نظم المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، ووزارة الأوقاف ، ندوة للكاتب الصحفي كرم جبر ، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضمن مبادرة بناء الوعي؛ بحضور وفد من الدعاة ورجال الدين المصريين والسودانيين ، ورحب جبر ، بالحضور وخاصة الجانب السوداني ،مضيفا أنهم في وطنهم الثانى .
وقال جبر ، أنه منذ عامين كان في زيارة للسودان ووقف في موقع التقاء النهرين وهو آية من آيات الله في السحر والعظمة ، مضيفا حينها شعرت بأننا كمصريين وسودانيين تجري في عروقنا مياه النيل نحن نشرب من هذا النهر العظيم ومصير النهر وما يحدث فيه الآن مرتبط بوحدة الشعبين ووحدة مواقفهم السياسية وهذا النهر هبة من هبات الله ولا يجوز لأي إنسان أن يمنع عنا المياه لأنه يمنع عنا الحياة، هناك الكثير من العوامل المشتركة بين المصريين والسودانيين أهمها أن سنوات التعافي للأمة العربية حينما تكون العلاقات بين الدولتين جيدة .
وأضاف الكاتب الصحفي كرم جبر ، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، أتذكر أيام كثيرة اخصها في حرب 1967 وكان الجيش السوداني والأخوة السودانيين بجانب الجيش المصري في جبهة القتال حتى انتصار 1973، كذلك أتذكر مؤتمر القمة العربية في الخرطوم والدور الذي لعبه الاشقاء وترتيب لقاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والزعماء العرب، كذلك أتذكر كيف استقبلوا عبد الناصر وأعطى رسالة للعالم أن هذا الرئيس ليس مهزوما بل وراءه الأمة العربية ممثلة في الشعب السوداني، كما تبرع أبناء الشعب السوداني ببعض ما يملكون مساعدة للمجهود الحربي في مصر".
وقال جبر :"كما اتذكر جامعة القاهرة في الخرطوم وكيف كانت ملجأ للعلماء والأدباء وأساتذة الجامعات الذين ذهبوا مع اخوانهم السودانيين ليقدموا لهم علما نافعا، وهناك الكثير ممن أصبحوا وزراء بدأ طريقهم من جامعة القاهرة في الخرطوم، بيننا عوامل تواصل كثيرة جدا يصعب حصرها فالعلاقات المصرية السودانية ممتدة منذ آلاف السنين ويربطنا الدين والثقافة، مضيفا أن مسلسل الخواجة عبد القادر وتطرق للسماحة السودانية في التعامل مع القضايا وسار هذا نموذجا في سماحة الاسلام وفقا لقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام " انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" والخواجة عبد القادر كان نموذجا لديننا الحنيف".
ولفت رئيس المجلس الأعلى للإعلام، الى أن مبادرة بناء الوعي بالاشتراك بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الأوقاف سيتم تفعيلها اعتبارا من العام القادم، لأن امتنا العربية في حاجة ماسة إلى إعادة الكثير من المفاهيم وأفضل من يقوم بذلك هم رجال الدين والخطباء الاجلاء لأنها قضية أمة ونحن مسئولين عن عرض تعاليم الدين بطريقة صحيحة فالدين الإسلامي ليس دين عنف او تطرف ولكن دين محبة وسلام وتقارب بين الشعوب ورسالة الأديان السماوية الحياة وليس الموت، والمبادرة يوجد بها العديد من القضايا المهمة جدا التي سيتم طرحها بمفاهيم صحيحة، ومن ضمنها العلاقة بين الاديان والاوطان لان البعض حاول تصوير أن هناك علاقة عكسية بين الاديان والاوطان وهذا المفهوم يجب إرجاعه إلى المفاهيم الإسلامية الصحيحة.
و تابع قائلا :"كذلك مسألة احتواء الجميع تحت مظلة واحدة فلا تفرقة بسبب الدين، فيجب تصحيح النظرة لأصحاب الديانات الأخرى لأننا في النهاية سنذهب إلى الله وهو من يحاسبنا، والدرس المستفاد من تجارب من حولنا هو أن سلامة الاوطان تستند على الاحتواء،كذلك فالكثير من الارصفة عليها كتب تصدر بعيدا عن الرقابة الجهات المختصة مثل الأزهر الشريف؛ والذين يكون دورهم كبيرا في مراقبة المحتوى الديني والمعلومات فلا يمكن نشر معلومات أو فتاوى تحض على القتل وغيره، وهذه ليست دعوه للمصادرة بل يعلوا شأن الديمقراطية اذا تعاملنا مع الديمقراطية بأدوات ديمقراطية، فلا يمكن السماح بالدعوة للقتل لأن الدين برئ من تلك الأفكار".
وأضاف جبر : " كذلك نحن نطرح من خلال المبادرة قضية هامة للمناقشة وهي كيفية الحفاظ على اللغة العربية - لغة القرآن - للحفاظ على هوية الأجيال الجديدة، لان الكثير من المدارس الاجنبية تضع في اخر اجندة الاهتمامات اللغة العربية، وهو ما يعني قتل الهوية والثقافة فالنشأ يجب أن يحب بلدة ونشيد بلده لارتباطهما بهوية الشعوب، لان النشأ بعد سنوات سيحمل السلاح للدفاع عن وطنه؛ وتابع: فمتى يعتبر أن أرضه هي عرضة عندما ينشأ بشكل سليم مثل طلبة الكليات العسكرية، ولا يجب التفريط ابدا في مثل هذه القضايا".
وردا على سؤال حول كيفية التعامل مع الكتب والدعاوى والفتاوي الي تكون عن طريق الإنترنت وكذلك عن وجود قنوات الإعلام المعادي الهادم للأوطان وكيفية التعامل معها، قال جبر إن اللغة العربية هي لغة القرآن وأهل الجنة، وبخصوص مراقبة المنصات الإلكترونية هي مشكلة موجوده في كل دول العالم ونحتاج إلي ابتكار طرق وأساليب جديدة للتعامل معها، لانني لن استطيع فرض قيود ولذلك نحاول التعامل مع قضايا العصر بمصطلحات وأدوات العصر وكذلك فكرة التوعية وكيف أخلق الوعي بين النشأ وننمي افكارهم الصحيحة والسليمة.