماتها التعليمية لما بين 1500 و2000 طالب، دورات فى الدراسات القرآنية ولكنها تشتهر قبل كل شيء بتدريسها للغة العربية.
ويشير محام مقرب من الدوائر الإسلامية إلى أنه "يرتاده أيضا غير المسلمين، الذين ينجذبون إلى امتياز التدريب، ويسمح نظام التكافؤ لخريجى IESH للقبول في شهادة جامعية.
وتأسس أول معهد إخوانى فى العام 1992، في مدينة سان ليجر دو فوجريت، وسط فرنسا، وهو المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية شاتو شينون، بهدف تدريب الأئمة على الأرض الفرنسية، وفقا لمناهج قريبة من تيار الإسلام السياسي.
ومس الهجوم الذي شن على المعهد على وجه الخصوص أحمد جاب الله، المدير التربوي وعميد المؤسسة المعروف خارج فرنسا، وهو واحد من أكثر الشخصيات المعروفة في المجتمعات العربية داخل فرنسا، والمقرب من جماعة الإخوان.
وفي الخريف، كانت مباني IESH تخضع بالفعل لفحص أمني غير معلن، في هذه العملية، أمر محافظ سين سان دينيس بإغلاقه في نهاية نوفمبر.
ومن خلال استئجار الغرف، خاصة في مدرسة ثانوية إسلامية خاصة في باريس ، تمكنت IESH من مواصلة العمل، لكن مشاجراته الإدارية والقانونية تخاطر بثقلها على مشاريع المؤسسة، يجب إعادة بناء مبانيها، وهي عملية تبلغ قيمتها عدة ملايين يورو.
وفقا لصحيفة ليبراسيون الفرنسية، قال مصدر مطلع على الموضوع، جرت مناقشات مع مؤسسة قطر الخيرية، وهي منظمة قطرية تمول المشاريع الإسلامية ظاهريا حول العالم، على سبيل المثال بناء مركز إسلامي في مولوز (أوت رين)، الإ انها فى الواقع ستار لنشر الفكر المتطرف.
واستخدمت "قطر الخيرية" تبرعاتها لبناء المساجد فى أوروبا، من أجل تسهيل وصول التمويلات إلى جماعة الإخوان، إذ مولت المجمع الإسلامى فى لوزان بسويسرا بمبلغ 1.6 مليون دولار، وكلية سانت أنتونى فى أكسفورد التى استفادت من مبنى جديد من تمويل قطر بقيمة 11 مليون جنيه، فى مقابل توظيف حفيد مؤسس الإخوان "طارق رمضان".
وقال هذا المصدر: "انتهت المناقشات لأن الاعتبار الذي طرحته مؤسسة قطر هو تأمين ممتلكات المبنى" .
وبحسب صحيفة لو باريزيان الفرنسية، وتتساءل السلطات عن "التحويلات المالية الأخيرة من قطر".
وفى وقت سابق قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، في كلمة له أمام مجلس الشيوخ إن الإسلام السياسي خطر يجب مواجهته، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يعارض حرية الاعتقاد ويحترم كافة الأديان.
وأضاف دارمانين: "صلى جدي إلى الله وارتدى زي الجمهورية، لذا نعم لحرية العبادة، لا للرسم الكاريكاتوري ، لا للإسلام السياسي، ونعم للفرنسيين مهما كان لون بشرتهم، او ديانتهم".
وهاجم الوزرير الفرنسى الإسلام السياسى قائلاً "نعم ، الإسلام السياسي عدو قاتل للجمهورية. يجب أن نحارب جميع أشكال الطائفية ".
موقف الوزير من جماعة الإخوان لم يكن الأول من نوعه داخل فرنسا، ففي فبراير من العام الجاري، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه من مخاطر "الإسلام السياسي"، قائلاُ: "ليس له مكان في بلادنا".
وفى ذلك الحين، وأثناء زيارته لحي بورتزفيلر بمدينة مولوز شرقى البلاد، قبل الانتخابات البلدية الأخيرة، شدد الرئيس ماكرون على ضرورة "العمل من أجل مكافحة التطرف الإسلامي والانفصال الإسلامى".
وأوضح ماكرون أن المعركة ضد "الانفصال الإسلامى" ليست موجهة ضد المسلمين، مشدداً على ضرورة أن تستعيد الدولة حضورها من خلال تعزيز قيم الجمهورية، ومواجهة مظاهر العنف وتجارة المخدرات.