قال محمد العمارى رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، إنه مع كل جائحة تضرب العالم يكتب تاريخ جديد للبشرية وترتسم خارطة مختلفة للتوازنات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلدان، مشيرا إلى أن ما يعيشه العالم إثر تفشي فيروس كورونا هو صورة مماثلة لتداعيات أكثر الجائحات والأوبئة التي ضربت البشرية عبر حقبات تاريخية مختلفة.
وأضاف العمارى خلال كلمه له فى الندوة التى نظمها المجلس القومى لحقوق الإنسان ، بشأن مكافحة جائحة كوفيد 19 بين دور الدولة والمجتمع المدنى، أن انتشار المرض تعدي الحدود الجغرافية للصين ليشمل جميع أنحاء العالم وليفرض على الدول مجموعة من التراتيب الصارمة لوقف تفشيه القاتل بين البشر، إلا أن تداعياته كان لها الأثر العميق على اقتصاديات البلدان وسياساتها من الداخل والخارج، موضحا أن فيروس كورونا تسبب فى تغيير مسار البلدان السياسي والاقتصادي، وبرزت النقائص التي كانت تنخر القطاع الصحي والاجتماعي للبلدان.
ولفت إلى أنه رغم صمود بعض الدول أمام تفشي الوباء السريع إلا أنها تعاني من نقص حاد فى الإمكانيات المالية واللوجستية لاستكمال حربها ضد مخلفاته علي القطاع الاقتصادي والاجتماعي، مضيفا أن التأثير الاقتصادي الفوري للجائحة واضحا مما ساهم في وضع خطه طوارئ عاليه وتفعيل الاجراءات الاحترازيه والتضامنية التي من شأنها حماية الإقتصادات من الأضرار المحتملة، و أنه لم يكن للجائحة تأثيرا من حيث العلاقات الخارجية فقط بين البلدان بل هددت تماسك المجتمع المحلي في حد ذاته.
وأشار محمد العمارى إلى أن الدول المتضررة من الفيروس حاولت اللجوء إلى جميع الأساليب الممكنه لتوعية المواطنين بخطورته، منوها إلى أن المجتمع المدني كان يجهل كغيره من الفاعلين ما ستؤول إليه الأمور خاصه مع إلغاء الدولة لجميع الفعاليات الثقافية والرياضية و المسابقات الأدبية والمهرجانات والندوات والمعارض وغيرها.
و استطرد محمد العمارى:" كان لتوجيهات القيادة السياسية أثر فعال في تضافر الجهود المبذولة في مواجهه فيروس كورونا، مما جعلت أصواتا تتعالى من داخل المجتمع تنادي بوجوب تضافر الجهود، وتوفير الإمكانيات الماليه واللوجستية الضروريه لمجابهة خطر هذه الأزمة، مع ارتفاع حالات الإصابة الجديده بفيروس كورونا تكافح البلدان حول العالم لتخفيف آثار الفيروس على الصحة العامة وتأثيراته الإقتصادية".