قال محمد ربيع، الخبير المتخصص في الشئون التركية، إن سياسات النظام التركي أفقدت أنقرة العديد من أصدقائها الأوروبيين، فالسياسات العدوانية التي تبنها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ضد العديد من الدول، وخاصة الدول العربية، فضلا عن السياسات العدوانية ضد الاتحاد الأوروبي جعلت تركيا تغرد بمفردها خارج السرب الدولى، وينظر لها على أنها دولة مارقة ومزعزعة للاستقرار.
وأضاف الخبير فى الشئون التركية فى تصريح لـ"انفراد"، أن أوروبا أول المتضررين من سياسات أردوغان، حيث عملت على إزعاج الاتحاد الأوروبى ودعم الفوضى بداخل دوله، فضلا عن ابتزاز أوروبا ماليا من خلال استغلال ورقة اللاجئين وورقة عودة الدواعش إلى بلادهم نهيك عن الدور التركى فى دعم الإرهاب بالعديد من الدول الأوروبية من خلال تحريك الأذرع الإخوانية فى تلك الدول.
وتابع: "إضافة إلى إنشاء أنقرة لشبكات تجسس على المواطنين الأتراك المتواجدين بالعديد من الدول الاوروبية، واستمرار الاستفزاز التركى للاتحاد الأوروبى من خلال انتهاك سيادة اليونان والتنقيب عن الغاز فى شرق المتوسط، فضلا عن التدخل فى الشؤون القبرصية، ودعم الإنفصاليين هذا الأمر دفع الدول الأوروبية إلى النداء بضرورة فرض عقوبات على تركيا، وهو الأمر الذى عقدت من أجله قمة أوروبية فى 2 أكتوبر 2020، ولكنها لم تفرض عقوبات نظرا لإعلان النظام التركى نيته التفاوض وحددت القمة الأوروبية منتصف ديسمبر للنظر مرة أخرى فى العقوبات على تركيا من عدمه فى حال نهج أنقرة سلوك معتدل تجاه المجتمع الدولى والدول الأوروبية، إلا أن أردوغان زاد فى سياساته العدوانية تجاه أوروبا، ومن هنا فمن المتوقع أن تقوم القمة الأوروبية المقرر عقدها منتصف ديسمبر 2020 بفرض عقوبات اقتصادية على النظام التركى وإلغاء أو تعليق النظام الجمركي بين الاتحاد وتركيا، فضلا عن احتمالات غلق ملف إنضمام أنقرة للاتحاد الأوروبى بصورة مباشرة أمام النظام التركى، إضافة إلى احتمالات فرض عقوبات على شخصيات بعينها داخل النظام التركى".