أكد تقرير حقوقى صادر عن مرصد الإنتخابات للتحالف المصرى لحقوق الإنسان والتنمية، أن جولة الإعادة للمرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب أظهرت التباين الواضح في سلوكيات الناخبين وتفاعلهم مع العملية الانتخابية بناء علي تنوع البيئات الجغرافية والعشائرية للمحافظات والدوائر، مضيفا أنه في الوقت الذي رصد فيه متابعوا التحالف إقبالا يتراوح بين محدود إلي متوسط في الدوائر الحضرية وعواصم المحافظات لدرجة خروج بعض المرشحين في بث مباشر علي صفحات التواصل الاجتماعي لمناشدة الناخبين بالتوجه للجان الاقتراع.
وكان الإقبال في الدوائر الريفية والصعيد يرتفع من متوسط إلي كثيف لدرجة أن مجمعات المدارس بقري كوم زمران والوفائية بدائرة الدلنجات محافظة البحيرة وقرية الدير ومركز الزينية بمحافظة الأقصر قد شهدت إقبالا وازدحاما غير مسبوق يصل الي ( 80 % ) من المقيدين بالجداول .
وقال التقرير، إن صناديق الاقتراع أغلقت في تمام الساعة التاسعة من مساء اليوم الثانى لجولة الإعادة في غالبية لجان التصويت عدا تلك التي يتواجد بها ناخبون لم يدلوا بأصواتهم نتيجة كثافات التصويت المعتادة في اللحظات الأخيرة ليسدل الستار علي العملية الانتخابية بصورة نهائية في عدد ( 13 ) محافظة انتخابية أجريت فيها تلك الجولة الحاسمة علي عدد ( 110 ) مقعد تتوزع بين ( 54 ) دائرة انتخابية يتنافس فيها ( 220 ) مترشحا بينهم ( 87 ) مستقل مقابل ( 133 ) حزبي فيما تتنوع خلفياتهم البرلمانية بين ( 56 ) نائب من البرلمان الحالي وعدد ( 164 ) متنافس جديد يطمح للفوز بالمقعد في تنافسية تصويتية استمرت لمدة ( 3 ) أيام للمصريين المقيمين بالخارج و ( يومان ) للمصريين في الداخل عبر مشهد مجتمعي.
ولفت إلى أن العملية الانتخابية التي تشهدها جولة الإعادة تمتلك معطيات للحسم وإعلان الفوز بالمقعد تختلف عن تلك التي تطبق في جولة الاقتراع الأولي حيث نصت المادة ( 23 ) من القانون رقم 46 لسنة 2014 علي أنه في الجولة الأولي ( في الانتخاب بالنظام الفردي يُعلن انتخاب المترشح الحاصل على الأغلبية المطلقة للأصوات الصحيحة التي أُعطيت في الانتخاب بالدائرة الانتخابية ) والتي يمكن التعبير عنها حسابيا بالمعادلة ( 50 % + 1 )، وهو ما كان حاسما لفوز عدد ( 32 ) مترشح يتوزعون بين ( 18 ) دائرة انتخابية ضمن ( 4 ) محافظات أما في حالة عدم تحقق هذا العدد فيجري الانتقال لجولة الإعادة وفق نص المادة التي ترهن الفوز فيها بأنه إن ( لم تتوفر الأغلبية المنصوص عليها في الفقرة السابقة لأي من المترشحين أو لبعضهم أعيد الانتخاب بين المترشحين الحاصلين على أعلى الأصوات الصحيحة ويُحدد عددهم بضعف عدد المقاعد التي تُجرى عليها الإعادة وفي هذه الحالة يُعلن انتخاب عدد المترشحين المساوي لعدد مقاعد الإعادة الذين حصلوا على أكبر عدد من الأصوات الصحيحة ).
ولفت التقرير، إلى أن العملية الانتخابية لجولة الإعادة في يومها الثاني قد شهدت معالجة حاسمة لظاهرة التأخر في فتح لجان الاقتراع حيث لم يرصد متابعوا التحالف أي حالات للتأخر في إتاحة التصويت أمام الناخبين أو عدم تواجد الموظفين أو القضاة خلال الزمن المحدد للعملية في سلوك يفسره وعي ومعرفة العاملين بأماكن اللجان وسبل الوصول لها في زمن ملائم وهو ما يتسق مع التوصية التي تقدم بها التحالف فيما يتعلق بتوزيع القضاة ومحددات التوزيع من الإلمام الجغرافي والمعرفة بطبيعة البيئة التي يتعامل معها الفريق المشرف علي العملية الانتخابية .
وتابع التقرير، أن اليوم الثاني لجولة الإعادة شهد كثافات تصويتية متوسطة الي مرتفعة في سلوك يتسق مع طبيعة جولات الإعادة ورغبة المترشحين في حسمها خلال الأمتار الأخيرة للحيلولة دون قدرة منافسيهم علي تدارك الأمر وهو سلوك انتخابي ينم عن خبرات ومهارات في إدارة العمليات الانتخابية يمتلكها ويجيد إدارتها العديد من المرشحين والعائلات وتلعب دورا حاسما في التحكم في النتائج النهائية للعملية الانتخابية .
وأوضح، أن العملية الانتخابية لجولة الإعادة في المرحلة الأولي أكدت المشاهدات والاستنتاجات التي سبق وتم رصدها في جولات التصويت السابقة من حيث غياب الطبقة الوسطي والقطاعات الوظيفية والتعليمية التي كانت اللاعب الرئيسي في العمليات الانتخابية وتحديد طبيعة وتشكيل المجالس النيابية مقابل ظهور واضح للمهمشين والطبقات الفقيرة في مسلك يرتبط بالمنح والمساعدات التي يتحصلون عليها جراء مشاركتهم من قبل المتنافسين وهي قضية تحتاج لحوار ومعالجة وفق أنماط من المدخلات السياسية والتنفيذية، مؤكدا أن إقبال النساء علي صناديق الاقتراع أحد أبرز ايجابيات المشهد الانتخابي خصوصا في ظل وجود مترشحات يخضن جولة الإعادة علي المقاعد الفردية حيث رصد متابعوا التحالف كثافات تصويتية واسعة من النساء والفتايات في اللجان ( 178 ـ 179 ـ 180 ـ 181 ) بمدرسة ناصر الابتدائية بقرية أبو مناع بحري محافظة قنا واللجان ( 30 ـ 31 ـ 32 ) بمعهد هليه الابتدائي الأزهري بدائرة الفشن محافظة بني سويف واللجان ( 16 ـ 17 ـ 18 ) بمدرسة الشهيد عاطف الاسلامبولي بدائرة البدرشين محافظة الجيزة .